ترك برس

اعتبر الكاتب الألماني، راينر هيرمان، أن عالم الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأميركي دونالد ترامب، يتناسب مع ذوق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكثر من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وبقية القادة الأوروبيين.

وفي مقال له بصحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ"، تحت عنوان "ميركل المتوسلة"، قال هيرمان أن الوقت الذي كان فيه أردوغان يرنو ببصره معجبا نحو ميركل ولّى.

وأضاف المحلل السياسي الألماني أنه "عندما انقضى هذا انعكس الوضع وسافرت أنجيلا ميركل إلى أنقرة خمس مرات خلال عام ونصف"، حسبما أوردت "الجزيرة نت".

وذكر هيرمان أن سفر ميركل للتوسل من أجل إنقاذ اتفاقية اللاجئين بهذا العام الانتخابي لم يجد صدى عند أردوغان الذي تركها معلقة.

وأشار إلى أن ميركل ربما سافرت لمحاولة التأثير في أردوغان وإقناعه بصوت خفيض بإنقاذ ما تبقى من مظاهر ديمقراطية ببلاده.

واعتبر هيرمان أن خلو زيارة ميركل البروتوكولية هذه المرة من تبادل مظاهر السعادة والتذكير بعلاقات تاريخية استمرت أكثر من قرن بين تركيا وألمانيا، قابله احتفاء أردوغان قبل أيام بضيفة أخرى هي رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي التي تحدثت عن صفقات عسكرية وعلاقات تجارية ولم تنصح الأتراك بالديمقراطية وحقوق الإنسان.

ورأى الكاتب أن زيارة ميركل لأنقرة جاءت بمواجهة تغيرات جذرية وسريعة في الاهتمامات التركية وتحول الرئيس فلاديمير بوتين إلى شريك لأردوغان.

وتحت عنوان "صفعة أردوغان اللفظية للمستشارة "، كتبت صحيفة "دي فيلت" أن اعتبار ميركل أن مشكلة مع تركيا هي آخر ما تحتاجه هذه السنة، جعلها تبدو متوازنة خلال زيارتها لأنقرة، لكن الرئيس التركي رد عليها بالاستفزاز واختلاق المشكلات.

ورأت الصحيفة أن سعي الجانب الألماني هذه المرة لتجنب أي إثارة لمستضيفيه واجه أيضا انتقادات شديدة من المسؤولين الأتراك لألمانيا.

واعتبرت "دي فيلت" أن حركات يدي وتعبيرات وجه المستشارة الألمانية بمهمتها الصعبة بأنقرة عكست أمام الكاميرات المقتوحة معاناتها من مباحثاتها هناك.

وخلصت الصحيفة إلى أن زيارة ميركل مثلت مساعدة انتخابية لأردوغان في استحقاق الاستفتاء القادم، وأوضحت أن الحديث مرتفع الصوت والواثق بالذات للرئيس التركي بموازاة الصوت الخفيض لميركل عزز التأييد لأردوغان بين الناخبين الأتراك.

في سياق متصل، أشار الكاتبة كريستيانا شولتسر، في مقال لها بصحيفة "زود دويتشه تسايتونغ"، إلى أنه يتوجب على السياسيين الأوروبيين الزائرين لأنقرة التأكيد للرئيس التركي أن قطع ارتباط بلاده مع الغرب سيكون ثمنه انهيارها اقتصاديا، وإبلاغه بوضوح أن الغرب لا يرغب بهذا، وخلصت إلى أنه لهذا توجب على ميركل زيارة أنقرة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!