طه أقيول –صحيفة حرييت- ترجمة وتحرير ترك برس

بارزاني منذ البداية يُعرف بتقرّبه من أمريكا والغرب، فيما تنظيم "بي كي كي" وحزب الاتحاد الديمقراطي قريبان من روسيا.

بارزاني بدأ بالعد التنازلي من أجل إعلان الاستقلال، وصرح بذلك مرارا. مجموعات قريبة في مسارها من مسار تنظيم بي كي كي وحزب الاتحاد الديمقراطي نظّمت قبل أيام مؤتمرا كرديا في موسكو، وهذا الأمر يشكّل خطوة مهمة تسهم في تحويل تنظيم بي كي كي إلى فاعل سياسي.

سيُهمّش تنظيم داعش عاجلا أم آجلا، ولذلك على العالم بأسره أن يشكر تركيا.

بحسب ممثل الأمم المتحدة في سوريا "ديمستروا" ستنتهي الحرب الداخلية هذا العام في سوريا.

والأمر الأكثر أهمية خلال المدى البعيد هو تشكيل حكومة سورية مستقرة، وتأمين عودة السوريين إلى بلادهم من دون أن يشعروا بالخوف من تطهير مذهبي.

روسيا وحزب الاتحاد الديمقراطي

وثيقة حزب العمال الكردستاني الأيديولوجية، المعروفة باتفاقية KCK  ترفض الديمقراطية الغربية واقتصاد السوق. ويدافع التنظيم بدلا من ذلك عما يسمّى بـ "الديمقراطية المجتمعية"، الأشبه بالنظام الشمولي الشبيه بنظامي "ستالين والقذافي.

أُطلق على الحرب في سوريا، مصطلح "حرب بالوكالة" أليس كذلك؟ وكان "ألكسندر دفرنيكوف" الجنرال الروسي الموظّف في سوريا، أعلن في تصريح صحفي في 3 مارس / آذار عن تدريبهم ليس للقوات السورية فحسب، وإنما لعناصر حزب الاتحاد الديمقراطي أيضا.

وكان وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" هو أول من أعلن عن تشكيل سوريا الفدرالية. تم اقتراح مسوّدة الدستور السوري التي أُعلن عنها من قبل روسيا في اجتماعات أستانة، والتي تضمن حكما ذاتيا للأكراد". 1 شباط / فبراير 2017.

في المؤتمر الكردي الذي عُقد في موسكو أوضحت زعيمة حزب الاتحاد الديمقراطي "آسيا عبد الله" عن أنهم ينظرون بإيجابية للمسوّدة".

التطهير المذهبي

في ظل الحديث عن هيكلة سوريا الجديدة، واضح أنّه ليس حزب الاتحاد الديمقراطي الوحيد الذي ينظر بإيجابية إلى المسوّدة، الأسد لا يرغب بهذا، ولكن لا يستطيع أن يقف بوجه روسيا.

عليّ أن أوضح الآن أمرا: "في حال شهدت سوريا تطورات بالشمل الذي تتناسب فيه مع إرادة السوريين من يستطيع أن يعارض ذلك؟ من عارض البارزاني على سبيل المثال؟

بارزاني على علاقات جيذدة مع تركيا.

وحزب الاتحاد الديمقراطي قام بتطهير مذهبي في شمال سوريا ضد العرب والتركمان والأكراد الذين عارضوه. وهذا الأمر ورد في تقارير عالمية، وأعلن بارزاني مرّات عدّة عن هذا.

العلاقات مع ترمب

عملية درع الفرات عزّزت من قوة تركيا في الساحة القتالية. وبحسب "عبد الله أغار" وصل عدد الشهداء من القوات المسلحة التركية في إطار عملية درع الفرات حتى تاريخ 14 شباط 64 شهيدا، أسأل الله الرحمة لهم، فقد ضحّوا بحياتهم، وساهموا في تقوية الدور التركي فيما يسمّى الطاولة الدبلوماسية، وساهموا في زيادة الأمن في تركيا.

من الصحيح أن اليد التركية اكتسبت قوّة في تركيا، ولكن من الواضح أيضا أن تركيا لا تستطيع القيام بعمل حاسم لوحدها.

وها نحن نعرض للولايات المتحدة الأمريكية التحرّك سوية فيما يخص عملية الرقة.

صرّح وزير الدفاع التركي "فكري إشق" في مؤتمر صحفي، أن إدارة ترمب أكثر مرونة من إدارة أوباما فيما يخص حزب الاتحاد الديمقراطي وتنظيم الكيان الموازي. ووزير الدفاع الأمريكي "جيمس ماتيس" أوضح أنهم سيقدمون دعما أكبر لتركيا ضد تنظيم بي كي كي".

"إشق" يُعدّ واحدا من الأناس الذين لا يفضلون تحويل القضايا إلى أدوات للسياسة الداخلية، وهو حاسم في هذه الأمور. ولذلك كل ما يقوله يحمل قدر كبير من الأهمية.

الدبلوماسية وليس القتال

إن كان ترمب لن يتحرّك وفق ما أعلن عنه خلال الحملات الانتخابية، إلا أنه فيما يخص "القدس" وتصنيف "الإخوان المسلمين" كمنظمة إرهابية يشير إلى أنّه ثابت في بعض ما أعلن عنه.

يوجد الكثير من العقبات أمام تركيا، فيما يخص سياستها الخارجية المتعلقة بكلّ من سوريا والعراق.

فكما أنّه علينا أن نتحالف ونعزز من علاقاتنا مع أمريكا، علينا أن ننشئ علاقات مع مصر أيضا، وعلينا أن نطوّر من علاقاتنا أكثر مع روسيا....

التأثير من خلال إنشاء علاقات فاعلة، أفضل بكثير من القتال وفتح جبهات من شأنها أن تؤدي إلى توتر العلاقات.

من الضروري أن نتبع أسلوبا دبلوماسيا محترفا، وأن نزيد من أصدقائنا، ومن الأفضل أن نخفف من الحماس في اللقاءات خلال الحملات الدعائية للاستفتاء بدلا من رفع وتيرته

عن الكاتب

طه أقيول

كاتب في صحيفة حوريت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس