روبرت فوكس - إيفينينج ستاندارد - ترجمة وتحرير ترك برس

من الواضح أن المسلح الذي قتل 39 شخصا في ملهى رينا الليلي في إسطنبول تلقى تدريبا عسكريا، فقد تمكن من شق طريقه إلى الداخل، وأطلق ما يقرب من 180 طلقة قبل أن يتواري بين المحتفلين الفارين. ويتطلب تنفيذ هذا الأمر تكرار الخطة عدة مرات، ويشير التنفيذ إلى أن الإرهابي قد شهد معركة مع الدولة الإسلامية أو حلفائها في أفغانستان أو العراق أو سوريا.

وفقا للسلطات التركية فإن الإرهابي ربما جاء من جمهوريات آسيا الوسطى، على الرغم من أن جمهورية قيرغيزستان نفت ذلك، وتحقق أووزبكستان في الأمر.

وسائل الإعلام التابعة لتنظيم داعش كانت قد حذرت "من أن الحكومة التركية ينبغي لها أن تعرفف أن دماء المسلمين... ستستعر نارا في عقر دارها بإذن الله".

يشير هذا البيان إلى تحول كبير في استراتيجية داعش، ويبدو منه أن التنظيم أقل حرصا على إقامة دولة على الأرض في سوريا والعراق، حيث تتعرض سيطرته في مراكز مثل الرقة والموصل للضغط، كما تترنح محاولاته لإقامة فرع للخلافة في ليبيا على حافة الإخفاق.

في العراق وسوريا يبدو أن جماعة داعش الإرهابية تستعد لحرب عصابات طويلة في الريف، في الوقت الذي تهاجم فيه المدن الكبرى بالتفجيرات، مثل سلسلة الهجمات الوحشية التي وقعت في بغداد في الأسبوع الماضي.

العمل الرئيس الذي تقوم به الجماعة الإرهابية هو شن هجمات إرهابية على المدن التركية وعلى حلفائها في الشرق والغرب. والسبب الجديد لهذه الهجمات الإرهابية هو معركة حلب وتداعيتها، حيث ينظر داعش إلى تركيا السنية على أنها تقف إلى جانب الشيعة " الزنادقة" من إيران وحزب الله، وإلى جانب نظام الأسد وروسيا.

تعد حلب أيضا مشكلة كبيرة بالنسبة إلى روسيا وإلى الرئيس السوري بشار الأسد الذي انهكت قواته العسكرية. لم تنته المعركة في المنطقة المحيطة بالمدينة بعد، ومن المرجح أن تضطر روسيا إلى نشر تعزيزات عسكرية لتأمين مملكة الأسد الهشة في غرب سوريا.

وعلى الرغم من أن مساحة كبيرة من حلب قد صارت صحراء بالفعل في الوقت الراهن، فإنها لا تشهد هدوءا، فبالنسبة إلى تنظيم داعش والمتطرفين السنة فإن هذا الهدوء هو صيحة الحشد إلى الحرب.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس