ديني ريهبرج - ذا هيل - ترجمة وتحرير ترك برس

بينما تستعد الولايات المتحدة لاستقبال إدارة الرئيس دونالد ترامب تلوح فرصة لإعادة ضبط علاقات الولايات المتحدة المهمة مع تركيا، على أمل أن يصلح ترامب والمسؤولين الأمريكيين الجدد العلاقات الدبلوماسية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي أفسدها باراك أوباما على مدى السنوات الثماني الماضية.

في هذا الوقت المضطرب ستكون هناك العديد من القضايا التي تهم الزعيمين، ويأتي في مقدمتها قضية فتح الله غولن زعيم منظمة فيتو الإرهابية المقيم في الولايات المتحدة الذي دبر محاولة الانقلاب الساقط في تركيا في الخامس عشر من يوليو/ تموز العام الماضي.

ومنذ ذلك اليوم الفاجع لم تتخذ الولايات المتحدة أي خطوات أو إجراءات لتسليم غولن، ولم تقدم على عمل شئ، رغم الطلبات الرسمية المتواصلة من تركيا، وإرسال وزارة العدل التركية العديد من الملفات والأدلة، وزيارة وزير العدل التركي بكير بوزداغ واشنطون في أكتوبر الماضي واجتماعه بالنائب العام الأمريكي لوريتا لينش في محاولة لتسريع تسليم غولن.

لماذا إذن يجب على الولايات المتحدة ومواطنيها أن يهتموا بتحسين العلاقات مع تركيا؟ ينبغي لنا أن نهتم لأن تركيا هي إحدى أهم حلفاء الولايات المتحدة في حلف الناتو، والعلاقات الأمريكية التركية بالغة الأهمية للأمن الإقليمي وإدارة الأزمات الإقليمية، فالصراعات العنيفة في سوريا والعراق التي امتدت أخيرا إلى الحدود التركية من القضايا المهمة للأمن الدولي. وعلاوة على ذلك زادت التوترات بين المملكة العربية السعودية وإيران من تعقيد الوضع وعدم الاستقرار في المنطقة، هذا بالإضافة إلى استمرار توسع النفوذ الروسي في المنطقة.

على مدى أكثر من خمسين عاما تمتعت الولايات المتحدة وتركيا بعلاقات ثنائية مثمرة، ولم يكن لعلاقتنا مع هذا الحليف على مدى تاريخنا أهمية ومحورية بقدر ما هي عليه في الوقت الحالي، ولاسيما في مواجهة داعش والجماعات الإرهابية الأخرى عموما. ومن أجل هزيمة أعدائنا يجب على تركيا والولايات المتحدة أن يتعاضدا وأن يقودا مواجهة الإرهاب بوصفهما شريكين.

منذ عام 2011 شاركت تركيا والولايات المتحدة في رئاسة المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب للمساعدة في مكافحة ارتفاع التطرف، وتعاونت تركيا مع الولايات المتحدة على إنشاء صندوق عالمي هو الأول من نوعه من القطاعين العام والخاص لدعم الجهود المحلية لمكافحة التطرف العنيف، وكان لها دور ريادي في مركز الدفاع ضد الإرهاب في أنقرة لشرح كيفية معالجة مختلف القضايا المتعلقة بالإرهاب.

ولهذه الأسباب يجب على الولايات المتحدة وتركيا التوصل إلى حل لقضية فتح الله غولن وتنظيمه الإرهابي فيتو اللذين يملكان سجلا حافلا في محاولة زعزعة استقرار تركيا والاعتداء على مواطنيها بأي وسيلة من خلال محاولة التغلغل إلى أنظمة الدولة والسيطرة في النهاية على مقاليد الأمور في البلاد.وما لم يسلم فتح الله غولن سيظل تنظيم فيتو يمثل تهديدا حقيقيا لتركيا وحلفائها وبالتالي للولايات المتحدة.

لدى الولايات المتحدة والرئيس دونالد ترامب مسؤولية تجاه حلفائها، ونتحمل مسؤولية مساعدة تركيا في الحفاظ على نفسها مستقرة وذلك بإعادة فتح الله غولن إليها، وبالعمل مع حليفنا في الناتو الرئيس رجب طيب أردوغان.

عن الكاتب

ديني ريهبرج

سيناتور أمريكي سابق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس