ترك برس / الاناضول

ندّد المتحدث باسم الخارجية التركية "طانجو بيلغيج" بتصريحات المسؤولين الإيرانيين ضد أنقرة قائلاً "على إيران أن تلتزم الصمت من باب الخجل على الأقل حيال دعمها لنظام دمشق المسؤول الحقيقي عن الإرهاب"، بحسب وكالة "الأناضول" التركية.

و جاءت هذه التصريحات رداً على تصريحات نائب وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، التي اتهم فيها تركيا بـ"السعي نحو فكرة العثمانية الجديدة" في المنطقة، فضلاً عن تصريح رئيس الأركان الإيراني الذي زعم فيه أن تركيا – من دون أن يسميها - "تعرقل وصول المساعدات إلى مدينة كوباني".

وأضاف بيلغيج أن هذه التصريحات تضمنت ادعاءات "لا أساس لها من الصحة بحق تركيا"، مؤكداً أن أنقرة "ليست مضطرة لأخذ إذن من أحد عند اتخاذ التدابير اللازمة حيال ما يهدد أمنها القومي، في ضوء القانون الدولي".

ولفت المتحدث في تصريح لمراسل الأناضول في نيويورك إلى أن "السلطات الإيرانية تربط موضوع مساعدة الشعب السوري بالحصول على إذن من دمشق، مؤكداً أن تركيا "مدّت يد العون للسوريين بغية وضع حد للمأساة الإنسانية التي يعيشونها، من دون الشعور بالحاجة لأخذ إذن من نظام دمشق الفاقد للشرعية".

كذلك أشار بيلغيج إلى أن أنقرة أبلغت السفارة الإيرانية بانزعاجها من "الشطحات" والادعاءات الواردة في تصريحات المسؤولين الإيرانيين، والتي "لا أساس لها من الصحة".

وتأزمت العلاقات بين البلدين حيال الشأن السوري، على خلفية احتجاج إيران على تركيا بسبب دور الأخيرة في الوضع السوري، حيث قال مساعد وزير الخارجية الإيراني، حسين عبداللهيان، السبت الماضي: "سبق أن حذرنا الولايات المتحدة، وصديقتنا تركيا، التي بيننا وبينها نقاط لا نتفق عليها بخصوص الأزمة السورية، إلى ضرورة أن يقرر الشعب السوري بنفسه مسألة بقاء النظام أو رحيله".

وكانت إيران قد أبلغت، قبل أيام، المسؤولين الأتراك رسمياً بقلقها من قرار البرلمان التركي مؤخراً السماح للجيش بالدخول إلى مسرح العمليات العسكرية في سوريا والعراق .

ويقول مراقبون إن اتهامات إيران لتركيا بالسعي لإحياء العثمانية الجديدة تأتي في سياق التبرير لمشروعها التوسعي في المنطقة العربية، والذي يشبه مشروع "الدولة الصفوية" في إيران، التي كانت تنافس العثمانيين على النفوذ في المنطقة لبضعة قرون .

وتعزز هذه الرؤية تصريحات مندوب مرشد الجمهورية الإيراني علي خامنئي، علي سعيدي، الذي قال الخميس، إن العمق الاستراتيجي لإيران يمتد من البحرين والعراق حتى اليمن ولبنان وشواطئ البحر المتوسط .

ونقلت وكالة "فارس" للأنباء التابعة للحرس الثوري عن سعيدي تأكيده، خلال ملتقى بمدينة قم يوم الخميس، أنه "على إيران أن تحافظ على عمقها الاستراتيجي في هذه المناطق بكل ما لديها من قوة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!