بكر هازار - تقويم - ترجمة وتحرير ترك برس

نحن نقرأ الأحداث كما تعرض علينا، ولكننا لا نتعب أنفسنا بالدخول إلى أعماق التفاصيل بالسؤال كيف؟ ولماذا؟ ونختار الطريق الأبسط، ونتجنب التفكير.

مثال على ذلك: يتم القبض على عميل للاستخبارات الكندية يقوم بتوصيل الإرهابيين إلى تنظيم داعش على حدودنا. لنتذكر أن كندا هي ولاية بريطانية. وهذا يعني أن العميل الكندي هو عنصر في الاستخبارات البريطانية أيضا. ينظر لهذه الحادثة بأنها "قبض على عميل أجنبي، وإعادته إلى دولته"، ولا نفكر بتفاصيلها جليا.

في حين أن الاستخبارات البريطانية لم تجد هذا الشخص في الطريق وتقول له: "هيا يا  صاحبي لنرسلك إلى تنظيم داعش لتصبح واحدا منهم وتموت هناك". بل من أجل هذه الخطة لديهم أنظمة وطرق يستمر تطبيقها سنوات عديدة. ومن خلال هذه الأنظمة والطرق يتم تدريب عملاء على دراية ومعرفة تامة بالإسلام والعالم الإسلامي أكثر من المسلمين أنفسهم. وبعد ذلك يتم تدريبهم باحترافية على موضوع الطوائف الدينية. ويتم تصنيف الأشخاص حسب طوائفهم الدينية وعمل قوائم بأسماء الأشخاص المتطرفين منهم. وأخيرا يقومون بالتواصل والتراسل في موضوع الرؤى الإسلامية مع هذه العناصر المتطرفة لشهور وحتى سنوات عديدة حتى يكونوا جاهزين للمهمات المطلوبة. وفي هذه النقطة يلجؤون لطرق لا تصدق.

مثال على ذلك، من خلال جهاز كمبيوتر لا يمكن الوصول لرقمه التسلسلي، يقومون بنشر إهانات وشتائم للدين الإسلامي والنبي محمد صلى الله عليه وسلم. وبعد ذلك يبدأون حملة "إلا رسول الله، لقد أهانوا سيد الخلق، أين أنتم يا مسلمون، ندعوا الجميع إلى الإحتجاج والتظاهر ضد هؤلاء السفلة". وحتى أنهم يطلقون وسمًا عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر من أجل ذلك. أنت تشارك في هذه الحملة، ولكنك لا تعرف بأنه من الممكن أنك قد أصبحت على قائمة الاستخبارات المركزية السرية الأمريكية أو الاستخبارات البريطانية تحت بند "متطرف محتمل". بعد ذلك يتم اختيار بعض الأسماء من هذه القوائم وتسليمها إلى العميل البريطاني السري أحمد الذي بدوره سيسلمهم إلى المنظمات الإرهابية كداعش وغيرها.

بينما نحن نفكر بالأمر، ونسأل أنفسنا "ماذا يفعل العميل الكندي في هذه المنظمة"؟ لا تظهر الاستخبارات الأمريكية أو البريطانية بتاتا. هؤلاء عملاء يرمون سهامهم لتمزيق الدول.

كتبت صحيفة نيويورك تايمز في مقالة نشرتها في عام 2008 أن سوريا ستقسم إلى أربعة أقسام، ونشرت معها أيضا صورا لخريطة قالت إنها حصلت عليها من البنتاغون. بعد ذلك لتطبيق هذه الخطة على أرض الواقع تتحرك وكالات الاستخبارات لعمل اللازم في الأمر. وأفضل طريقة لهذا التقسيم هو التقسيم من الداخل، وتكون النتيجة هي إنتاج قطيع من القتلة من قبل وكالات الاستخبارات التي لا ترحم.

في مقابلة له على تلفزيون فوكس نيوز مع المقدم بيل أورايلي، يمتدح الرئيس الأمريكي ترامب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ولكن المذيع يدركه بهذه الجملة حيث قال: "ولكن بوتين عبارة عن قاتل". ليجيبه ترامب: "هناك قتلة كثر... ونحن لدينا قتلة كثيرون... ماذا تظن؟ هل تظن بأننا غير مذنبين؟". عندما قال ترامب: " نحن أيضا قتلة" قصد الزعماء والإدارات الأمريكية السابقة الذين قاموا بإنشاء وتدريب وإنماء المنظمات الإرهابية لأغراض متعدده بدون أن يظهروا أنفسهم. على هذا الكوكب هناك نظام قاتل، يريد قذف ملايين البشر بنار الفتنة بينهم.

قمنا بعمل خبر عن 60 عسكريًا من التنظيم الموازي الانقلابي وكيف أنه تم استقبالهم وإكرامهم في فيلا بقاعدة للناتو بألمانيا وهم يرتدون الزي العسكري التركي الرسمي. التلفزيون الحكومي الألماني قام بعرض هؤلاء الانقلابيين على الشاشة مع إخفاء لوجوههم وتغيير لأصواتهم في محاولة منه لحمايتهم. بينما يهاجمنا نحن. يظهرهم بأنهم مظلومون ومضطهدون ولا يذكر استشهاد 240 وجرح الآلاف من مواطنينا في ليلة محاولة الانقلاب.

لو حدث العكس ولجأ إلينا 60 عسكريًا ألمانيًا واستقبلناهم في فلل وأكرمناهم ماذا سيحدث؟ سيقول عنهم الألمان بلا استثناء: هؤلاء "خونة للوطن"، "وماذا فعلتم حتى لا تعودوا إلى وطنكم". ولكننا نحن عندما ننشر خبرًا عن استقبال انقلابيي التنظيم الموازي عندهم فإنهم يغضبون. لا يمكنهم قول: "لم نستقبلهم في فلل". ولا يستساءلون: "لماذا تم قتل 240 مدني بالدبابات والمروحيات العسكرية؟". "أين هم القتلة؟" هو السؤال الذي لا يخطر ببالهم.

أما مجلة ذا إيكونوميست البريطانية، فلا عمل لها سوى الدفاع عن رجال أعمال التنظيم الموازي الإرهابي. لم نر رجلًا واحدًا في ذلك الإعلام يدافع عن قتلانا الأبرياء، ولم نر أيًا منهم عمل مقابلة صحفية مع عائلاتهم.

نحن أمام دول غربية بوجهين تدرب القتلة وتحميهم لحماية مصالحها الخاصة. وكما قال ترامب هناك قتلة كثيرون... يقابلون بعضهم في السوق ويتبسمون بوجه بعضهم البعض ولكنهم ليسوا بريئين.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس