ترك برس

أشارت تقارير إعلامية إلى تعليق مباحثات ممثلي المعارضة السورية المسلحة مع عسكريين روس وأتراك في أنقرة حول أسس وقف لإطلاق النار في سوريا، لأسباب روسية تعجيزية، فيما كشفت عن لقاء مُرتقب بين الأطراف يوم الخميس 29 ديسمبر/كانون الأول الحالي.

وبحسب تقرير لقناة "الجزيرة" القطرية، فإن اجتماعا تمهيديا عقد يومي الجمعة والسبت الماضيين بين المعارضة السورية والجانب التركي تلاه اجتماع آخر حضره عسكريون روس وممثلون عن معظم الفصائل السورية برعاية تركية لم يتم التوصل فيه إلى قرار وقف إطلاق النار.

ونقلت الجزيرة عن مصادر قولها إن فشل الأطراف في التوصل لاتفاق جاء بسبب طلب الجانب الروسي استثناء الغوطة الشرقية من الهدنة، وكذلك طلبهم من المعارضة المسلحة التعريف بمواقع جبهة فتح الشام، وهو ما رفضته المعارضة السورية المسلحة.

وأضافت المصادر أن الفصائل السورية التي حضرت الاجتماع هي أحرار الشام وجيش الإسلام والجبهة الشامية وفيلق الشام وفيلق الرحمن وجيش إدلب الحر وأجناد الشام وغرفة عمليات حلب والفرقة الساحلية الأولى وكتيبة السلطان مراد.

وأكدّت المصادر أن اجتماعا سيعقد الخميس 29 ديسمبر/كانون الأول الحالي بين المعارضة السورية المسلحة وعسكريين روس وأتراك يمهد لوقف شامل لإطلاق النار بسوريا.

وقالت الجزيرة إن هذا اللقاء المرتقب يأتي بناء على طلب الجانب الروسي، وهو ما سيكون خطوة في طريق الترتيب لاجتماعات أستانا عاصمة كزاخستان.

في سياق متصل، ناقش خبيران ومحللان سياسيان خلال برنامج "ما وراء الخبر" على قناة "الجزيرة"، أبعاد محادثات ممثلي المعارضة السورية المسلحة في أنقرة مع عسكريين روس وأتراك حول وقف شامل لإطلاق النار في سوريا.

المحلل العسكري والإستراتيجي السوري عبد الناصر العايد أكد أن هذه المفاوضات لا قيمة لها، وتسعى روسيا من خلالها لتفتيت المعارضة السورية المفتتة أصلا.

وأشار العايد إلى أن تركيا هي التي ضغطت على العسكريين السوريين وأجبرتهم على الذهاب لتلك المفاوضات.

وعن شروط روسيا بضرورة فصل المعارضة عن جبهة فتح الشام (النصرة سابقا)، أوضح العابد أن الفصل بين المعارضة التي توصف دوليا بالمعتدلة وتلك التي توصف بالمتطرفة غير ممكن على الأرض.

وهذا الأمر من الحجج التي تطرحها كل القوى الدولية أو الإقليمية عندما تحاول أن تفرض حلا على المعارضة السورية أو تتنصل من أي اتفاق، وعمليا هي وصفة للاقتتال الداخلي بين قوى المعارضة ولأن كل قرية أو مدينة بها مقاتلون من كافة الفصائل والأطراف.

أما إصرار موسكو على استثناء الغوطة الشرقية من الهدنة، فوصفه المحلل السوري بأنه تجسيد لسياسة روسيا العسكرية القائمة على القضم التدريجي والمتوالي لجيوب المقاومة، وعدم فتح معارك شاملة ضد المعارضة، ودليل على أن معركة روسيا وإيران القادمة ستكون في ريف دمشق.

واتهم تركيا بالضغط على المعارضة السورية مقابل الحصول على دعم روسيا وإيران لمنع قيام كيان كردي على حدودها الجنوبية، قائلا "تركيا هي من فتحت معركة درع الفرات لحماية حدودها وسحبت جزءا كبيرا من مقاتلي حلب للمشاركة في هذه العملية من أجل مصالحها.

وهي أيضا من منعت الإمداد عن مقاتلي المعارضة في ريف حلب وضغطت عليهم لمنعهم من فتح معركة جديدة ضد النظام والمليشيات المتحالفة معه التي كانت تخوض معركة شرسة في أحياء حلب الشرقية".

في المقابل رفض أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بهجة شهير برهان كور أوغلو اتهام تركيا بخيانة القضية السورية، مشددا على أن هدف تركيا منذ بداية الأزمة دعم المعارضة والحفاظ على وحدة الأراضي السورية، مشددا على أن تركيا استقبلت أكثر من ثلاثة مليون لاجئ سوري، ودعا المعارضة السورية للتوحد بدلا من توجيه الاتهامات لأنقرة.

وبحسب كور أوغلو فإن الوضع في حلب كان مرشحا لأن يكون أكثر كارثية مما وصل إليه لو لم تتدخل تركيا وتتوصل مع روسيا على الأقل لنقل المدنيين وكذلك المقاتلين وعائلاتهم.

وشدد على أن المرحلة القادمة ستشهد نقاشات واسعة بين إيران وتركيا وروسيا حول مستقبل سوريا، وتركيا حريصة على ألا تخرج المعارضة السورية من هذا النقاش، لكنها بالتأكيد تريد الفصل بين المعارضة المسلحة والفصائل المتطرفة مثل جبهة فتح الشام.

واستبعد فكرة جلوس الحكومة التركية مع نظام الرئيس بشار الأسد على طاولة مفاوضات واحدة في هذه المرحلة، لأنه لا يمكن لتركيا أن تقبل وجود النظام بعد قتل أكثر من 500 ألف شخص، وهي متمسكة بدعم المعارضة ودعم أمنها القومي في الوقت نفسه.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!