ترك برس

قالت صحيفة لوباريزيان الفرنسية إن الطائرة المسيرة التركية "بيرقدار تي بي 2" عادت للواجهة بعد غياب، حيث شاركت في هجوم أوكراني أغرق زورقًا روسيًا في البحر الأسود الأسبوع الماضي، مشيرة إلى أن المسيرة التي اشتهرت بفعاليتها وكلفتها المنخفضة أثبتت مجددًا مكانتها كسلاح فعّال في ميادين القتال.

وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن هذه المسيرة التي اختفت تدريجيا من خطوط المواجهة بسبب نقص الموارد من جانب كييف، شاركت مجددا الخميس في هجوم أوكراني في البحر الأسود، وأغرقت زورق دورية روسيا في منطقة خيرسون، مما أسفر عن مقتل جميع أفراد الطاقم الخمسة الذين كانوا على متنه.

وقد نشرت المخابرات العسكرية الأوكرانية صورا للهجوم الذي يشير إلى "استهداف مسيرة بالليزر" بضربة صاروخية دقيقة ومدمرة، وأظهرت الصور أن مسيرة "بيرقدار تي بي 2" هي التي شنت العملية الناجحة، بحسب ما أوردته "الجزيرة نت".

نجم سابق بسعر زهيد

صنعت هذه المسيرة من قِبل شركة بايكار التركية، وصممت كمسيرة تكتيكية متوسطة الارتفاع وطويلة المدى، وهي قادرة على القيام بمهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع والهجوم المسلح، كما يقول محرر تقرير الصحيفة فيكتور كوزين.

وقد حظيت هذه المسيرة العملاقة بلحظة مجد في بداية الصراع، بجناحيها البالغ طولهما 12 مترا ووزنها البالغ 650 كيلوغراما، واعتبرها العديد من الخبراء "كابوسا" بالنسبة للروس، قبل أن تختفي تدريجيا من خطوط المواجهة بسبب نقص الموارد.

أما كييف، التي استخدمتها لضرب قوافل الأسلحة الكبيرة والمركبات المدرعة، فلم يكن لديها منها سوى 20، واعتبر غيابها مشكلة، لأنها معروفة "بفعاليتها" على الجبهات الأمامية. وقالت مستشارة الدفاع والأمن سيني أوزاكاراساهين إن بيرقدار "أثبتت جدارتها في بيئاتٍ مختلفة تماما، من ليبيا إلى أوكرانيا، وكذلك في ناغورنو قره باغ".

طائرة "بيرقدار" المسيّرة تركية الصنع

تُعد المسيرة التركية "بيرقدار تي بي 2" واحدة من أبرز أنظمة الطائرات من دون طيار (الدرون) التي طورتها شركة "بايكار" التركية، وقد أصبحت رمزًا لصناعة الدفاع المحلية في تركيا.

بدأ تطوير المسيرة في أوائل العقد الأول من الألفية الجديدة، ودخلت الخدمة رسميًا عام 2014 لدى الجيش التركي، قبل أن تنتشر لاحقًا في جيوش عدة دول. صُممت "بيرقدار تي بي 2" كمسيرة تكتيكية متوسطة الارتفاع وطويلة المدى، وتتميز بقدرتها على تنفيذ مهام الاستطلاع والمراقبة والهجوم المسلح بدقة عالية.

تستطيع الطائرة التحليق بشكل مستقل لأكثر من 20 ساعة متواصلة، على ارتفاع يصل إلى 27 ألف قدم، وتُدار من محطات تحكم أرضية. وهي مزودة بنظام نقل صور فوري، ما يمنحها قدرة على توجيه الضربات في الوقت الحقيقي.

تستخدم "بيرقدار" ذخائر موجهة صغيرة الحجم من طراز MAM-L وMAM-C التي طورتها شركة "روكيتسان"، ما يجعلها قادرة على إصابة أهداف نوعية بدقة، سواء كانت مركبات مدرعة أو تحصينات أو قوافل عسكرية.

وقد أثبتت المسيرة فعاليتها في عدة ساحات صراع مثل سوريا، ليبيا، ناغورنو قره باغ، وأوكرانيا، حيث وُصفت في بعض الحالات بـ"الكابوس" بالنسبة لخصومها.

إلى جانب أدائها العسكري، اشتهرت "بيرقدار" كذلك بميزتها الاقتصادية، إذ يبلغ سعرها نحو 4.5 ملايين يورو، أي أقل بكثير من نظرائها الغربيين مثل المسيرة الأميركية "ريبر"، ما جعلها خيارًا جذابًا لعدد متزايد من الدول.

بيرقدار في الحرب الأوكرانية

لعبت المسيرة التركية "بيرقدار تي بي 2" دورًا بارزًا في الحرب الأوكرانية منذ بداية الصراع، حيث اعتُبرت سلاحًا تكتيكيًا فعالًا رغم توفر أعداد محدودة منها لدى الجيش الأوكراني.

استُخدمت "بيرقدار" بشكل أساسي في استهداف القوافل العسكرية الروسية، المدرعات، ومواقع القيادة والمراقبة بدقة عالية، ما أوقع خسائر ملموسة في المعدات والجنود، وأجبر القوات الروسية على إعادة النظر في تحركاتها على خطوط الجبهة.

تميزت المسيرة بقدرتها على التحليق لمدة تصل إلى 20 ساعة بشكل مستقل، ونقل صور حية للعمليات، مما ساعد الأوكرانيين على تنفيذ ضربات دقيقة ضد أهداف استراتيجية. واعتمدت على ذخائر موجهة صغيرة من طراز MAM-L وMAM-C، التي أثبتت فعاليتها في تدمير الأهداف دون الحاجة لوجود الطائرات المقاتلة الثقيلة.

كما ساهم ظهور "بيرقدار تي بي 2" في رفع الروح المعنوية للقوات الأوكرانية وإحداث تأثير نفسي على الجنود الروس، خاصة خلال الهجمات الليلية أو ضد تحركات الإمدادات.

على الرغم من فعاليتها، عانى الجيش الأوكراني من نقص الموارد وعدد محدود من هذه المسيرات، ما حد من تأثيرها الشامل على جبهات واسعة، لكنها بقيت سلاحًا مؤثرًا في العمليات النوعية والهجمات التكتيكية، مثل غرق زورق دورية روسي في البحر الأسود، الذي أبرز مرة أخرى قوتها الدقيقة والمدمرة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!