ترك برس

استعرض الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني مؤمن بسيسو، تقييمًا لـ "المطالب والأهداف التي ينتظر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تحقيقها من قطر وتركيا، والتي توفر له الحد الأدنى من الأمان، سياسيا وماليا، في ظل التحديات العاصفة التي تتربص به".

وفي مقال له بـ"الجزيرة نت"، أشار بسيسو إلى أن الهدف الأبرز الذي يسعى إليه عباس يكمن في استثمار علاقته الجديدة بتركيا وقطر للضغط على حركة حماس للقبول بإنجاز اتفاق المصالحة الداخلية، والعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية تفضي إلى إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية تتولى نتائجها رسم خارطة جديدة للواقع السياسي الفلسطيني.

وقال إنه "لا مفر أمام عباس اليوم من إبداء مرونة معقولة للتلاقي مع حماس، والتوافق معها على اتفاق ينهي الانقسام السياسي والجغرافي بين شقي الوطن الفلسطيني، ويعبد الطريق أمام إعادة تشكيل النظام السياسي الفلسطيني.

ودون ذلك فإن قدرته (عباس) على الالتفاف على الضغوط العربية ومواجهة مخاطر تصعيد محمد دحلان القيادي المفصول من حركة فتح إلى واجهة النظام السياسي الفلسطيني، تبدو بالغة الضعف والمحدودية".

وأضاف: "في عُرف أبو مازن (عباس) فإن إعادة بسط العلاقة مع حماس، ونسج خيوط التصالح معها، يبدو أهون بكثير من الاستسلام لخصمه اللدود محمد دحلان، ففي كل الأحوال لا تحوي جعبة حماس مخططات لاستبداله أو إقصائه عن سدة الحكم والسلطة، في الوقت الذي تعني فيه المصالحة مع دحلان شهادة نعيه شخصيا وسياسيا".

واعتبر بسيسو أن عباس يأمل تدفع العلاقة الحميمية الجديدة مع قطر وتركيا في إسناده سياسيا في مواجهة الصلف المصري، الذي بدت تدخلاته في الشأن الداخلي للسلطة الفلسطينية وحركة فتح أوضح وأعمق من أي وقت مضى.

وتابع بالقول: "فوق ذلك، يأمل "أبو مازن" أن تشكل قطر شبكة أمان مالية لتعويض السلطة عن قطع الدعم السعودي والإماراتي، أو تغذية خزينة السلطة برواتب موظفي حماس عقب إنجاز اتفاق المصالحة على أقل تقدير.

وفي المحصلة، فإن أرجح التوقعات تشير إلى أن "أبو مازن" لن يعود من رحلته إلى قطر وتركيا خالي الوفاض، وأن جهوده قد تثمر خلال الأيام أو الأسابيع القادمة، وقد نشهد واقعا سياسيا جديدا يتجسد في شقي الوطن الفلسطيني مع نهاية العام الجاري".

وأشار الكاتب إلى أن قطر وتركيا ومعهما حماس يشعرون بقدر كبير من الارتياح لخطوات "أبو مازن" التقاربية، "ولن يكونوا في وارد إحباطه أو إفشاله رغم مقاصده المصلحية البحتة، فهنا تلتقي المصالح في منتصف الطريق، وهنا يجد كل طرف مدخلا للخروج من أزماته، وتتوفر فرصة سانحة لتنسيقات سياسية تكتيكية في خضم التقلبات والاضطرابات التي تعج بها المنطقة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!