ترك برس

على الرغم من أن تركيا عبرت عن خيبة أملها إزاء فشل إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الحفاظ على وعودها تجاه محادثات السلام في سوريا، إلا أنها لا تنوي تهميش الولايات المتحدة في مفاوضات السلام السورية.

وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو صرح بأن الولايات المتحدة ليست مستثناة من عملية أستانة، وقال إن هناك تفاهمًا مشتركًا مع الجانب الروسي في هذا الصدد، وذلك في حديث له مع محرري وكالة الأناضول قبل مغادرته إلى نيويورك للقاء الأمين العام للأمم المتحدة.

كما أكد أن عملية أستانة لم تبدأ لاستثناء الآخرين، وأن هناك حاجة لدعم الجميع من أجل التوصل إلى السلام الدائم، إلا أنه أضاف أن هناك حاجة إلى ضم الجميع تحت مظلة الأمم المتحدة.

في الأسبوع الماضي، وافقت تركيا وروسيا على خطة لوقف إطلاق النار في سوريا، وتبنى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لاحقًا مشروع قرار يدعم جهود تركيا وروسيا لإنهاء العنف في سوريا والبدء بمفاوضات سلام.

جاويش أوغلو قال إن المحادثات لإنهاء الصراع السوري ستبدأ في 23 كانون الثاني/ يناير الجاري في العاصمة الكازاخية أستانة، كما أعلن أن مسؤولين روس سيزورون تركيا في الفترة ما بين 9 و10 من الشهر نفسه لمناقشة إطار هذه المحادثات.

وعلى الرغم من احترام المعارضة السورية لوقف إطلاق النار الذي توصلت إليه كل من تركيا وروسيا في مختلف أنحاء البلاد، فقد حدثت انتهاكات عديدة من قبل قوات النظام السوري. ونتيجة لذلك أعلنت 10 مجموعات سورية معارِضة في 3 كانون الثاني تعليقها للمشاركة في مفاوضات أستانة بسبب انتهاكات الانتهاكات.

محادثات أستانة قد تتعرض للإحباط إذا لم تتوقف انتهاكات وقف إطلاق النار حسب جاويش أوغلو، الذي أكد أن المعارضة السورية محافظة على موقفها المتمثل في احترام وقف إطلاق النار إلا أن الانتهاكات تتم من الطرف الآخر وهو النظام السوري والميليشيات الشيعية وحزب الله.

وفي إطار المساعي لحل ذلك، أعلن وزير الخارجية التركي أنه سيتم تشكيل هيئة لمراقبة آليات وقف إطلاق النار وفرض عقوبات على المجموعات التي تنتهكه، وسيكون لها مقران واحد في موسكو والآخر في أنقرة.

وكان مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي قد صرح في 3 كانون الثاني بأن مقاتلي حزب الله القادمين من لبنان لن يغادروا سوريا على الرغم من صفقة وقف إطلاق النار. وفي هذا الصدد، قال جاويش أوغلو إن وقف إطلاق النار هش بدرجة كبيرة، داعيًا إيران إلى الالتزام بوعودها والضغط على الميليشيات الشيعية والحكومة السورية للالتزام.

وفي هذه الأثناء، صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن العملية التي بدأتها تركيا على الجهة الأخرى من الحدود تحت اسم “درع الفرات” ستستمر حتى تحرير مدينة منبج بعد تطهير مدينة الباب من المجموعات الإرهابية. وقال إنه يتم اتخاذ إجراءات جديدة لضمان إتمام تطهير الباب في أقصر وقف ممكن.

وفيما يتعلق بوقف إطلاق النار، قال أردوغان إن هناك جهودًا دبلوماسية من قبل تركيا وروسيا لتحقيق حل سياسي في سوريا، وإن الهدف الرئيسي للعملية هو ضمان نجاح العملية بإنهاء المعاناة التي يعيشها السوريون.

أزمـة فـي الـثقـة مـع الـولايـات الـمـتحـدة الأمـريـكيـة

متحدثًا عن العلاقات التركية الأمريكية، أقرّ وزير الخارجية التركي بأن الولايات المتحدة هي حليف مهم جدًا لتركيا من خلال التعاون المستمر بين البلدين في عدد من المجالات، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن هناك أزمة في الثقة بين تركيا والولايات المتحدة لعدة أسباب.

وافق الرئيسان التركي أردوغان والأمريكي أوباما على أن قوات وحدات الحماية الشعبية ستخرج من مدينة منبج إلى شرقي نهر الفرات في شمال سوريا، إلا أن الولايات المتحدة حسب جاويش أوغلو لم تلتزم بوعودها في هذا الصدد وقدمت الأسلحة لوحدات الحماية المرتبطة بتنظيم بي كي كي الإرهابي.

انتقد جاويش أوغلو عدم تقديم التحالف الدولي الدعم الجوي لتركيا في عملية الباب، مؤكدًا أن هناك غضبًا شعبيًا تجاه ذلك الموقف وتساؤلات حول سبب استضافة تركيا لطائرات التحالف في قاعدة إنجرليك، مضيفًا: “إذا كنتم لا تنوون تقديم الدعم لنا، إذا لماذا أنتم موجودون هنا (في قاعدة إنجرليك)؟”.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!