فاتح شيكريغيه - حرييت - ترجمة وتحرير ترك برس

وضعت منطقة  بي أوغلو لتاريخية في إسطنبول بقيادة رئيس البلدية مصباح دميرجان، تقليدا جديدا يلائم تاريخ إسطنبول جيدا، وذلك بالبدء في " حوارات بي أوغلو" .

تقليد الحديث والنقاش أمر أساس من أجل ثقافة إسطنبول، فهو عقيدة المدينة وتنوعها البشري،وهو الحوار الأصيل والصادق بين الناس من جميع العقائد والديانات والثقافات والأعراق. هي أجواء يمكن التعبير فيها عن الأفكار بحرية. وقد عقد الحوار في فندق ومتحف بيرا بالاس إسطنبول، وهو وما جعل الحوار بناء.

فى أحد ليالي فعاليات اللقاء ، كان ضيف الأمسية وزير الخارجية، مولود تشاوش أوغلو، الذي أجاب بكل صدق عن جميع الأسئلة المطروحة. عند إحدى النقاط همس ممثل الكنيسة السريانية بشئ في أذن تشاوش أوغلو، فرد عليه أوغلو كيف يحدث ذلك؟ لماذا لم تبن هذه الكنيسة؟ لحظة واحدة .....

فيما بعد رد ممثل الكنيسة وقال " نعم، هناك حاجة إلى إذن من الفاتيكان فيما يتعلق بالمكان ..."

وفي وقت لاحق طلب الوزير من مساعده التنفيذي حل هذه المشكلة فورا، بدءا من يوم الغد، وإذا تطلب الأمر سيتم الاتصال بالفاتيكان لحل مسألة مكان بناء الكنيسة.

في بادئ الأمر لم أتمكن من فهم ما يدور بالضبط . سألت يوسف ساغ من الكنيسة السريانية الذي كان يجلس بجواري، فأخبرني أن السريان ليس لديهم كنيسة في إسطنبول، ولهذا السبب كنا نبحث عن مكان.

وقال لي ساغ "هناك قطعة أرض مملوكة لمؤسسة الفاتيكان في منطقة يشيل كوي في إسطنبول، لكننا لم نتمكن من التغلب على العقبات البيروقراطية بسبب وجود مقابر على هذه الأرض، وموافقة الفاتيكان أمر ضروري".

وتابع " ولهذا السبب طلبنا مساعدة السيد الوزير .... لقد أظهر لطفا كبيرا ، وهذا النوع من التفهم تحتاجه الإنسانية".

إن الأسلوب الذي عالج به وزير الخارجية ، مولود تشاوش أوغلو، المسألة، هو في الواقع أفضل طريقة للتعايش، ويمكن من خلالله أن يتحقق السلام. وأتمنى أن يعيش العالم كله بهذه الطريقة.

" علينا أن نبذل قصارى جهودنا لإزالة العقبات التي تحول دون بناء هذه الكنيسة. ينبغي لنا أن نتحدث مع سفيرنا في الفاتيكان. نحن نعتقد أن جميع العقائد يمكن أن تعيش معا" . هذه الكلمات التي قالها تشاوش أوغلو لها أهمية خاصة.

جلست إلى الطاولة يحيط بي أشخاص من مختلف الأديان: وزير الخارجية تشاوش أوغلو، ورئيس بلدية بي أوغلو مصباح دميرجان، ونائب بطريرك كنيسة  السريان الكاثوليك في تركيا يوسف ساغ، والحاخام الأكبر في تركيا الحاخام إسحاق هاليفا، والقائم بأعمال رئيس البطريركية الأرمينية في تركيا أرام أتيشيان، ومطران السريان الأثوذوكس في تركيا يوسف شتين، ورئيس بطريركية القسطنطينية المسكونية بارثو لوميو.

تحدث الأب ساغ عن الثقافة في محافظة ماردين جنوب شرق تركيا منذ آلاف السنين، وتكلم عن زميل الدراسة زين العابدين إيرديم.

بعد ذلك بقليل روى لنا الموسقي الشهير أورهان كنجي باي قصة عن كتابة أغنيته المفضلة " لتنتهي هذه الدنيا" . هذا الثراء في الإيمان والأفكار أضاء مساء حوارات بي أوغلو مثل لوحة رسمتها جميع الألوان الإنسانية. لفت انتباهي خلال هذه الأمسية كيف أكد جميع المتحدثين على رغبتهم في العيش في سلام.

تحدث وزير الخارجية تشاوش أوغلو فيما بعد حول العديد من القضايا، وانتقد الاتحاد الأوروبي قائلا إنه ينبغي له أن يظهر نواياه الحسنة تجاه تركيا في الوقت الحالي. وقال إنه وجد الاتحاد الأوروبي منافقا، وأضاف " أرى الاتحاد الأوروبي الذي يتحدث عن كل مسالة تحدث في تركيا، لا يستجوب ويسأل حزب الشعوب الديمقراطية لماذا لا تضعون مسافة بينكم وبين حزب العمال الكردستاني ؟" وأشار أوغلو أيضا إلى المشاكل الناجمة عن داعش وسأل لماذا يستهدفوننا في كثير من الأحيان؟ لأن خطابنا يمنعهم من كسب قاعدة شعبية لهم.

وتابع أوغلو " لا يمكن أن تكون لهم شعبية بين المسلمين، لأننا نحن من نقول إنه لا علاقة لما يفعلونه بالإسلام" .

وقال إنه يريد أن يكون معهد تعليم اللاهوت هالكي سيميناري مفتوحا. وتحدث بعد ذلك عن عقوبة الإعدام، وأن هناك ضغوطا متزايدة من الأمة في هذا الشأن، لكن الاتحاد الأوروبي بدلا من أن يجري حوارا مع الحكومة التركية أصدر بيانات تعبر عن موقف متعجرف. يتحدثون بنبرة الأمر، وهذا يزيد رد فعل الناس، في حين أننا نؤيد الحوار المستمر مع الاتحاد الأوروبي. وقال أوغلو إن الاتحاد الأوروبي لديه معايير مزدوجة، فعندما أبعدت سويسرا عضوا في حزب العمال الكردستاني أو حزب التحرر الشعبي الثوري الماركسي، تستقبلهم ألمانيا فيما بعد.

هناك ثلاثة جوانب في هذه الأمسية لن أنساها: أولها احترام تشاوش أوغلو لحرية الاعتقاد وإشارته إلى ذلك، وثانيا رغبة الجميع في العيش في سلام، وأخيرا هناك حاجة لزيادة قدرة تركيا على شرح نفسها للعالم. 

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس