ترك برس

ناقش خبراء ومحللون سياسيون دقة الاتهامات المتبادلة بين أطراف القتال في مدينة حلب السورية بشأن المسؤولية عن انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، وفرص نجاح إنقاذه والخيارات المطروحة في حال فشله، وذلك خلال برنامج "ما وراء الخبر" على قناة الجزيرة القطرية.

وبوساطة تركية وروسية، توصلت قوات المعارضة والنظام، الثلاثاء الماضي، إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار، وإجلاء آلاف المدنيين من شرقي حلب إلى غربها، وخروج مجموعات معارضة مع أسلحتها الخفيفة، وذلك بعد مقتل ما لا يقل عن 1138 مدنيا في هجمات للقوات السورية المدعومة عسكريا من روسيا وإيران.

ألكسندر براترسكي، الكاتب الصحفي الروسي المختص بالشؤون الخارجية، قال إن هناك جريمة حرب في حلب واستهدافا للمدنيين من قبل الطائرات وينبغي التحقيق في هذا، وفقًا للجزيرة نت.

ثمة تفاهم روسي تركي على وقف إطلاق النار، فلماذا تستمر الطائرات الروسية بقصف مساحة لا تتجاوز ثلاثة كيلومترات مربعة وبها قرابة سبعين ألف نسمة؟

يجيب براترسكي بأن وزارة الدفاع الروسية لها رواية دائمة سواء في حلب أو أوكرانيا وقبلهما الشيشان بأن الطرف المقابل هو من يخرق الهدنة، وواقع الحال في حلب أن روسيا تتهم المعارضة باستغلال الهدنة لإعادة ترتيب صفوفها.

براترسكي رأى أيضًا أن روسيا تعيش مأزقا حقيقيا الآن، وتحاول حفظ ماء الوجه بعد سقوط عدد كبير من المدنيين في حلب وما تتعرض له من ضغط غربي، وأشار إلى أن هناك أخبارا متواترة حول بقاء روسيا وقتا أطول لترتيب بديل عن بشار الأسد.

بدوره، قال زكريا ملاحفجي رئيس المكتب السياسي لتجمع "فاستقم" أحد فصائل المعارضة السورية المسلحة إن روسيا لم تف بالتزاماتها ولو مرة واحدة، سواء بما اتفقت عليه مع أميركا أو بمحادثات جنيف أو مع تركيا أو في محادثاتها مباشرة مع فصائل المعارضة.

وأضاف أن الاتفاق الأخير تضمن خروج الجرحى والمقاتلين ومن يرغب من المدنيين، وبعد تجهيز الجرحى في الحافلات تعطل خروجهم بحجج مختلفة، وفي الصباح بدأ القصف العنيف الذي استهدف الإبادة في "حرب قذرة" بينما المجتمع الدولي عاجز كليا عن تحقيق ممر آمن.

من جهته، قال الكاتب والباحث السياسي التركي محمد زاهد غول إن تركيا رسميا حملت النظام السوري وحلفاءه من الإيرانيين والمليشيات الشيعية مسؤولية فشل اتفاق الهدنة في حلب.

وأضاف أن الاتفاق ليس جديدا، بل قدمه المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا قبل أشهر، ولكن فشل أميركا وروسيا في ترجمة الاتفاق على الأرض أدخل الدبلوماسية التركية على الخط.

وأوضح غول أن الاتفاق المبدئي بين روسيا والمعارضة السورية على الأرض التركية لم يطبق هو الآخر، ليعود الحال إلى ما كان قبل اتفاق الهدنة.

وكانت قوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية قصفت مناطق شرقي حلب المحاصرة. كما أفاد ناشطون أن طائرات روسية شاركت في القصف الذي يأتي بعد انهيار اتفاق روسي تركي تبادلت أطراف القتال المسؤولية عن انهياره.

وعن فرص نجاح محاولات إنقاذ الاتفاق والخيارات المحتملة في حال فشله قال محمد زاهد غول إن الأمور إذا استمرت فإن مأساة مؤكدة تنتظر المحاصرين في حلب.

وفي رأيه أنه إذا لم تحقق الدبلوماسية شيئا فإنه لا بد من عملية عسكرية تركية محدودة لفتح ممر آمن للمدنيين، مشيرا إلى أن هذه العملية لن تشعل حربا عالمية ثالثة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!