ترك برس

رأى الدبلوماسي التركي ألطاي جينغيزير أن تركيا تعاني من نقص حقيقي في وسائل الإعلام القادرة على مجابهة الدعاية السوداء المضادة، وذلك في مقاله على موقع الجزيرة ترك "النظر إلى تركيا بعين عادلة".

وأشار ألطاي إلى أنه على الرغم من ترويج وسائل الإعلام الغربية لفرض تركيا تأشيرة قبل رفعها عن العراقيين وتمنّعها عن استقبالهم وتركها لهم يقاسون ويلات الموت، فإن وسائل الإعلام التركية تعجز عن تسليط الضوء على فشل التحالف الدولي وعلى استخدام داعش أسلحة غربية وعلى جرائم الحشد الشعبي في قتل المدنيين الأبرياء.

وأوضح ألطاي الذي عمل سفيرًا لتركيا في كل من طاجكيستان وإيرلندا، أن تركيا ما زالت تُعاني من انغلاق لغوي واسع بين مواطنيها، داعيًا الحكومة التركية إلى إرسال الآلاف من طلابها لدراسة تخصصات اجتماعية في جميع البلدان بلا استثناء لتكوّن كادرًا قريًا قادرًا على مواجهة أي عاصفة إعلامية مضادة، مؤكدًا أن هذا من أبجديات السياسة الواقعية التي تنص على استخدام كافة الوسائل الممكنة من قبل الدولة لحماية مصالحها.

وفي سياق متصل، قال الدبلوماسي التركي إنه مع مرور الأيام يتضح أن محاولة انقلاب 15 تموز/ يوليو ليست مجرد محاولة تغيير للحزب الحاكم بل هي عملية كانت تهدف لإجراء تغيير كامل للأجندات السياسية والاقتصادية الخاصة بتركيا، ورأى أن الانقلابيين أرادوا إعادة تركيا إلى عهد ما قبل حزب العدالة والتنمية حين كانت تتبع في سياستها رؤية كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي دون الأخذ بعين الاعتبار المصالح القومية التركية.

وأعرب ألطاي عن اعتقاده بأن ردة الفعل الإعلامية الغربية ضد تركيا بعد محاولة الانقلاب أمر طبيعي جدًا ناتج عن خسارة الغرب محاولة انقلاب كادت أن تنجح، مشيرًا إلى أن "عصيان تركيا للغرب" أدى إلى دعمه حزب العمال الكردستاني الذي يعده كل من تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إرهابيًا، ولكن الغرب ضرب بعرض الحائط كون تركيا عضوًا في حلف الناتو وقدم الدعم لبي كي كي.

وفي سياق آخر، رأى ألطاي أن الغرب يستخدم تركيا منذ سنوات طويلة كمنطقة عازلة بينه وبين الشرق، وبفضلها استطاع تأمين حدوده ومصالحه في المنطقة، مشيرًا إلى أن ما يدل على ذلك هو توقيع اتفاقية اللاجئين التي أراد الغرب من خلالها إبقاء اللاجئين في المنطقة العازلة "تركيا"، ومن الممكن اعتبار فشل هذه الاتفاقية سببًا لدعم الغرب محاولة الانقلاب الفاشلة بشكل مباشر أو غير مباشر عبر وسائل الإعلام حسب ألطاي.

تُبنى العلاقات الدولية على دول كبرى وأخرى وصلية أو جناح وثالثة فرعية أو صغيرة، وتتمتع الدول الواصلة حسب ألطاي بموقع جغرافي استراتيجي ونظام أمني مستقر نوعًا ما لتصل سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا بين الدول الكبرى والفرعية، وقد أدت تركيا دور دولة واصلة نظرًا لموقعها الجغرافي إلا أنها تخطط الآن للتحول إلى دولة كبرى بحلول عام 2023، الأمر الذي يقطع على الغرب وصلة مهمة جدًا ممّا دفعه إلى "شيطنة" تركيا إعلاميًا بغير وجه حق.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!