أفق أولوطاش – صحيفة اكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

في مساء السبت الماضي قامت الطائرات الأمريكية بضرب تجمع لقوات الأسد في مدينة دير الزور المحتلة من قبل تنظيم داعش في حدث غريب أثار ضجة كبيرة في الأوساط الإعلامية، وسقط إثر هذه الضربة قرابة 60 عسكريًا من قوات الأسد والقوات الروسية، بعد هذه الضربات قامت روسيا بنداء عاجل لاجتماع طارئ في مجلس الأمم المتحدة، ورغم التوضيحات الأمريكية بان الضربات كانت بالخطأ وأن أمريكا ضربت بعد تأكيد الأحداثيات من قبل الروس، إلا أن وزير الخارجية الروسي استمر بعرضه الدرامي ووصف الضربات بأنها إثبات دامغ على العمل المشترك بين أمريكا وتنظيم داعش! هذا الغضب الذي ظهر عليه الروس تم وصفه بالعرض التمثيل وأن روسيا ورغم علمها بأن الأسد كان ومنذ سنوات يقتل الآلاف بالقنابل والأسلحة الكيماوي إلا أنها لم تطلب ولو مرة واحدة اجتماع عاجل، ما أكد ومن جديد الازدواجية المقيتة في معايير الروس وسياساتهم.

بعد هذا الحدث سأل السفير الروسي: "ما الذي حصل حتى تُعطي أمريكا قرارا بالتدخل في دير الزور ضد داعش؟ وماذا يعني ضرب طائرات التحالف الدولي لمنطقة اشتباك قريبة من داعش؟"، يسأل السفير كل هذه الأسئلة وقد نسي أن الأسد كان قد قتل بدل الـ60 آلافًا مؤلفةً في صورة قديمة جديدة للنفاق السياسي. بعد كل هذا أسأل: هل قررت أمريكا دعم تنظيم داعش بالغطاء الجوي؟ وكيف استطاعت أمريكا ان تُميّز تفاصيل الجبهات حتى تقدم على هذه الخطوة؟ هل أصبحت تملك معلومات وقدرات استخبارية كبيرة عن منطقة الاشتباك؟ ام هل تم تضليل أمريكا وطائراتها لتضرب كالأعمى؟

لا أعتقد أن عملية ضرب الأسد كانت "خطأ" كما تدعي أمريكا رغم معرفتي بمدى الفشل الاستخباراتي الذريع الذي تعيشه، لكني أرجّح أكثر من ذلك أن يكون من وجه القوات من على الأرض قد وجهها بشكل خاطئ، أو أنها قد تلقت معلومات استخبارية خاطئة من أحد الأطراف، ولا أستبعد أن تكون روسيا هي من قدمت هذه المعلومات الخاطئة حتى تُظهر مدى ضعف وهشاشة الموقف الأمريكي في سوريا؛ الأمر الذي جعلها تتصرف كالأهوج وتضرب دون أن تتثبّت.

تشعر أمريكا أنها تفقد زمام الأمور في سوريا مع كل التطورات المتسارعة المستمرة، فلهذا نرها تدعم وحدات حماية الشعب الكردي تارة، وتارة أخرى تدعم بعض فصائل المعارضة، ومن ثم تحاول مجاراة عملية درع الفرات باشراك قواتها الخاصة، أما في دير الزور فإنني أعتقد بأنها وإن كانت لم تضرب ضربتها بشكل خاطئ كما يدّعي متحدثوها فإنها وبكل تأكيد ترسل رسائل قوية لروسيا وبشار الأسد وتقول لهم "انا هنا".

عن الكاتب

أفق أولوطاش

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس