محمد فاتح أوزتارسو - كوريا تايمز - ترجمة وتحرير ترك برس

تقع تركيا بين قارتي أوروبا وآسيا، وتواجه العديد من الصرعات بسبب التوتر السياسي الأخير. موقع تركيا الجغرافي يقدم فرصا كبيرة، لكنه يعرضها لتهديدات حيوية، وتحاول الحكومة التركية الحالية القضاء على هذه المخاطر، وتبذل جهودا كبيرة لتوفير الأمن المستدام في المنطقة. لكن يبدو أنه لا الاتحاد الأوروبي ولا الولايات المتحدة مهتم بجهود تركيا التي ما تزال تضيف ما يصل إلى ثلاثة ملايين لاجئ تركي.

يناقش المسؤولون الأتراك خطط ما بعد عملية تطبيع العلاقات مع روسيا. ذكر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن تركيا على استعداد للانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون بدلا من الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. ويرى محللون أن حديث أردوغان له دلالات مختلفة، فتركيا بوصفها جزءا من أوروبا تريد أن تكون لها ورقة رابحة في مواجهة الاتحاد الأوروبي في حال عدم نجاح اتفاق الهجرة.

إن عملية استيعاب تركيا للثقافة الغربية لها خلفية تاريخية عميقة منذ القرن الثامن عشر، ولذلك كانت العلاقات مع القارة الأوروبية جزءا لا يتجزأ من السياسة الخارجية التركية. حققت تركيا تقدما كبيرا في حزمة الإصلاحات التي يطلبها الاتحاد الأوروبي وخاصة في النواحي الاقتصادية والاجتماعية، وقد نجحت حكومة حزب العدالة والتنمية في في تنفيذ هذه الإصلاحات منذ عام 2002 . لكن المنطقة التي تقع فيها تركيا تعاني اليوم من الفوضى، وتتحمل دول المنطقة مسؤولية مكافحة الإرهاب وقضايا الهجرة.

تركيا هي أكبر دولة تضيف ما يصل إلى ثلاثة ملايين لاجئ سوري، وكانت استقبلت قبل ذلك مئات الآلاف من اللاجئين العراقيين. وعد الاتحاد الأوروبي بتقديم مساعدات اقتصادية إلى تركيا إلى جانبي بعض التسهيلات مثل الإعفاء من تأشيرة الدخول، وانتظرت أنقرة مدة طويلة، ولم تتلق حتى الآن إجابة محددة من الاتحاد الأوروبي دون أن يلقي اللوم على سياسة تركيا في المنطقة.

الاتحاد الأوروبي مفيد لتركيا واقتصادها، وقد أظهرت تركيا تصميما جادا على الانضمام إلى الاتحاد منذ عام 2002، فأقامت وزارة لشؤون الاتحاد الأوروبي، ولا يوجد شك في استعداد تركيا للعمل مع الآخرين. صحيح أنه توجد اليوم بعض المشاكل، لكن يبدو أن الجانبين سيتوصلان إلى اتفاق لتسهيل العملية في وقت قريب.

من ناحية أخرى تحدثت تركيا عن مشاركة محتملة مع منظمة شنغهاي للتعاون، وهي قادرة على إيجاد علاقات متعددة الأبعاد مع مختلف المنظمات الإقليمية نظرا لأنها البلد الوحيد الذي يقع بين أوروبا وآسيا. وفقا لما يراه المحللون فإن منظمة شنغهاي لا تفيد تركيا مثل الاتحاد الأوروبي ولا سيما في القضايا السياسية والاقتصادية. يمكن لأنقرة أن تستفيد من منظمة شنغهاي في مجال الأمن والطاقة. ونظرا لأن هذا المحور الذي تهيمن عليه روسيا والصين هو توجه مختلف بالفعل لتركيا اليوم، فإن المصالح والأفكار والفوائد والتوقعات مختلفة تماما. لا يمكن لأحد أن يتصور أن تركيا يمكن أن تتفق مع رغبات الصين بشأن قضية الإيجور، أو أن تتفق مع روسيا في شبه جزيرة القرم أو حول الصراع على منطقة قره باغ إلى جانب الحالة السورية. وفي الوقت نفسه فإن علاقات تركيا مع المنطقة ليست فعالة على عكس روسيا والصين.

الهيكل التنظيمي لمنظمة شتغهاي للتعاون ليس ملائما أيضا لتوجه تركيا نحو الغرب. وقد أعلن مسؤولون روس أن على تركيا أن تترك منظمة حلف شمال الأطلسي، في حين ترتبط تركيا بالاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي باتفاقيات تجارية وعسكرية ثابتة ومستقرة. حتى الآن لا توجد إجابة لدى المسؤولين في أنقرة حول كيفية تحقق هذه الشراكة مع منظمة شنغهاي، لكنني أعتقد أن تركيا تخطط فقط لإيجاد علاقة فعالة مع المنظمات الإقليمية المهيمنة، وانتقاد دور الاتحاد الأوروبي من أجل تعزيز العلاقات.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس