نهال بينغيسو كراجا - صحيفة خبر ترك - ترجمة وتحرير ترك برس

في التاسع من الشهر الجاري قصفت الطائرات الحربية الروسية وحدة من وحدات الجيش التركي في مدينة الباب مما أدى إلى استشهاد 3 عناصر. أكدت روسيا بأنه حادث غير متعمد. ولكن ليس من الواضح أن روسيا قدمت اعتذارا عن الحادثة أم لا. في تصريح صدر من الكرملين فيما يتعلق بالحادثة لم يكن هناك ما يفيد بأن "الحادث غير متعمد ونعتذر عن ذلك"، بل قالوا: "خلال العمليات العسكرية ضد العناصر الإرهابية  تتحرك عناصرنا وفق الإحداثيات التي يعطيها الجيش التركي لهم. كان يجب على الجيش التركي أن لا يكون في تلك الإحداثيات التي تم قصفهم فيها. وهذا ما تسبب بهذا الحادث العَرَضي".  

من جهة أخرى في تصريح لها لم تؤيد القوات المسلحة التركية هذا التصريح. بل أفادت بأنه:

- لا توجد مشكلة في تبادل المعلومات بين الطرفين. تقوم القوات المسلحة التركية بمشاركة المعلومات المتعلقة بتحركاتها العسكرية مع القوات الروسية بشكل متبادل ومنظم وفق الاتفاقية التي تم توقيعها بين الطرفين في تاريخ 12 كانون الثاني/ يناير 2017.

- تتواجد وحدات الجيش التركي في الموقع الذي قصفت فيه منذ 10 أيام.

وهذا هو تصريح القوات المسلحة التركية:

"يتواجد عناصرنا منذ 10 أيام في المكان الذي قُصفوا فيه بتاريخ 9 شباط/ فبراير 2017. في 8 من شباط وبعد إطلاق صاروخ من منطقة تخضع لسيطرة الوحدات الروسية على منطقة تتواجد فيها عناصرنا، تم إرسال إحداثيات مواقع وحداتنا إلى العناصرالمسؤولة في قاعدة حميميم الروسية للمرة الأخيرة الساعة 11:11 ليلا في اليوم نفسه. وفي الوقت نفسه تمت دعوة الملحق العسكري الروسي في السفارة الروسية في أنقرة إلى مقر رئاسة الأركان وتسليمه الإحداثيات التي يتواجد فيها عناصرنا مرة أخرى".

لـيـسـت الـمـرة الأولـى...

هذا التصريح من القوات المسلحة التركية ينفي ما تحدث به المتحدث باسم الكرملين بيسكوف، الذي قال: "يمكنني القول إن سبب هذه الحادثه هو نقص في الإحداثيات المقدمة من الجانب التركي".

هذا يعني أن الطرف الروسي لم يعتذر. إذن هل هو حادث متعمد؟ من الممكن أن القوات الروسية لم تُرِد تحديث المعلومات المتعلقة بإحداثيات تواجد الجيش التركي. إذا كان هذا الحادث متعمدًا فبالتأكيد لن تقوم القوات الروسية بذلك.

هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها شيء كهذا. في اليوم الثالث والتسعين منذ تاريخ بدء عملية درع الفرات، وهو 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، تم قصف القوات التركية في منطقة الباب مما أدى إلى استشهاد 3 عناصر وجرح 10.

كانت الدلائل تشير إلى أن قوات جيش النظام السوري هي من قامت بذلك ولكن من جهة أخرى كلنا نعرف أنه من دون إذن روسي فإن مقاتلات جيش النظام لن تقوم بقصف تلك المنطقة مطلقًا. التاريخ الذي حدثت فيه هذه الحادثة وهو 24 نوفمبر يَعلَق بالأذهان حيث أنه وفي نفس التاريخ من العام الذي يسبقه قامت قوات سلاح الجو التركي بإسقاط طائرة روسية من طراز سو-24 إخترقت الأجواء التركية. تركيا لم تُرِد إعطاء إحتمال لقيام روسيا بالإنتقام في ظل مرحلة بدأت العلاقة فيها بالتحسن بين الطرفين.لكن أيضا كان من الواضح عدم وجود إحتمال آخر مقنع غير ذلك.

قد تكون من قامت بالعملية  طائرة لجيش النظام أو طائرة بدون طيار إيرانية، ولكن بكل تأكيد من غض الطرف عن هذه العملية وأعطى الإذن بتنفيذها في ذلك التاريخ بالذات هي روسيا.

هل هذا تحذير ب" وجوب إعطاء القرار" ؟

توقيت الهجوم الأخيرعلى القوات التركية (هجوم 09 شباط)لا يختلف عن توقيت هجوم 24 نوفمبر في أهميته. إذ أنه في هذه المرة تركيا وروسيا إلتزمتا بضمان إتفاق قد يفضي إلى إنهاء الحرب في سورية. ولأنه وفي هذا التاريخ قام رئيس السي اي إيه الأمريكي مايك بومبيو بزيارة تركيا وكان إشتراك أوعدم إشتراك تركيا في عملية الرقة المُنتظرة مطروح على الطاولة. وفي نفس اليوم تمت المحادثة الهاتفية بين الرئيس أردوغان والرئيس ترامب الذي قال لمستشاريه في خبر تناقلته الصحف : " يجب أن يكون أردوغان في مركز الشرق الأوسط، يجب أن نعطي إجابة له فيما يتعلق برغباته ورغبات دولته". وقبلها بمدة قصيرة قامت المستشارة الألمانية ميركل بزيارة تركيا أيضا.

على الأغلب أن الرسالة التي أرادت أن توصلها روسيا هذه المرة بهجومها الأخير هي " التحالف معي كان قرارك، ولكن قرار الإنسحاب لن يكون عائدٌ إليك. إما أن تكون هنا أو هناك. يجب أن تعطي القرار".

عن الكاتب

نهال بينغيسو كراجا

كاتبة في موقع خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس