ترك برس

أكّدت صحيفة " يو اس ايه" الامريكية، أنّ أنقرة ظلّت صامدة ولم تتخذ اجراءات فعلية حيال تصاعد وتيرة الأحداث في بلدة “كوباني” السورية، واحتدام المعارك بين تنظيم داعش الإرهابي وقوات البشمرجة، فضلًا عن مساندة قوات التحالف الدولي لهذه القوات ضد التنظيم الإرهابي.

وتناولت الصحيفة الأمريكية موقف أنقرة بقيادة رجب طيب أردوغان من العمليات العسكرية التي تشهدها “كوباني”، موضحة أنه على الرغم من تركيز التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا ضرباته الجوية على البلدة السورية “كوباني”، الجيب الكردي على الحدود التركية، لكن تركيا عضو الناتو لم تتخذ بعد أي إجراءات ضد التنظيم الإرهابي “داعش”، مشيرة إلى أن هذا الموقف التركي يمكن إرجاعه إلى خمسة أسباب .

الأول: طبيعة العلاقات التركية الأمريكية خلال الفترة الراهنة، فالرئيس التركي رجب طيب أردوغان يشعر بالإحباط من أن أمريكا لم تتدخل في الحرب السورية التي استمرت لثلاث سنوات، إلَّا عندما استولت “داعش” على أجزاء كبيرة من العراق، خاصة وأنه طالب الولايات المتحدة كثيرًا بمساعدة المتمردين في سوريا حتى يتم إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد؛ لأنه لا يريد إدخال القوات التركية في هذه الحرب.

أما السبب الثاني طبقًا لما تراه الصحيفة الأمريكية: غضب تركيا من أكراد مدينة “كوباني” وحزب الاتحاد الكردي، الذي لم ينضم قادته لمخطط أنقرة الهادف لإسقاط النظام السوري بقيادة “الأسد”، مؤكدة أنه بعكس استراتيجية الحكومة التركية لا توجد أي دوافع لدى قادة حزب الاتحاد الكردي للمشاركة في إسقاط “الأسد”، فضلًا عن أن الجيش السوري لم يهاجم المدينة خلال السنوات الثلاث الماضية منذ بداية الأزمة هناك، وأن الجيش السوري ترك الكثير من الأسلحة استفاد منها الأكراد في حماية أنفسهم، ما يجعل تركيا غير راغبة في مساعدتهم الآن.

السبب الثالث الذي يدفع تركيا لعدم المشاركة في الدفاع عن كوباني ضد تنظيم داعش: انعدام الثقة، فتركيا تخوض حربًا لمدة 30 عامًا مع الحركة الانفصالية الكردية “حزب العمال الكردستاني” المرتبط بحزب الاتحاد الكردي، وحزب العمال تعتبره وزارة الخارجية جماعة إرهابية مشابهة لـ”داعش”، ولهذا تخشى الحكومة توفير أسلحة للأكراد؛ خوفًا من استخدامها فيما بعد ضد الدولة التركية.

أما الدافع الرابع فإنه يتمثل في مخاوف تركيا من الإرهاب، حيث سربت هذه التنظيمات الإرهابية الأسلحة والمقاتلين عبر تركيا إلى سوريا، وهذا يعني أن “داعش” و ”جبهة النصرة” والجماعات ذات الصلة بتنظيم “القاعدة” بسوريا لهم شبكات في تركيا، لذا فإنه حال هاجمت تركيا “داعش” في سوريا، قد يكون هناك رد فعل خطير داخل تركيا، والدولة لا تريد مواجهة هذا الخطر.

السبب الخامس والأخير طبقًا لصحيفة “يو اس ايه توداي”، يتمثل في علاقات “داعش”، فقد يكون بعض من أجهز الأمن والاستخبارات التركية لها علاقات وارتباطات بمقاتلين من “داعش”، حيث إنها قد تكون ضغطت على التنظيم حتى يطلقوا سراح دبلوماسييها مع اشتداد الضربات الجوية، وهذا قد يعني أن “داعش” لها نفوذ وعلاقات قوية أكثر مما يعتقد الجميع، مؤكدة أن هذه الأسباب الخمسة سالفة الذكر من أبرز الدوافع لدى تركيا للعزوف عن مهاجمة داعش ومساندة مدينة كوباني ضد التنظيم الإرهابي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!