أكرم كيزيلتاش - صحيفة تقويم - ترجمة وتحرير ترك برس

ظنوا أننا نستعمل نظارة تسمح لنا برؤية الواقع بشكل خيالي جميل لكن التعبير الذي استخدمته في هذه المقالة "معنوياتنا العالية" يصف حالنا بكل واقعية وشفافية رغم أنف بعض الأطراف الداخلية والخارجية، ولا ننسى أن البطولة التي أظهرها الشعب التركي في أحداث 15 تموز/ يوليو لم يكن لها مثيل وكان لها الفضل الأكبر في رفع معنوياتنا إلى السماء.

وكما نعلم أن الآلاف من الناس فقدوا حياتهم والملايين منهم أصبحوا لاجئين بسبب حروب القوى العالمية، وكانت تركيا من الدول الأولى التي نددت بهذه الأوضاع ولم تقف عند الكلام فحسب بل قامت بالفعل والتطبيق أيضا.

فهذا التعبير "معنوياتنا عالية" لا يعني أننا قد حللنا جميع مشكلانا، بل طريقنا يواجهه بعض المشاكل والصعاب، لكن استطعنا النهوض والصمود بأنفسنا، حتى وصلنا لمرحلة اتخاذ قراراتنا بأنفسنا أيضا.

أما بالنسبة إلى هذه الدول: أمريكا، وروسيا، وألمانيا، وفرنسا، وإيران فلم تسلك أيا منها سلوكا مشرفا تجاه الأحداث المأساوية في العالم، لأن مصالحهم تأتي أولا قبل كل شيء، فانظروا  إلى التطورات المتعلقة بسوريا فهل لاحظتم تدخل العشرات من الدول فيها، لكن تركيا هي الدولة الوحيدة التي هدفها هو مصالح سورية والسوريين، فوحدة الأراضي السورية وعودة الإستقرار لها هو غاية مهمة لدولتنا ، والموضوع لايقف عند هذا وحسب بل تنظر تركيا بمنظور "كيف أجد حلا يداوي جراح الناس هناك" ولا تنظر بمنظور "كيف أستفيد من التطورات الحاصلة هناك".

لا يكفي قول "برافو"

هذه الدول المشاركة في خلط أوراق القضية السورية همهم الوحيد كيف سيلائمون مصالحهم في مستقبل سوريا القادم، ولايهمهم مئات الألاف من الناس الأبرياء الذين سقطوا ضحية هذه الحرب الشرسة ولا يعنيهم تدفق الملايين من اللاجئين، ويحاولون جاهدين منع تركيا من التدخل في حل الأزمة السورية، ويصمون آذانهم عن سماع ماتقوله تركيا من حقائق، بل وبكل وقاحة ينصحون الفارين من بلادهم بالذهاب إلى تركيا.

فهم لا يشاركون في سد احتياجات اللاجئين، ويكتفون بقول كلمة "برافو" لتركيا متناسيين أن هذه الأزمة هي أزمة إنسانية مشتركة، وليس سوريا هي الوحيدة التي تشهد ظروفا صعبا بل يوجد الكثير من البلدان التي تعاني من أيام صعبة، وأما بالنسبة إلى  الأمم المتحدة ومجلس الأمن اللذان أسسا من أجل إحلال السلام والسعادة في العالم نجدهما يكتفيان بمشاهدة الأحداث بكل برودة قلب ، أما تركيا فهي الدولة الوحيدة التي تدرج في أجنداتها قضايا العالم وتعزو أسباب مشاكل العالم للتصدع الحاصل في هيكل الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وفي هذا السياق فقد تطرق رئيس الجمهورية أردوغان لهذا سابقا وقال: "الدنيا أكبر من خمسة" قاصدا الدول الأعضاء الدائمين الخمسة في مجلس الأمن.

الخلاصة: نحن مواطنو الدولة التي تقول وتفعل كل ما هو صحيح ونافع وتقف بصمود مواجهة كل العراقيل لوحدها، فهم منزعجون لعدم استطاعتهم توجيه تركيا كما يريدون وليقل ما يريد كل من يتآمر على تركيا فالروح المعنوية في تركيا في أعلى مستوى.

عن الكاتب

أكرم كيزيلتاش

كاتب في صحيفة تقويم


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس