ترك برس

قال الإعلامي السوري الباحث في الشؤون الروسية التركية "باسل الحاج جاسم"، إن هدف القمّة التي تحتضنها المملكة العربية السعودية على مستوى وزراء الخارجية في دول الخليج وتركيا، هو توحيد الجهود والمسارات وبناء تحالف بين الجانبين.

وأضاف أن هدف التحالف إرسال رسالة محددة إلى الولايات المتحدة بأننا غير راضين عن أدائك في المنطقة والتخلي عن حلفائك والرغبة في أن تتراجع الإدارة الأمريكية الجديدة عن سياستها في المنطقة وتتجه أكثر نحو التقارب مع الخليج وأنقرة.

وخلال حديثه لصحيفة "الرياض"، أشار الجاسم إلى أن الولايات المتحدة تتخلي عن حلفائها لصالح إيران كما أن تركيا مازالت ترى أن واشنطن مازالت تدعم الانقلاب الفاشل، مبينًا أن القمة هي خطوة متقدمة أخرى لتنسيق التعاون والجهود بين الأشقاء والجيران لمقابلة التحديات التي تواجه المنطقة وشعوبها.

وتوقّع الباحث السوري أن تسفر القمة التي تنعقد في الرياض - الخميس 13 أكتوبر/تشرين الأول - عن كثير من التوافقات والاتفاقيات التي من شأنها أن توحد الصف وتدعم الجهود في حل مشاكل المنطقة والعمل على دفع جهود وخطط التنمية وفق الرؤى الاقتصادية لبلدانها.

وأضاف أن هناك مصالح ووجهات نظر مشتركة بين دول مجلس التعاون الخليجية و تركيا، ويمكن أن يكمل بعضهما بعضاً في قضايا كثيرة لصالح المنطقة ككل ويعتبر الملفين السوري واليمني من أهم الملفات للتعاون المشترك بالإضافة لجملة لا حدود لها من آفاق التعاون في قطاعات السياحة والاقتصاد والتجارة والعقارات.

والمعروف في سياسة تركيا الخارجية النشطة والمتعددة الاتجاهات عدم تأثر العلاقات الثنائية بشأن الموقف من دولة ثالثة، كما هو الحال بين تركيا وإيران، وبين تركيا وروسيا، فهناك خلافات كثيرة. ومع ذلك، تواصل تلك البلدان علاقاتها في المجالات الأخرى، وأي تباين في وجهات النظر والمواقف في بعض القضايا لا ينبغي أن يؤدي إلى القطيعة.

وأوضح جاسم أن أمام دول الخليج العربي و تركيا مجال واسع للتعاون الثنائي، والمساهمة في حل قضايا كثيرة فيها مصلحتهم المشتركة، ويمكن لأي تعاون حالياً أن يحقق نوع من التوازن في المنطقة التي تميل موازين القوى فيها وفي أكثر من جبهة، وهناك أكثر من قضية تحتاج لتنسيق بين دول المنطقة وبالتأكيد أولها التصعيد الإيراني الروسي في سوريا، بالإضافة لاستمرار إيران اللعب بأمن المنطقة باستخدام اذرعها من لبنان إلى اليمن.

واعتبر جاسم أن تركيا من الدول التي تتمتع بوفرة خياراتها الإستراتيجية بالتالي يمكن لأي دور أن تقوم به في المنطقة أن تحقق توازن أمام الهجمة الإيرانية على المنطقة، وأشار أنه ربما لا يكون هناك نتائج فورية لهذه القمة إلا أنها بالتأكيد ستكون خطوة على طريق تعاون مثمر سينعكس إيجابا على عموم المنطقة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!