ترك برس

قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان التركي "صه أوزهان"، إن كل الأسباب التي قادت إلى نشأة تنظيم الدول "داعش" في العراق تقريباً تعود في جذورها إلى الاحتلال الأمريكي وإلى مختلف الحكومات العراقية التي تشكلت ما بعد الاحتلال.

وأشار أزهان النائب في صفوف حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، في مقال له بصحيفة "عرب21"، إلى أنه ما من شك في أن تواجد داعش داخل الموصل بالذات ناجم عن الإدارة التي تمسك بمقاليد الأمور في العراق منذ ما بعد الاحتلال بالقدر نفسه الذي هو ناجم عن سلوكيات التنظيم.

وأضاف: "إلى حد بعيد، استمد تنظيم داعش قدراته العسكرية من جهاز الدولة ومن الجيش الذي حُل بأسوأ أسلوب على الإطلاق وفي حالة من انعدام الشعور بالمسؤولية. في الوقت نفسه، يمكن الجزم بأن الدعم الذي منحته المكونات الاجتماعية والعشائر المحلية لتنظيم داعش كان بمثابة رد فعل على السياسات الطائفية للحكومة العراقية والتي تجاوزت في سوئها كل ما كان ينسب إلى صدام حسين من سوء".

وشدّد البرلماني التركي الذي شغل منصب مستشار رئيس الوزراء التركي، على أن السياسات التي انتهجت في الفترة ما بين 2005 و2012، والتي ساهمت في تشكيل تنظيم داعش في العراق، تفاقمت لتشكل مرحلة أكثر خطورة في عهد "حليف دمشق" نوري المالكي.

وبحسب أوزهان، فإن السجون في سوريا أخليت على عجل، "مما أطلق العنان لداعش لتنقض على المعارضة السورية. تجاهلت هذه السياسة بشكل كامل المشاكل المحتملة التي كانت ستنجم عنها في العراق، وما لبثت أن فتحت الطريق على مصراعيه أمام داعش. كان من المفروض أن تساعد داعش النظام في دمشق، إلا أنها بدلا من ذلك استولت على الموصل وتحولت إلى خطر يتهدد بغداد.

عند هذه النقطة، وبشكل مستقل عن الهجوم على الموصل، سيظل مشروع استئصال داعش ومن على شاكلتها من تنظيمات في المستقبل مقاربة ساذجة ما لم يتم وضع أجندة لحل "المشكلة السنية" في العراق وفي المنطقة ككل".

واعتبر السياسي التركي أنه بوجود الجماعات التي تتخذ من النجف مقرا لها في الجنوب، ووجود المنطقة الخضراء في بغداد وضواحيها، وبوجود حكومة إربيل في الشمال، ووجود المناطق التي تسيطر عليها داعش حول الموصل، أصبح العراق بلدا عصياً على الحكم وبات بلا مظلة من المؤسسات الأمنية.

وتابع أوزهان: "تسود العراق حاليا حالة من الفوضى العارمة، بما فيه من ميليشيات شيعية وجماعات إرهابية عابرة للحدود مثل حزب العمال الكردستاني وتنظيم داعش، وبما ينتشر فيه من جيوش تابعة لمختلف الجماعات الشيعية وكذلك الجماعات السنية. في الوقت نفسه يعاني النسيج المجتمعي في البلاد من حالة خطيرة من التمزق والتشرذم".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!