د. زايد محمد البناوي

صدرت تصريحات مريبة وغريبة على من ليس له علم بالسياسة والأعيبها ومكرها وخداعها من بعض القيادات العربية تزعم أن تركيا خانت العرب وانها أضاعت انتصارا شبه محققا في سوريا. وأعتقد أن تصريحاتهم تقصد حرمان تركيا النصر للنظام المجرم والصفويين وعصاباتهم الطائفية ومن ساندهم من الأنظمة العربية.

فالكل يعرف تلك الأنظمة ومنها دول خليجية مع الأسف وفي هذا السياق فانا أتفق مع تصريحاتهم بالكامل أن تركيا والسعودية وقطر والسودان قد انتصروا للثورة وللعرب وللمسلمين ضد المشروع الليبرالي الغربي وأنصاره من العرب وحلفهم الصهيوني الصفوي الطائفي الإرهابي؟؟

وسنفصل الموضوع للتوضيح فهوكما يلي؛

أولا: الأهـداف الـتـي تـم تـحـقـيـقـهـا مـن قـبـل الـحلـف بـعـد تـدخـل الأتـراك في سـوريـا عـسـكـريـا

لا شك ان تدخل الجيش التركي بقواته لدعم الجيش الحر في عملية درع الفرات قد اغضب العالم الغربي وأعوانه العرب بعد ان تمكن الاتراك وحلفهم من سحب البساط من تحت النظام السوري وايران ومليشياهم الطائفية الإرهابية  وتحقق من خلال تلك العملية المكاسب التالية لتركيا وحلفها الإسلامي وخاصة السعودية والسودان وقطر وباكستان: 

1- إيقاف القتل والموت اليومي في الشعب السوري.

2- استطاعوا جمع أكبر عدد ممكن من الفصائل المقاتلة بل معظمهم دون استثناء إلا داعش وتحفظ على النصرة يجري التعامل مع حله لإبعاد الأجانب ومن ثم إدماجها. 

3- بتدخل القوات التركية لدعم الجيش الحر وسيطرتهم على ما يقارب من 5000 آلاف كيلومتر داخل سوريا وهذا إنجاز عظيم وذلك أخل بالتوازن لصالح الثورة ولا شك أن جمع كل الفصائل والذي يجري العمل عليه في جيش واحد مع الجيش الحر سيكون القوة الضاربة وسيكون لهم مستقبل سوريا سلما او حربا وقد اختلطت دماء الجيش التركي بدماء ثوار سوريا ولا زال البعض من العرب  يتهمهم بالخيانة بينما لم يوفروا للسوريين حتى الغذاء ناهيك عن الدماء والأرواح والسلاح.

4ـ تم سحب الروس إلى الحلف السني تركيا/ السعودية/ السودان/ قطر/ بواسطة تركيا مباشرة ومن خلفها وذلك بتأييد قادة الحلف من أجل إيقاف الحرب من خلال إعطائهم نصرا معنويا في حلب يحفظ لهم ماء الوجه ويخرجهم من المستنقع مقابل خروج سكان شرق حلب والثوار باسلحتهم وهذا لا شك نصرا إستراتيجي كبير والكل شاهد محاولات إيران ومليشياتها المستميتة لإفشاله لكن الروس كانوا صارمين وهددوا بسحق من يعترض الإتفاق لأن الرسائل وصلتهم من الحلف الإسلامي بأن الوضع لا يمكن السكوت عليه وإنهم سيقومون بإمداد الثوار بمضادات الطيران ان لم تتجاوب روسيا معهم وكان ذلك سيكون كارثة على الروس.

5- الخبراء يعلمون أن روسيا قررت عدم مواجهة العالم السني الذي يفوق المليار منهم 50 مليون داخل محيط الإتحاد الروسي من أجل عيون إيران والنظام السوري وحلفائه وهم لا ينسون أفغانستان ولن يسمحوا لأمريكا بأن تغرقهم في ذلك المستنقع لذلك اوقفوا الحرب وسينسحبون قريبا من سوريا والأيام بيننا بعد ان وثقوا علاقتهم بالحلف الإسلامي الجديد وبذلك حافظوا على مصالحهم بدون خسائر وحروب تستنزفهم وتنال من اقتصادهم وهيبتهم.

6- تأكد الروس أن الغرب سعى لتوريطهم في المستنقع الإسلامي  السني مثلما تورطوا هم في العراق وذلك لإيقاف جموح الدب الروسي.

 وتمرده العنيف وتدخلاته في أوكرانيا وضم القرم الأوكرانية إلى روسيا ودعمه للأوكرانيين ذوي الأصول الروسية وإمدادهم بكل الأسلحة وتدخله في جورجيا وسيطرته على اقليمين منها دون اي اعتبار للغرب ولذلك هو في مواجهات على عدة جبهات مع الغرب وليس من مصلحته فتح جبهة مع المسلمين السنة؟

7- رأت روسيا بعد عاصفة الحزم والتحالف الإسلامي وفشل الإنقلاب في تركيا بأن المستقبل للحلف السني  التركي السعودي السوداني القطري الباكستاني ولا شك أنه يعد نواة صلبة لتعاظم هذا الحلف وجذب معظم الدول الاسلامية له وغيرها في ظل وجود قيادات من طراز فريد في الدول المذكورة وتملك الشجاعة والإرادة والقدرة والفاعلية في مقاومة المشروع الغربي وغيره بكل قوة وحزم  ولذلك فضلت روسيا الميل لهذا الحلف حتى لو وصل الأمر في نظري الخاص إلى التفريط في إيران والتعاون التام مع الحلف السني حيث أن إيران لن يكون بمقدورها الوقوف في وجه الحلف الجديد وبذلك لن تقدم أي فائدة لروسيا خاصة والغرب عامة لذلك تم إعادة فرض العقوبات من جانب أمريكا مجددا وذلك نظرا لفشل إيران ومشروعها المدمر ضد العرب والذي وعدت به الغرب وسمح لها بارتكاب كل الجرائم لتحقيقه لكنها فشلت ولذلك تم سحب الامتيازات التي قدمت لها من أجل ذلك وكان إفشال مخططهم بفضل الله ثم صمود الثوار والشرفاء من العرب حيث أفشلوا مشروعها الطائفي الإرهابي للسيطرة على الوطن العربي وبذلك حق للغرب أن يبيعوها بأرخص الأثمان وهذا ديدن السياسة وسيدفعها العرب أثمان جرائمها أضعافا مضاعفة في المستقبل القريب ومعها عصابات القتل والإجرام العميلة لها في الوطن العربي.

ثـانـيـا: مـكـاسـب الـحـلـف الإسـلامـي حـتـى الآن

1- ذهاب الأسد المحتم، وستؤول السلطة للأغلبية السنية وبذلك خروج سوريا من يد روسيا وإيران والغرب بعد أن فشلت إيران والنظام السوري والمليشيات الطائفية الإرهابية وروسيا في حسم المعركة والإنتصار على الرغم من كل الجرائم البشعة التي ارتكبوها في سوريا بضوء أخضر من الغرب ومعظم دول العالم وبعض الدول العربية.

2- فشل انقلاب تركيا وتوجه الأتراك شبه الكامل للتعاون مع الروس بعد اكتشاف خيانة الغرب لهم، مما أضاف صديقا لروسيا يفوق في أهميته إيران نظرا لثقلها في العالم الإسلامي السني، وكذلك توفير الحاجة لسوقها لبيع البترول والغاز واتخاذها ممرا أمنا وموثوقا لتصدير البترول والغاز الروسي عبر أراضيها للعالم. ولا أستبعد خروج تركيا نهائيا من حلف الأطلسي بعد محاولة الانقلاب المدبرة من الخارج ورفضهم تسليم قائد الإنقلاب الفعلي فتح الله غولن الذي يعيش في أمريكا، وبعد ثبوت تورط أمريكا في دعم أكراد سوريا لإقامة دولة لهم شمال سوريا وهذا كان سيهدد أمن تركيا بالكامل، ولكنها قضت على ذلك المخطط.

ولا ننسى أن لدى تركيا بدائل هائلة  كالحلف الإسلامي وهي قوة ضاربة فيه بحكم ما تملكه من مقومات وكذلك تقاربها مع روسيا وحلفها الوثيق مع باكستان الدولة النووية المسلمة وقد فاقت الاتفاقيات الموقعة للتعاون بين باكستان وتركيا خلال 5 سنوات 50000 ألف اتفاقية في كل المجالات ومنها التصنيع العسكري والتعاون الاقتصادي ولذلك سيكون الحلف الإسلامي عن قريب لديه القدرة على الاستغناء شبه الكامل عن الغرب وعن كل أنواع السلاح والعتاد والتكنولوجيا وكافة العلوم، وهذا ما يخشاه الغرب لكنه أصبح حقيقة واقعة.

وللمعلومية فتركيا قد خططت لتفريغ 300000 ثلاثمائة ألف عالم للبحث العلمي في 2023 بعد انتهاء اتفاقية لوزان التي أخضعها الغرب لها بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى، ووقعت في 24 يوليو 1923م في مدينة لوزان السويسرية التي سميت بها، وقد ألغت تلك الاتفاقية اتفاقية سيفر الموقعة مع دولة الخلافة العثمانية بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى، وهي تحتوي على شروط مجحفة بحق تركيا ولا يمكن أن يتصور بنودها عقل، لكن هذا هو وضع المهزوم فدائما يملي عليه المنتصر شروطه. وبما أنها ستنتهي بعد 7 سنوات من الآن، وفي ظل تطور تركيا على كل الأصعدة وصعودها الصاروخي فكيف إذا تخلصت من شروط اتفاقية لوزان الظالمة؟؟

لا شك بأنها ستصبح قوة عظمى ولذلك قاموا بالانقلاب العسكري الفاشل كمحاولة أخيرة لإيقافها وعندما لم ينجح أتبعوه بالانقلاب الاقتصادي قبل بضعة أشهر، حيث قاموا بسحب ما يفوق 25 مليار دولار من السوق التركية في وقت قصير ومحدد لإسقاطها اقتصاديا، فما كان من الرئيس أردوغان إلا أن خاطب الشعب وطلب تحويل كل أموالهم من الدولار واليورو إلى الذهب أو الليرة لتلافي الانهيار الاقتصادي الذي سبق وأن طبقه الأمريكان على أكبر دولة مسلمة في أواسط التسعينيات وهي إندونيسيا عندما كانت تعد إحدى النمور الآسيوية وصعودها الصاروخي على كل الأصعدة، ولذلك تم إسقاطها بذلك الأسلوب.

لكن تركيا نجت من الانقلاب الثاني وكان رئيسها وشعبها بالمرصاد حيث هب الشعب بكل طوائفه وقام بتحويل كل أمواله ومدخراته إلى الليرة والذهب وفشل الانقلاب الاقتصادي مثلما فشل الانقلاب العسكري. والشيء الغريب والمثير هو التعتيم الذي مارسته معظم القنوات الغربية والعربية التابعة للمعسكر الغربي الليبرالي  حيال عدم تسريب أي معلومات عن ذلك الانقلاب الأبيض لأنهم لا يريدون كشف خططهم للعالم العربي والإسلامي حتى لا يزداد الولاء لتركيا ولا تكون مثالا يحتذى به من الأنظمة الأخرى في المنطقةـ حيث أن ذلك إن حدث سيكون أمرا مرعب لهم لكنهم في نفس الوقت قد علموا بأنه لا يستطيع أحد الآن إيقاف تركيا والتحالف بإذن الله وليس أمامهم وأعوانهم إلا تشويه الصورة والتشكيك في تركيا وبذلك التشيك في كل دول الحلف لذلك قررنا كشف هذا المخطط لتوعية جماهير الأمة وإفشاله.

3-قوة الحلف السني وظهور الدلائل القاطعة بأن المستقبل له جعلت الجميع يخطب وده ويتقرب إليه، ويتم التخلص من صداقة الآخرين، ولا شك أن أمريكا وغيرها سيقومون بتقديم تنازلات كبرى للحلف المذكور كإعادة النظر في قانون جاستا الموجه للسعودية وكذلك إمكانية تسليم فتح الله غولن لتركيا بعد أن انكشف الأمر واحتراق كرته. كذلك تخفيف التوتر والتحريض على باكستان، ومن المحتمل أن تتم مناقشة رفع الحصار الاقتصادي عن السودان بشكل جدي، وقد يرفع قريبا لإرضاء دول الحلف نظرا لتكاتفهم، بالإضافة إلى تقديم تنازلات في ملفات أخرى كإجبار الحكومة الطائفية في بغداد على إعادة دمج السنة ومنحهم كامل حقوقهم وإلغاء قانون اجتثاث البعث وإعادة ممتلكات ومنازل من تم تهجيرهم قسرا من السنة وغيرها، وكل ذلك خوفا من توجه جميع دول الحلف الإسلامي أو معظمها للتعاون مع روسيا والصين وترك الغرب وأمريكا بعدما انكشفت مؤامراتهم على الجميع.

4- قرب انتصار عاصفة الحزم في اليمن بشكل مؤكد وقاطع وأن الأمر مسألة وقت لا غير، وترتيب من الحكومة الشرعية والتحالف لما بعد سقوط الانقلابيين القريب، وعلم الروس أن القيادة السعودية متمثلة في الملك سلمان حفظه الله مصممه على الانتصار وعدم الالتفات لتهديد الغرب ودعاياته عبر وسائل إعلامه ومنظمات دولية ووكلاء عرب. وقد تأكد لهم أنه شخصية غير قابلة للتهديد أو الكسر وأنه قائد موثوق فيه لدى حلفائه العرب والمسلمين، وأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يبيع حلفاءه، وهذا ما أشارت إليه مراكز بحثية غربية وتقارير مخابرات عالمية.

5- نظرا لتلك الصفات والمصداقية والثقة في القيادة السعودية، انضم للحلف السعودي الرئيس السوداني/ عمر البشير رجل المواقف الشجاع دون شروط أو مطالب، وهو العدو اللدود لأمريكا حيث صمد هو ونظامه بشكل أسطوري وغير مسبوق في العالم العربي والقارة السمراء لما يقارب من ثلاثة عقود، على الرغم من كل ما عاناه من الغرب من كيد ومؤامرات وخيانات من خلال فصل جنوب السودان، لكنه تمكن من المحافظة على جل السودان وواجه كل الميليشيات والقوى المدعومة من الغرب وغيره وحيدا بعد أن تخلى عنه معظم العرب بل وحاربه البعض منهم كنظام القذافي والنظام المصري. وعلى الرغم من الوعود الأمريكية برفع السودان من قوائم الإرهاب بعد الموافقة على انفصال الجنوب لكنهم نكصوا بوعودهم وأبقوه تحت الحصار ولكنهم فشلوا في إسقاطه.

وقد نصبوا له الفخاخ من محكمة جنايات دولية (ولم يفعلوا ذلك مع بشار ولا الحوثي ولا المالكي أو إيران على الرغم من جرائمهم في حقوق الإنسان من قتل وتدمير بل وصل الأمر إلى إستخدام النظام السوري السلاح الكيماوي ضد الأبرياء لكن كل ذلك لم يزعج الغرب لأن القتلى سنة وهم من العدو الذي تخشى أمريكا من توحده. والحمد لله أنهم هم السبب في توحدنا وإقامة هذا الحلف علما بأننا لم نرَ الجرائم المزعومة ضد الرئيس البشير حتى الآن ويفترض أنها مصورة، فلماذا لم تعرض لنعرف من قام بها ولمن يتبعون هذا إن وجدت تلك المخالفات، وهل كانت بتوجيه الرئيس أم لا؟ وقد تكون أجهزة موالية للغرب قامت بها لأن الأرض منطقة حرب وليس للسودان سيطرة عليها وبذلك تستغل ضد السودان لأهداف أصبحت واضحة للجميع الآن، ولا يمكننا ان نثق في المجتمع الدولي ولو بكلمة واحدة (بينما جرائم الآخرين كانت على الهواء وشاهدها العالم ولم ينبسوا بكلمة بل عارضت أمريكا إصدار الأمم المتحدة قرارا يدين الحوثيين بجرائمهم ضد حقوق الإنسان ويصنفهم إرهابيين ولثلاث مرات متتالية وصمتت عن الكيماوي في سوريا والبراميل المتفجرة والنابالم والفسفوري وغاز الخردل والأعصاب وكل أنواع الجرائم وحرق المسلمين أحياء في بورما وأفريقيا الوسطى ومالي فمن يصدق أكاذيبهم بعد اليوم وادعاءاتهم بحماية حقوق الإنسان المزعومة بعد أن ذاب الثلج وبان المرج وأصبح كل شيء معروفا ومعروضا على العالم).

ولم تكتفِ بذلك أمريكا في عدائها للسودان  فقامت بقصف مصنع الشفاء للأدوية عام 1998م  بحجة كاذبة وباطلة أنه يتم تصنيع سلاح محرم في ذلك المستشفى وصدق العالم الكذبة وقتل الأبرياء ومرت القضية وكأنه لم يحصل شيء، ولم تزهق أرواح نتيجة القصف بل أقول بأن عشرات الآلاف وقد تكون مئات الآلاف حسب المنظمات الدولية قد ماتو بسبب الحرمان من الدواء الذي كان ينتجه ذلك المصنع ولم يحرك أحد شيئا، وهدف أمريكا من كل تلك الأعمال الإجرامية هو سعيهم الحثيث من أجل صناعة الأعداء وتشويه سمعة السودان وتعطيل مسيرة بناءه وحرمانه من استخراج ثرواته الهائلة. وكان قدره أن يكون الدور الأول عليه وذلك لوجود قائد كالبشير متطلع إلى النهوض بوطنه وبنائه وتطويره واستخراج ثرواته الهائلة التي لا تزال تحت الأرض بسبب ذلك الحصار.

ويكفي أن نعلم أن أرض دارفور تملك بحارا تحتها من الثروات المختلفة حسب المصادر الغربية، والتي ستمكن السودان في حالة تمكنه من استخراجها بأن يصبح جوهرة أفريقيا، لذلك أبقوا الحصار إلى الآن بعد فشلهم في فصل دارفور عن السودان، وهذه هي جريمة السودان (ولذلك تم استغلال الدعاية بالوكالة ضده من قبل جميع دول الجوار ومعظم دول العالم وكل ذلك لخدمة المشروع الأمريكي في المقام الأول). ولا شك أن السودان عبر مرحلة الخطر بفضل الله وصبر شعبة وحكمة ودهاء قيادته وهذه ميزة لا تتوفر في كثير من القيادات ذات التوجه الإسلامي وليس لها خبرة من السابق في السياسة. ولا يضاهي الرئيس البشير في ذلك الدهاء السياسي إلا الرئيس أردوغان في تركيا ويأتي في المرتبة الثانية الشيخ راشد الغنوشي (المثل محصور في القوى الإسلامية التي استطاعت الوصول للسلطة مؤخرا والبقاء على الرغم من كل المؤامرات فلا يتم تفسير كلامي في غير محله).

6- عجز أمريكا عن إسقاط الرئيس البشير، وكان بمفرده مع كل الظروف الصعبة التي مر بها السودان، وهذا يستدعي بالضرورة الإشادة والتقدير بصمود شعب السودان وقيادته وأخذ العبرة والمثل منهم والإيمان القاطع بان من لم يستطع هزيمة السودان وقيادته لهو أعجز من هزيمة تحالف يضم  قيادات من الطراز الفريد في التحالف السني المشار إليه ويملكون الشجاعة والإرادة وحب معظم المسلمين لهم، واستعدادهم لتلبية النداء منهم لو اقتضت الضرورة.

بالإضافة إلى توفر إمكانيات جبارة لدى الحلف. ومن المفارقات الجميلة أن أمريكا مكرت بهم جميعا دون استثناء ابتداء بالسودان إلى وقوفها مع الانقلابيين في اليمن ضد السعودية وإقرار قانون جاستا تمهيدا للانفراد بالسعودية لو نجح الإنقلاب في تركيا من أجل تقسيمها إلى 5 دويلات حسب مخططهم ووضع أيديهم على البترول السعودي إلى التحريض على النظام الحاكم في قطر بناء على مشورات عميلهم دحلان إلى انقلاب تركيا الفاشل وأخيرا تحريض الهند على الباكستان والإشتباكات العسكرية المسلحة مؤخرا  بسبب منحها الصين تسهيلات كبرى في ميناء غوادر الباكستاني المطل على بحر العرب وهي رسالة قوية إلى أمريكا علما بأن معهد سترانفور الأمريكي للدراسات الإستخباراتية أشار إلى أن الميناء أنشىء بالتعاون بين بكين وإسلام آباد وقد افتتح عام 2007م، لكن الاتفاق لم يرَ النور ولم تسمح بذلك أمريكا، إلا أن القيادة الباكستانية اتخذت القرار بعد انكشاف وجه أمريكا الحقيقي وعدائها للسنة وتحالفها مع إيران وإطلاق يدها للقتل والتخريب في العالم العربي مما أحدث ردة فعل عنيفة لدى الباكستانيين وقد قاموا بتوقيع الاتفاق مع الصين في 20 من مايو/ أيار الماضي وقرر تسليم الميناء للصين لإدارته واستخدامه وهو قرار استراتيجي كبير ومكسب للصين وباكستان ولا شك أن ذلك له دلالات قوية لتوجهات الحلف الإسلامي بشكل عام والباكستاني بشكل خاص لفقد الثقة شبه الكاملة في التعاون مع أمريكا، وبذلك أصبح الزعماء الخمسة في خندق واحد وضد أمريكا بسبب سياساتها المتهورة والفضة فكيف لها أن تنتصر عليهم بل ذلك بإذن الله ضرب من ضروب المستحيلات.

7- لم تكن روسيا هي الوحيدة في هذا التوجه بل الشقيقة سلطنة عمان حيث قررت القفز من القارب الإيراني قبل أن يغرق ولو كان ذلك متأخرا بعض الشيء إلا أن حصوله خير من عدمه وذلك بعد أن تأكدت من فشل مشروع إيران في سوريا واليمن والمنطقة والتحقت بالتحالف الإسلامي وهذا أمر محمود ويجب أن يعلم الجميع بأن السياسة هذا هو عالمها إلا ما ندر فلا نثرب على القوم بل نحن أحبة وإخوة.

8- فشل المشروع الليبرالي في المنطقة العربية بدوله وأجهزة إعلامه الجبارة بعد قيام الحلف وانكشاف تلك الدول من خلال مواقفها ضد دول الحلف دون استثناء والتحريض عليهم خدمة للمشروع الغربي. لكن كل ذلك باء بالفشل الآن، ومن يريد التأكد فبإمكانه العودة لبعض الأدلة كمقال الكاتب الإماراتي د/ سالم حميد بعنوان (الإمارات تتكلم على المكشوف) وهو مقال ضد السعودية حكومة وشعبا ولا يمكن أن يصدق الإنسان بأن يصدر من كاتب إماراتي ومن دولة شقيقة وحليفة لنا مثل ذلك المقال المخزي، لا سيما أننا نعلم أن حرية الرأي في الإمارات معدومة إلا بما يتوافق مع السلطة وأن الكاتب لن يستطيع أن يكتب ولو كلمة واحدة ضد السعودية أو غيرها إلا بضوء أخضر، وأنا هنا لا أريد العودة لتلك الخلافات وإثارة الضغائن لكن للتدليل على ما أقول، وقد اشتمل مقاله على سب وحط واتهامات للحكومة والشعب والمذهب وقد رددت بمقال نشر في موقعي هذا بعنوان الدور الإماراتي في العالمين العربي والإسلامي وفيه ما يكفي لكشف الحقائق وليس لي رغبة في العودة لتلك الأمور، لكن معظم القراء لا يعلمون الخلفيات لذلك قد يساء بنا الظنون ونتهم بالبحث عن الفرقة وشق الصف العربي، لكنهم عادوا فعدنا ويعلم الله بأنني لا أكره شيئا مثل هذه المقالات، لكننا أجبرنا عليها لتوضيح وتبيان الأمر للأمة ولكشف الأهداف من تلك التصريحات وخطورتها على الحلف وعلى الإسلام والمسلمين ولذلك لم يعد هناك مجال للمجاملات ومقال الكاتب الإماراتي هو كذلك يصنف  تحت ما اسميه (الدعاية بالوكالة).

9- قامت وكالات الدعاية الغربية في المنطقة بتشويه الثورات العربية، ولكن الأشياء المضحكة التي كشفها المواطن العربي بعد مرور الزمن وظهور الثورات المضادة وقتل الشعوب البريئة والتآمر عليها من جل العرب وإعلامهم هو تسميتهم للربيع العربي بالربيع العبري، وكانت وكالات المخابرات الغربية وبعض العربية ومراكز الدراسات والأصوات الليبرالية وقنواتهم في العالم العربي والغربي يبثون على مدار 24 ساعة تلك الدعايات الكاذبة واتهام القوى الإسلامية بالعمالة لأمريكا تمهيدا للثورات المضادة والتي كانت تدين بالولاء لإسرائيل وأمريكا قبل دينهم أو شعوبهم وأوطانهم. والكل عرف حقيقة ذلك بعدما تم إسقاط النظام الذي أتت به الثورة في مصر، وللأسف بمساعدة الدول الخليجية بعد أن تمت الخديعة بها بسبب استشارات عميل أمريكا وإسرائيل اللواء دحلان  الخائن لوطنه ورئيسه والذي تم طرده من الإمارات مؤخرا حسب المعلومات، بعد أن فشل انقلاب تركيا،

ولكن كشفت الخطة بعد أن تم إقرار قانون جاستا الأمريكي ضد السعودية حيث سعى الغرب إلى التخلص من التيار الإسلامي السياسي في بلاد الربيع العربي بواسطة العرب وبأموالهم واسلحتهم وقواتهم وبذلك حقق هدفين، الأول التخلص من ذلك النظام الذي لا شك أنه لا يدين بالولاء للغرب بل ووقف وقفة مشرفة مع الفلسطينيين وصرح بأن مصر ستنتج ما تلبس وكذلك الغذاء والدواء والتصنيع، وهذا خط أحمر لدى الغرب فقد كان حسني مبارك يمنع حتى زراعة الحبوب في مصر ويستوردها من أمريكا ولكم أن تتصوروا أمرا كهذا، فمن يصدق أن أمريكا وإسرائيل سعيا لإسقاطه وهو عميل لهما.

وما إسقاط الرئيس مرسي إلا لإعادة نظام مبارك بوجه جديد حيث احترق كرت مبارك. لذلك باعوه ليضحكوا على الثوار بالتغيير الشكلي بوجه جديد لنفس النظام وبعمالة تفوق حسني آلاف المرات ثم  كشف الغرب عن وجهه البشع بعد أن تخلص من مرسي حيث حدد هدفه المقبل والنهائي (وهو إسقاط النظام السعودي بحجج كاذبة كاتهام الحكومة السعودية بدعم الإرهاب)، ومهد لتقبل ذلك عبر وسائل الإعلام الليبرالية العربية والكتاب والصحفيين الليبراليين والقومجيين والصفويين بمهاجمة السعودية وكل ذلك تمهيدا لتقبل ما ستقوم به أمريكا لاحقا بعد نجاح الانقلاب العسكري في تركيا، فيما لو نجح وبعد المحاكمات والأحكام الصورية ضد الحكومة السعودية داخل المحاكم الأمريكية والانتقال بها إلى منظمة الأمم المتحدة في صيغة شكوى لإكمال إخراج المسرحية ليتم تصنيف السعودية كدولة مارقة وداعمة للإرهاب المزعوم ثم تخضع للحصار الإقتصادي وتوقف الرحلات وباقي القصة معلومة لديكم وما فعل بنظام صدام والقذافي رحمهم الله ليس ببعيد عنا (وقد أشرت إلى تفاصيل المخطط في مقالي المنشور في موقعي هذا والذي تم تداوله عبر التواصل ونال في حينه أكثر مقال تم تداوله وعنونته (ما بعد جاستا؟؟)،

ومع الأسف أن بعض تلك القنوات والأقلام سعودية الملكية والإنتاج ولا أعلم كيف يسمحون لأنفسهم بالإساءة لدولتهم وشعبهم وقيادتهم والأمر أصبح مكشوف لكل أطياف الشعب والحمد لله بأن إمكانية نجاح أمريكا الآن تساوي صفر بعد فشل مشاريعها في المنطقة بل عليها تقديم التنازلات حتى لا تقوم دول الحلف الإسلامي بتركها والتوجه لروسيا والصين وهذا أمر غير مستبعد.

10- لا تزال لدى أمريكا خطط بديلة، فكل شيء لديهم مبني على خطط معده من أعتى العقول وأفضلها في السياسة والمخابرات، ولم يعد لديهم إلا خطة (ب) بعد فشل خطة (أ) التي أصبحت مكشوفه للجميع. ومن خططهم ما أسميته (التصريح بالوكالة) وسوف أضرب مثالا لتتضح لكم الصورة لا سيما أن خططهم تشتمل على معظم الخبراء من جميع التخصصات.

ووبذلك فهو إنتاج معقد وخطير جدا. والمثال يخص الدكتور/ إياد علاوي، وكلكم تذكرون ظهور التعذيب والانتهاكات في السجون العراقية، وبما أن أمريكا محتلة للعراق وفاقدة للمصداقية لدى العراقيين والعرب والمسلمين والعالم لذلك تم الإيعاز للدكتور علاوي (حيث أنه لا صداقة في السياسة إلا بثمن خاص مع الدول)، ولذلك قام بالإدلاء بتصريح اتهم فيه وزير الداخلية العراقي التابع للائتلاف الشيعي بأنه وحلفه هم الأسباب وراء حدوث تلك الجرائم (وهو يقصد أن تلك الجرائم بسبب الطائفية حيث أن الائتلاف شيعي والجرائم موجهة للضحايا السنة)، وأنا لا أختلف مع ذلك لكن الهدف من التصريح من قبل الدكتور علاوي خصوصا لا سيما وأنه كان المستشار للغزو الأمريكي مع د/ الشلبي يرحمه الله وقد وضحت تفاصيل أخذهم بخطة الشلبي في مقالي المنشور في هذا الموقع وقد جرهم إلى الهلاك؟؟ بعنوان (المستشار الحاقد والانتهازي يجرك للفشل)، وبما أن الدكتور علاوي عراقي وشيعي فسيكون تصريحه ذو تأثير على الشعب والعالم وسيؤثر في الرأي العام المحلي والعالمي (وهذا ما يحرصون عليه وهو ما حصل في التصريحات الأخيرة حيث كلف بها قادة عرب بدلا من تصريحات المسئولين الأمريكيين التي ما كان ليلتفت لها أحد) وبذلك يحقق تصريح د/ علاوي المراد حيث حمل كل تلك الفظائع للائتلاف الشيعي وأظهر أمريكا وكأنها حامية الديمقراطية وحقوق  الإنسانـ ويظهر كذلك رجلها الأول في العراق د/ اياد بنفس الصورة الجميلة لا سيما بأن ذاكرة الشعوب العربية قصيرة وتركز على الحدث الأخير ويسهل تضليلها من قبل الإعلام الموجه لعدة أسباب ليس هذا وقت ذكرها.

وما تصريحات القادة العرب والإعلام الليبرالي والكتاب ضد تركيا إلا تنفيذا لذلك المخطط وتلك الاستراتيجيات على الرغم بأن الجميع يعلم عدم صحة تلك الادعاءات ومن أمثلة الدعاية بالوكالة نشر قناة العربية أطول مقابلة منحت لقناة تلفزيونية في العالم من قبل المجرم/ فتح الله غولن، وقامت ببثها وذلك لتمكين غولن من التشكيك في رواية الحكومة التركية والإساءة لها وبث رسائل سرية مشفرة لانصاره لعلهم يقومون بانقلاب أو عمليات إرهابية أو خلافه حيث أن الوضع لم يستقر بعد آنذاك للحكومة التركية، وقد كان ذلك أمرا مفضوحا عند من يعلم أسرار السياسة والمخابرات وأهدافها ولذلك تدخلت القيادة السعودية حفظها الله وأجبرت القناة على حذف كامل المقابلة، لكن بعد انتشارها،

وفي هذه الحالة من خان من؟ وكان ودي أن تذكر تلك القيادات خيانات تركيا للعرب في هذه المرحلة بالتفصيل لا سيما وأنه ليس لهم هم إلا التصريحات بالوكالة ضد تركيا وذكرهم للحقائق قد يقنعنا إن حصل، ومن المستحيلات أن يحصل لأنه غير موجود وهم يعرفون ذلك قبل غيرهم، لذلك يلجؤون إلى الرسائل المعممة كقول تركيا خانت العرب ومثل هذا الكلام يعتبر تدليس واستثارة للعقول البسيطة للاقتناع بذلك القول دون وجود دليل عليه، وهو من أهم أهداف الدعاية بالوكالة وخاصة تشويه سمعة تركيا عند العرب ونشر الفرقة بيننا والتشكيك في صدق تركيا ونواياها من أجل إضعاف الشعبية الجارفة التي حصلت عليها مع دول الحلف الإسلامي المشار إليه، وتقليل مكاسبها ومكاسب الحلف من الولاء الإسلامي وخاصة من الشعوب ولذلك هي محاولة بائسة، وهي نتيجة لخوف أمريكا ومن دعم مشروعها في المنطقة وخاصة بعد فشل معظم مخططاتهم ومنها ليبيا وتونس واليمن وسوريا وغيرها لذلك يخشون من تعاظم الحلف الإسلامي واقتداء الدول الإسلامية بمن سبقهم والانضمام لهم وهذا أمر سيقع لا محالة،

ومثل هذه الدعايات لن تنطلي على أمة العرب والمسلمين، فأقول وبصدق انهم أصبحوا أكثر ذكاء وفطنة حتى من بعض أدعياء العلم والمعرفة وأنا أترك لكم البحث عن حقيقة اتهام تركيا بالخيانة للعرب وطلب الإثباتات مباشرة وبالدليل على من يقول بذلك القول، وأنا اتحداهم أن يستطيعوا أن يثبتوا لكم ذلك ولو بدليل واحد ولتعلموا أحبتي بأن الحرب على تركيا هي حرب على دول التحالف الإسلامي، خاصة الخمس وعلى ثوار سوريا واليمن وليبيا ومصر، فيجب أن تتصدوا لمثل هذه الدعايات المغرضة والتي تستهدف ديننا ووحدتنا وقوتنا وحلفنا، ولا تنسوا بأن الرئيس أردوغان هو من أعلن بان الجيش التركي سيتدخل ضد إيران فيما لو تدخلت ضد عاصفة الحزم أم نسيتم، وأعلن أنه يقف مع السعودية في خندق واحد ضد أمريكا وقانون جاستا، وكان ذلك عند زيارة ولي العهد يحفظه الله لتركيا وكل ذلك بدون مقابل نهائيا.

وكذلك فعل الرئيس عمر البشير حيث أعلن وقوفه مع السعودية في خندق واحد وأرسل قواته إلى اليمن وقام بطرد السفير الإيراني وقفل سفارتها، بينما السيسي رفض حتى إرسال جندي واحد لدعم عاصفة الحزم (وهو من سبق له أن قال مسافة السكة تفصله عن دعم دول الخليج)، بل وقام بدعم إيران والأسد في سوريا وقام بارسال الأسلحة للنظام السوري وضبطت قوارب مهربة تحمل أسلحة منه للحوثيين، وكان يسمح للحوثيين بإقامة معارض في القاهرة لعرض ما سموه جرائم التحالف المزعومة على أعين ورعاية أجهزة السيسي ونسوا جرائمهم المخجلة.

وكل ذلك كان في عز العلاقات فكيف لنا أن نقارن بين مواقف الرئيس البشير الرجولية دون مقابل ومواقف الرئيس التركي أردوغان البطولية ودون مقابل بالإضافة إلى مواقف قطر وباكستان العظيمة وتضحياتهم الكبيرة مع من خاننا لذلك من يسبهم أو ينتقص منهم، فذلك يعد انتقاصا من حكومة وقيادة وشعب السعودية كيف لا ونحن في خندق واحد ويضمنا حلف عسكري واقتصادي وأخلاقي وقبل ذلك ديني ولذلك يجب علينا الدفاع عن كل الحلف وشعوبه وقياداته وحذاري من الوقوع في الفتنة وقد عرفتوها من قبل وكلكم تعلمون بان الواقع الحقيقي يثبت عكس تصريحات تلك القيادات ضد تركيا وحلفها حيث أن بعض الدول العربية ومنها دول المصرحين متورطة حتى النخاع في دعم الانقلاب الفاشل في تركيا وداعمه لنظام بشار والحوثيين في اليمن والحكومة الطائفية في بغداد ومتعاونين مع إسرائيل ومنفذين لتعليمات أمريكا بتوصيات المحافظين الجدد لنشر الليبرالية المدمرة لكل القيم والأخلاق والتي تقوم بمص أرزاق الفقراء لصالح الأغنياء  بكل الوسائل وقد أوضحت ذلك في مقالاتي المنشورة لمن أراد الرجوع اليها؟؟؟

  بينما تركيا استقبلت 3 ملايين سوري وأمنت لهم السكن والغذاء والعلاج مجانا بل وحتى العمل وحتى الجنسية وذلك على حساب شعبها مراعة لظروف الشعب السوري وذلك العدد المستضاف في تركيا يفوق تعداد سكان الكويت والبحرين والإمارات وقطر وهذا مالم تفعله دولة عربية بل الأسوء من ذلك هو قيام بعض الدول العربية بطرد السوريين من أراضيها ولم تكتفي بذلك تركيا بل تدخلت عسكريا وقدمت شهداء من جيشها لنصرة الثوار وإفشال مخطط الغرب في إقامة دولة للكرد في سوريا لقطع التواصل الجغرافي بين العرب وتركيا وبما أن مصير أوطاننا وأمتنا في موقف مفصلي وحرج فلا مجال للمجاملات وتطبيق البروتوكولات السياسية لاسيما وأنني إنسان مستقل وقد ضحيت بوظيفتي ومنصبي ودخلي المادي لأقول كلمة الحق وان لم نقولها لا خير فينا غضب من غضب ورضي من رضي فما هو مهم عندي هو إرضاء ربي ونصرة أمتي ووطني وغير ذلك لا يعنيني مهما كانت العواقب فالأعمار بيد الله لأن الأمر خطير جد ولا يمكن السكوت عليه بل يجب كشفه بالأدلة العلمية وفضح أصحابه  لتكون أمة محمد على بينه من امرها ويقرر كل إنسان خياره بعد أن نوفر لهم العلوم الظرورية لكشف مثل هذه المخططات المدمرة حيث يتعذر على جل الرأي العام العربي والإسلامي الإحاطة بمثل هذه الإستراتيجيات السرية وبذلك تزداد المسئولية على كل صاحب علم أن يكشف تلك الخطط وعدم القيام بذلك لا شك أنه خيانة للدين والأمة والوطن ومن المعلوم بالضرورة بأن المؤامرات ستزداد لإيقاف هذا الحلف الخير القوي والذي سيزداد قوة بإذن الله حيث ان إنضمام سوريا واليمن بعد التحرير النهائي وأسقاط المجرمين أمر محتم وسيتوسع الحلف بشكل لا يمكن لأي قوة في العالم أن تواجهه وأعتقد بأنه سيكون من ضمن القوى العالمية التي سيحسب حسابها وسينعكس ذلك على كل شعوب الأمة ونصرتهم في كل قضاياهم وتطور بلدانهم وسيكون الحلف الخاسر هو الحلف الغربي وإسرائيل والحلف الصفوي الفارسي والليبراليين العرب ومعهم السيسي والأسد وحفتر؟؟

فيحق لكل الأمة ان تفرح وان تستبشر خيرا  فقد كانت المأساة على الرغم من فضاعتها وتكالب العالم علينا سبب رئيسي لتأسيس هذا الحلف القوي الذي هو مصدر فخر واعتزاز لكل شريف من العرب والمسلمين وأنصار الحق في أنحاء  المعمورة وفي نفس الوقت غصة وشوكة وألم في حلوق وقلوب الأعداء فلله الحمد وما النصر الا من عند الله.

وهذه نبذة مختصرة عن الأمثلة التي تم ذكرها عن الدعاية بالوكالة وهو عمل مشابه للدعاية بالوكالة في التجارة لاكن ذلك مقابل المال اما موضوعنا فهو مقابل أمور خطيرة تكون على حساب الدين والشعوب والدول والأخلاق والقيم والأمانة وهذا هو مرد خطورة الأمر؟

1- تصريح د/ اياد علاوي ونسب الجرائم للائتلاف الموحد لتبرئة الأمريكان؟؟

2- بث قناة العربية للمقابلة مع فتح الله غولن قائد الإنقلاب الفاشل للتشكيك في صدقية رواية الحكومة التركية ولتبرئة أمريكا وبعض العرب من خلال إتهام أردوغان بفبركة الإنقلاب وانه غير صحيح وكذلك لإرسال رسائل سرية لاتباعه لمحاولة مواصلة الإنقلاب او الهروب واثارة المتاعب والقلاقل للحكومة التركية وخلاف ذلك وهذا معلوم لدى رجال السياسة والمخابرات المؤهلين ولا شك ان الأمر كان مستهجن ومكشوف ولذلك صدرت التوجيهات بحذفها رغما عنهم؟؟

3- مقال الكاتب الإماراتي (الإمارات تكتب على المكشوف) الذي هاجم الحكومة السعودية وشعبها ومذهبها ووصفها باقذع الكلمات والهدف سبق توضيحه أعلاه ؟؟

4/ اتهام تركيا من بعض القيادات العربية بخيانة العرب واعتقد ان الهدف من تلك الاتهامات اصبح واضحا لكم ؟؟

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!