ترك برس

عُقدت الجلسة الأولى لمنتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية في دورته الثالثة بإشراف المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في العاصمة القطرية الدوحة، حيث ناقش خلالها باحثون من تركيا ودول الخليج العربي واقع العلاقات الخليجية – التركية واتجاهاتها المستقبلية.

وبحسب تقرير نشره المركز العربي في موقع الالكتروني، فإن أوراق الباحثين الأتراك والخليجيين المشاركين في هذه الجلسة - التي عقدت السبت - تقاربت في تشخيص الوضع الراهن لهذه العلاقات، إذ إنّ الأوضاع المضطربة للمنطقة والتحولات التي عرفتها منذ بداية الثورات العربية فرضت تقاربًا أكبر بين الجانبين الخليجي والتركي، غير أنّ مستوى العلاقات بينهما لم يصل إلى الحد المطلوب المتوافق مع هذه التحديات.

نائب المدير العام لمركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية (SETA) في أنقرة، محيي الدين أتامان، يرى أنّ تركيا تتقاسم ودول الخليج العديد من المخاوف الإقليمية؛ مثل مستقبل اليمن والحرب الأهلية في سورية، وارتفاع عدد الدول الفاشلة في المنطقة، والسيطرة المتنامية لأطرافٍ فاعلة من غير الدول كداعش، إضافةً إلى السياسة الإيرانية التوسعية في الشرق الأوسط. فضلًا عن ذلك، تقتضي الديناميات العالمية المتغيّرة إعادة توجيه السياسات الخارجية للدول الإقليمية.

وما كان من تلك المشكلات السياسية والتهديدات الإقليمية كلّها إلاّ أن رفعت مستوى الترابط، ما تطلّب تحسين العلاقات الثنائية بين تركيا وبلدان الخليج. ومن أجل تحقيق نظام إقليمي مستدام، ينبغي لتركيا ودول الخليج تطوير مشاريع سياسية واقتصادية تخدم مستقبلهما المشترك. كما يحتاج الطرفان إلى تعزيز التعاون من أجل إدارة فترة التحول الانتقالية في المنطقة.

من جانبه، أكد رئيس قسم شؤون الخليج في مركز الشرق الأوسط لبحوث السلام في أنقرة، عبد الله الشمري، أنّ المستجدات السياسية التي حدثت خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة أعادت الدفء للعلاقات الخليجية - التركية بعد تجاوز آثار الربيع العربي، وتبعات الأزمة المصرية، بخاصة العلاقات الإماراتية والسعودية.

وأشار الباحث إلى تأثير تعاظم الدور الإيراني في المنطقة وتزايد التقارب الإيراني - الأميركي، وشعور الطرفين الخليجي والتركي بضرورة التعاون لمواجهة التهديدات المشتركة. وتحدّث عن بطء تطوير العلاقات التركية - الخليجية على الرغم من الفرص الكبيرة والعوامل المحفزة.

وعدّد من بين العوائق حصر إدارة العلاقات بين الدول الخليجية وتركيا في الهيئة الرئاسية لدى الجانبين، وضعف التبادل الأكاديمي، إضافةً إلى دور أطراف خارجية في التأثير في الجانبين حول مشاريع التقارب والتعاون.

قدّم أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر، الدكتور محمد المسفر، عرضًا تقييميًا للعلاقات القطرية - التركية، مشيرًا إلى أنّ قطر في نظرتها السياسية الواقعية تتعامل على قدم المساواة مع القوى الفاعلة في الساحة الدولية، الولايات المتحدة الأميركية وروسيا الاتحادية، القوتين الأعظم في الوقت الراهن. وهي تتعامل مع القوى الإقليمية الآسيوية الصاعدة، إيران وتركيا بطريقتين مختلفتين؛ إذ اعتمدت مع الأولى على دبلوماسية التحييد والاستقطاب، وعلى الشراكة والتحالف مع القوة التركية لما يجمع بينهما من علاقاتٍ وروابط تاريخية.

في تحليله "السياسة التركية إزاء منطقة الشرق الأوسط: قبل الثورات العربية وبعدها"، أوضح الأستاذ في جامعة إسطنبول شهير، مسعود أوزجان، أنّ اندلاع الانتفاضات العربية مثّل عنصرًا جديدًا في علاقات تركيا بالشرق الأوسط. وقد انحازت تركيا إلى مطالب الشعب؛ إذ رأت أنّ أسباب تلك الثورات هي أسباب محلّية، ومن ثمّ يجب تلبية مطالب الشعوب العربية.

وأضاف: صحيح أنّ نتائج هذه الثورات ليست دائمًا إيجابيةً كما كان متوقعًا، إلّا أنّ صنّاع السياسة في تركيا رأوا أنّ البلدان العربية تشهد فترةً انتقاليةً، وأنّ أسباب الإصلاحات السياسية والاقتصادية في المنطقة لا تزال قائمةً".

ورأى الباحث التركي أنّه على الرغم من أنّ التحديات الحالية قد تؤدي إلى إشاعة جوٍّ من السلبية، يبقى مستقبل المنطقة والعلاقات التركية بالشرق الأوسط، واعدًا.

وانطلقت السبت 3 كانون الأول/ ديسمبر 2016 أعمال منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية الذي ينظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. واختار المركز موضوع "تنويع الاقتصاد في دول الخليج العربية" محورًا للمنتدى في دورته الثالثة إضافةً إلى المحور المتعلق بالتحديات الإقليمية والدولية.

ويتميز المنتدى هذا العام بتخصيص يومه الأول لدراسة العلاقات بين دول الخليج العربية وتركيا ضمن المحورين المقررين للمنتدى، بمشاركة باحثين أتراك وبالتعاون مع مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في تركيا (سيتا).

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!