ترك برس

في تحرك لتأكيد استمرار الدعم التركي لأذربيجان، يجري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ثاني زيارة رسمية له كرئيس للجمهورية إلى أذربيجان، استجابة لدعوة الرئيس الأذري إلهام علييف.

وفي حديثه للصحفيين قبل مغادرته إلى أذربيجان، قال أردوغان إنه سيبحث مع نظيره الأذري التطورات الإقليمية والدولية الأخيرة فيما يتعلق بتركيا وأذربيجان، إلى جانب الفرص المتاحة للتعاون بين البلدين.

وأشار أردوغان إلى أنه سيتم خلال الزيارة تباحث ملف ناغورنو كاراباخ في إطار سيادة أذربيجان التي لا تتجزأ. وأضاف أنه ستتم مناقشة الاستثمارات المشتركة بين بين تركيا وأذربيجان.

أردوغان أعلن أنه سيتوجه بعد زيارته لأذربيجان للمشاركة في قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي ستعقد في 5-6 أيلول/ سبتمبر في ويلز، وقال إنه سيعمل خلال القمة على لفت الأنظار إلى الأزمة الروسية الأوكرانية والتطورات الأخيرة على الحدود التركية.

وذكر تصريح نشره موقع الرئاسة التركية أن “زيارة رئيسنا (أردوغان) هي فرصة عظيمة لتعزيز العلاقات المثالية بين تركيا وأذربيجان المبنية على علاقات تاريخية وإنسانية ومصلحة مشتركة”.

وفي حديثه لوكالة الأناضول لدى مغادرة أردوغان تجاه أذربيجان، قال النائب في البرلمان الأذري عن حزب أذربيجان الجديدة سيافوش نوروزوف إن زيارة أردوغان ستعزز الأخوة التركية الأذرية.

وأشار نوروزوف إلى أن الزيارة رسالة للعالم كله بشأن العلاقات التركية الأذرية، وقال: “لا يمكن لأحد أن يخرّب هذه العلاقات. وأضاف أن تقييمات جدية للقضايا الإقليمية التي تخص البلدين ستتم خلال الزيارة.

ومن جهته، قال زعيم حزب المساواة الأذري المعارِض إيسا غامبر إن زيارة أردوغان إلى أذربيجان مُهِمّة لجهة أنه أول رئيس تركي منتخب انتخابًا مباشرًا.

وأكد غامبر أن العلاقات التركية الأذرية مهمة لكلا البلدين ولاستقرار المنطقة. وقال: “إن أذربيجان والدول الأخرى في المنطقة قلقة بشأن الأزمة بين روسيا وأوكرانيا. وهناك صراع في الشرق الأوسط. وهنا تكمن الأهمية الكبيرة للحلف الاستراتيجي بين تركيا وأذربيجان”.

وفي نيسان/ أبريل 2014، وكتقليد سياسي تركي، زار رئيس الوزراء التركي في حينها أردوغان أذربيجان مباشرة بعد انتخابات 30 آذار/ مارس المحلية التي تمخضت عن فوز حاسم لحزبه حزب العدالة والتنمية. وخلال زيارته، أكد أردوغان وعلييف كذلك التزامهما بمشروع خط أنابيب نقل الغاز الطبيعي العابر للأناضول (تاناب)، الذي يهدف إلى تلبية حاجات كل من تركيا وأوروبا من الغاز.

وتأكيدًا على أهمية مشروع تاناب، قال أردوغان إن تركيا تقوم بواجبها في المشروع من خلال إطلاق مشروع امتلاك الأراضي التي سيمر من خلالها. فيما يقول خبراء إن تاناب، الذي يعد مشروعًا متعدد الأبعاد، على قدر كبير من الأهمية لتركيا وأذربيجان.

وفي إشارة إلى حجم المشروع، أشار خبراء إلى أن تركيا وأذربيجان تحاولان بناء تاناب في فترة تشد فيها الحكومات حول العالم الأحزمة.

وأثناء اللقاء في العاصمة الأذرية باكو، ناقش الزعيمان عددًا من القضايا من الاستثمارات الاقتصادية الكبيرة المشتركة إلى تحركات منظمة غولن المؤذية في كلا البلدين. وقال أردوغان: “إننا سنحافظ بقوة على سلوكنا بشأن قضية ناغورنو كاراباخ، التي نحن بصددها الآن”.

كما أكد أردوغان أن على الحكومتين اتخاذ خطوات طارئة لمواجهة منظمة غولن ومنعها من إفساد التعاون بين تركيا وأذربيجان. فيما أكد علييف أن الحكومة الأذرية تجري تحقيقًا في بنى منظمة غولن في البلاد. وأكد أردوغان في مؤتمر صحفي أن البلدين لن يتركا أحدًا يؤذي علاقاتهما.

وخلال المحادثات الثنائية بين الزعيمين، وضع أردوغان على الطاولة ملفًا يتناول أتباع منظمة غولن الذين اخترقوا مشاريع مشتركة ضخمة. وكما ذكرت مصادر لصحيفة ديلي صباح، فقد وافق الزعيمان على اتخاذ خطوات ضد هؤلاء المخترقين الذين قد يهددون هذه المشاريع الضخمة والمهمة. وقد أقرّ الزعيمان بثقتهما في بعضهما وفي أهمية العلاقات بين تركيا وأذربيجان.

ولدى سؤاله عن حركة غولن، أجاب علييف بأن عددًا كبيرًا من القضايا نوقشت خلال الاجتماع. وقال: “لن ندع أي شيء يضر بعلاقاتنا، حتى بأقل درجة”. وأضاف: “إننا نقف مع بعضنا في كل القضايا. وسندعم بعضنا في الأوقات الجيدة والصعبة. وهذا ما تتطلبه الأخوة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!