محمد إبراهيم - خاص ترك برس

لم تكد تمر سوى دقائق على حادثة اغتيال السفير الروسي في أنقرة، أندريه مارلوف، حتى بدأت جوقة الإعلام المصري التابعة لنظام الانقلاب العسكري، كعادتها مع كل أزمة تتعرض لها تركيا، حملة من التشفي الواضح والهجوم على تركيا واتهامها بدعم الإرهاب، ووصل الأمر إلى حد تحريض موسكو على اتخاذ إجراءات عقابية ضد تركيا.

سارعت صحيفة اليوم السابع التي يرأس تحريرها خالد صلاح المعروف بتلقي تعليمات من أجهزة الأمن المصرية، بنشر تقرير على موقعها الإلكتروني بعنوان "شيطان أردوغان يقتل سفير بوتين" ولم تنس الصحيفة أن تضع صورة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقد لطخت وجهه بالدماء.

لم يعرض التقرير لوجهة نظر أي مسؤول تركي حول الحادث، بل إن الصحيفة تمادت في البعد عن المهنية، وسارعت بالاتصال برئيس تحرير صحيفة زمان التابعة لتظيم فتح الله غولن الإرهابي، وبالطبع لم يخيب إسحق إنجى أمل الصحيفة أو النظام الذي تتلقى منه الأوامر فقال إنه لا يستبعد أن يعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قطع العلاقات مع تركيا، كونها لم تتمكن من الحفاظ على حياة سفيرها، خاصة أن العلاقات بين البلدين لم تهدأ بعد، عقب إسقاط المقاتلة الروسية قبل عام.

واتساقا مع ما جاء في التقرير قال خالد صلاح في برنامجه "على هوى مصر" الذي يذاع على فضائية االنهار، إن اغتيال السفير الروسي في أنقرة لن يمر مرور الكرام، وأضاف: "السحر ينقلب على الساحر يا أردوغان، هذه نتيجة تبني المخابرات التركية اجتماعات الإخوان وداعش الإرهابيين". ويبدو أن أجهزة الأمن التي يعمل صلاح لحسابها قد نسيت أن تخبره أن تركيا تتعرض لهجمات إرهابية من داعش، وأنها تشن حربا عليها في شمال سوريا منذ أكثر من أربعة أشهر.

أما أحمد موسى الذي يطلق عليه الناشطون المصريون صفة "الصحفي المخبر"، فسار على نفس الخط المرسوم من التحريض على تركيا، وقال إن هذه العملية من أكبر الضربات التي وجهت للرئيس الروسي بوتين، وهي استهداف شخصي للرئيس الروسي واستهداف للدبلوماسية الروسية.

وأضاف موسى في برنامجه على مسؤليتي على فضائية صدى البلد  "علينا الآن أن ننتظر رد روسيا على هذا الإرهاب الذي انطلق من قاعدة أردوغان، وعلى الرئيس الروسي أن يحدد الآن كيف يواجه الارهاب، وأن يرد فورا على تركيا."

ودأب الإعلام المصري الحكومي والخاص الخاضع أيضا لسيطرة أجهزة الأمن وتوجيهاتها على شن حملات إعلامية على إدارة الرئيس أردوغان منذ الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي في انقلاب عسكري عام 2013. وتعرض أداء وسائل الإعلام المصرية خلال محاولة الانقلاب الساقط في تركيا في يوليو الماضي للسخرية في الشارع المصري وفي الدوائر الإعلامية العالمية بعد أن سارع بإظهار ابتهاجه بالانقلاب والتشفي من الحكومة التركية.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس