ترك برس

دعا المستشرق الإسرائيلي، رونين يتسحاق، إلى إقامة تحالف استراتيجي بين إسرائيل والأكراد ولاسيما أكراد سوريا، بعد تخلي الدول العظمى عنهم، وشن تركيا لعملية درع الفرات، مشيرا إلى أن تقديم دعم إسرائيلي للاجئين الأكراد في أوروبا سيحسن من صورة إسرائيل على الساحة الدولية، ويساعد في الحرب ضد الفلسطينيين والإسلام المتطرف، ويعزز العلاقة بين إسرائيل والدولة الكردية التي ستنشأ في المستقبل.

وتناول رونين رئيس قسم الدراسات الشرقية في أكاديمية الجليل الغربي، في مقال له بصحيفة معاريف نشرته اليوم، أوضاع الأكراد السوريين السيئة في ظل حكم حافظ الأسد ونجله بشار الأسد، وقال إن الأسد تعامل معهم بقسوة، وقام بعمليات ترحيل للسكان الأكراد إلى القرى العربية من أجل محو هويتهم، فضلا عن تعرض الأكراد للإخفاء والتعذيب على يد قوات الأمن.

وتابع رونين إن الأكراد يجدون أنفسهم الآن يحاربون على جبهتين أحدهما ضد داعش والأخرى ضد الجيش التركي الذي اجتاح شمال سوريا في الشهر الماضي في عملية درع الفرات، حيث يستهدف الأتراك منع الأكراد من إقامة دولة لهم على طول الحدود مع تركيا. يضاف إلى ذلك إعلان الأسد عن نيته استعادة السيطرة على جميع أنحاء سوريا بما في ذلك المناطق الخاضعة للأكراد.

وأضاف رونين أنه في ظل هذه الظروف، وفي ظل عدم وجود قوة عظمى يعتمد عليها الأكراد، فقد حان الوقت لإسرائيل لعقد تحالف استراتيجي معهم، منوها إلى التحالفات القديمة بين إسرائيل وأكراد العراق في الماضي، والعلاقات السرية بين إسرائيل وأكراد سوريا في الوقت الحاضر.

وعدد المستشرق الإسرائيلي المزايا التي ستحصل عليها إسرائيل من التحالف مع الأكراد، وقال إن تقديم مساعدات للأكراد في أوروبا سيفيد تل أبيب، ويحسن من وضعها على الساحة الدولية، ويمكن أن يكون أساسا لعلاقات مستقبلية قد تتطور إلى علاقات سياسية بين الجانبين.

وأضاف أنه يمكن استغلال الأكراد في الصراع ضد الفلسطينيين وضد المنظمات المعادية لإسرائيل الداعية لمقاطعتها والفاعلة في أوروبا.

وفي هذا الصدد نوه رونين إلى أن إسرائيل يمكنها استغلال العداء السائد بين الأكراد والفلسطينيين في أوروبا نتيجة تأييد الفلسطينيين للأسد، في دعم إسرائيل ضد الحملات التي يقودها الفلسطينيون ضد شرعية إسرائيل.

وتابع قائلًا إن الرأي العام الكردي يظهر تعاطفا مع الشأن الإسرائيلي، ولا يعد "متطرفا" مثل الفلسطينيين، كما أن الدين لا يلعب دورا مهما لدى الأكراد، ولذلك لا يوجد لديهم عنصر التطرف الديني، ومن ثم فإن التعاون بينهم وبين إسرائيل سيساهم في الحرب على الإسلام المتطرف الذي يزدهر اليوم في العالم، وخصوصا في الشرق الأوسط، على حد زعمه.

وخلص المستشرق الإسرائيلي إلى أنه حتى لو كان سيناريو قيام دولة كردية في المستقبل القريب خياليا، فلا يجب على إسرائيل أن تكون الدولة التالية التي تخذل الأكراد. 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!