ترك برس

أكد محمد أديب عضو المكتب السياسي في الجبهة الشامية -إحدى أبرز المكونات العسكرية المشاركة في عملية درع الفرات المدعومة من تركيا- أن حصول مواجهات بين الجيش السوري الحر والمليشيات المنضوية تحت ما يسمى مجلس منبج العسكري أمر وارد، وفق تعبيره.

وأضاف أديب خلال حديث لـ"الجزيرة نت"، أن مجلس منبج العسكري يعتبر قناعا مزيفا لقوات الوحدات الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (الفرع السوري من حزب العمال الكردستاني).

وأوضح المعارض السوري أنه "من الطبيعي أن نقاتل كل من يقف في طريقنا لتحرير أراضينا ومدننا المغتصبة من مختلف التنظيمات الإرهابية والانفصالية المعادية لثورة الشعب السوري ووحدة الشعب والأراضي السورية".

وحول الدور الأميركي في منع مثل هذه المواجهات، قال أديب إن "صناع القرار في واشطن استدرجوا ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية إلى المنطقة على أساس أنها تحالف يضم جميع المكونات، بينما أثبتت الوقائع أن هذه القوات بمختلف تسمياتها التجميلية ليست سوى المليشيات الانفصالية التابعة للجناح السوري من حزب العمال الكردستاني".

وأردف قائلًا: "هنا وجد الأميركيون أنفسهم في حرج، وثمة صعوبة بالنسبة لهم للتراجع عن هذا الخطأ لأنها تُظهرهم كمنخرطين في دعم مشروع انفصالي كانوا قد أعلنوا صراحة رفضه في وقت سابق".

وتشكل مدينة منبج في ريف حلب الشرقي نقطة ارتكاز رئيسية للوحدات الكردية، وقاعدة أساسية للانطلاق في معارك السيطرة على مدينة الباب الإستراتيجية وأبرز معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في المنطقة، وفقًا للجزيرة نت.

فمدينة الباب تعتبر الساحة الميدانية للحسم العملياتي والسياسي لمستقبل المنطقة الممتدة من جرابلس إلى إعزاز، وهو فشل أو نجاح تركيا لإقامة المنطقة الآمنة بمعنى حرمان الوحدات الكردية من إقامة منطقة جغرافية متصلة على الحدود السورية التركية.

من جابنه كشف عدنان أبو المجد القائد العام لمجلس منبج العسكري التابع عمليا لوحدات حماية الشعب الكردية، وجود ضمانات أميركية بعدم تقدم الجيش الحر إلى مدينة منبج، وقال إن "الولايات المتحدة أعطتنا ضمانات بأنها ستساعد في حماية مدينة منبج بعد انسحاب وحدات حماية الشعب".

وأضاف أبو المجد "نحن نضع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بشكل دوري في صورة الخروقات من جانب قوات درع الفرات (الجيش السوري الحر) المدعومة من تركيا".

المحلل العسكري والإستراتيجي العميد المتقاعد صبحي ناظم توفيق أوضح أن المنطقة تشهد بشكل واضح مصالح متضاربة ومتضادة، وبيّن أن تركيا تعتبر حليفا مضمونا بالنسبة للولايات المتحدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ناهيك عن موقعها الإستراتيجي الهام، كما أن واشنطن تنظر إلى الأكراد منذ ستينيات القرن الماضي -على الأقل- على أنهم أيضا حليف مضمون، وفق تعبيره.

وأضاف توفيق أن منبج عقدة مواصلات هامة جدا في الشمال السوري تتداخل فيها خمس طرق، أبرزها ربط شرق الفرات بغربه، والأكراد عازمون على الاحتفاظ بها، خصوصا أنهم بذلوا الدماء للسيطرة عليها، في حين لن تسمح تركيا مطلقا -ومهما كلفها من ثمن- باستمرار الامتداد الكردي على حدودها الجنوبية.

وبالتالي فإن الأرجح في موقف الولايات المتحدة أنها ستغض الطرف عن تأسيس تركيا لمنطقة آمنة، وتكتفي بدعم الأكراد في المناطق التي سيطروا عليها في شرق الفرات، وتستمر في مسك العصا من الوسط حتى لا تخسر حليفين مضمونين، وذلك في إطار التمهيد للمعركة الكبرى القادمة وهي السيطرة على مدينة الرقة.

وكان مراد قريلان القيادي الكردي البارز في حزب العمال الكردستاني المصنف في قائمة الإرهاب الأميركية، قد صرح بأن حزبه "على استعداد تام لأداء ما يقع على عاتقه لحماية مكتسبات الأكراد في أطراف كردستان".

وأضاف -في تصريح لوكالة كردية- "على الجميع أن يعلم أن الأكراد سيعملون من أجل أنفسهم.. لديهم إستراتيجية"، معربا عن اعتقاده بأن ريف حلب الشمالي ومحيط مدينة الباب "سيشهدان مواجهات قوية".

إذن.. كل المؤشرات تذهب في اتجاه وقوع مواجهات واسعة بين الأكراد (باختلاف مسمياتهم) والجيش الحر، لكن ثمة لاعب إضافي يتمثل في قوات النظام السوري غير البعيدة عن مدينة الباب، التي -وفق متابعين- تدعم معارك الوحدات الكردية انطلاقا من عفرين في إطار تأمين ممر يصل عفرين بمنبج عبر ريف مدينة الباب الجنوبي، وهو ما يضيف إلى هذه الساحة المعقدة أصلا لاعبا قد يعيد خلط الأوراق الميدانية والسياسية في المنطقة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!