طه أيكول – صحيفة حرييت – ترجمة وتحرير ترك برس

انتهت المشاكل الموجودة بين الدولتين التركية-الأمريكية دون الوقوع في أزمة كبيرة، لكن ما زال هناك بعض الأمور المجهولة.

ذكر "جميل ايرتيم" كبير مستشاري الرئيس التركي أردوغان أن المباحثات التي جرت مع الحكومة الأمريكية انتهت بنتائج إيجابية، وقال: "سنشهد حدوث تطورات إيجابية فيما يخص أطروحات الحكومة التركية حيال عفرين والمسائل الأخرى".

فيما أعاد وزير الخارجية "مولود جاويش أوغلو" ذكر الوعود التي لم تف بها واشنطن، وأشار إلى أن تركيا ستقوم باختبار مدى وفاء أمريكا من خلال مراقبة الموقف الذي ستبديه الأخيرة في منبج.

كما ستحاول مجموعات العمل المراد تأسيسها في شهر آذار/مارس المقبل أن تنظّم العلاقات والاتصالات الموجودة بين تركيا وأمريكا وسوريا، وهذه الخطوة تمثل بداية إيجابية وملموسة.

مشكلة منبج

استمرت الحكومة التركية منذ البداية في الإصرار على إخراج حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات الحماية الشعبية من منقطة منبج، ونظراً إلى ما ذكره جاويش أوغلو حيال هذه المسألة حين دعا أمريكا لإخراج وحدات الحماية الشعبية من منبج وبذلك فتح المجال لتأسيس علاقات مبنية على الثقة المتبادلة بين الدولتين، فمن المتوقع أن يتم إخراج الفصائل التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات الشعبية من المنطقة خلال الشهر المقبل.

لم يتحدث "تيلّرسون" عن حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات الحماية الشعبية خلال مقابلته الصحفية الأخيرة، لكنه ذكر أنه الأولوية في الوقت الحالي هي مسألة منبج، وأشار إلى أن حكومته ستكثف أعمالها حيال هذه المسألة، وأضاف هذه الكلمات: "أمريكا تريد التأكد من أن منطقة منبج تقع تحت سيطرة القوات الحليفة لها، ونحن لا نريد دخول أي قوة أخرى إلى المنطقة، وبطبيعة الحال ستكون هذه النقطة واحدةً من المناقشات الأساسية التي ستجريها الحكومة الأمريكية في الوقت الحالي، لأن منبج منطقة هامة جداً على الصعيد الاستراتيجي، وبالتأكيد نحن نسعى لأن تكون منبج تحت سيطرتنا".

كانت هذه الكلمات موجهة للنفوذ الروسي في الأراضي السورية، لكن من هي القوات الحليفة التي ذكرها تيلّرسون خلال خطابه؟ نظراً إلى السير العام للمباحثات وتدقيق تصريحات جاويش أوغلو المتعلقة بالمنطقة فيجب أن تكون تركيا هي الحليف المشار إليه.

العمل المشترك

ذكر تيلرسون بعض النقاط الملفتة للانتباه، وهي: "هناك أعمال مفصّلة ستجري في الفترة المقبلة، ولن تقوم تركيا أو أمريكا بأشياء مختلفة، ستدخل الدولتان في إطار عمل مشترك".

عند قراءة هذه الكلمات بحسن نية فإنها تشير إلى نتائج إيجابية، لكن عند القراءة مع وجود الشكوك فإنها تؤدي إلى خلف أسئلة عديدة في العقول.

هل تشير هذه الكلمات إلى أن أمريكا لن تتصرف بشكل فردي حيال الأمور المتعلقة بوحدات الحماية الشعبية؟ أم تشير إلى أن تركيا لن تستطيع اتخاذ قرار فردي حيال تنفيذ عمليات عسكرية ضد الإرهاب في سوريا؟

لم تُذكر وحدات الحماية الشعبية في البيان المشترك الذي ينص على العمل المشترك في إطار مكافحة التنظيمات الإرهابية مثل داعش وبي كي كي والقاعدة، ومن الواضح أن هذا البيان يشير إلى استخدام أسلوب دبلوماسي وتعبير ملغّم في نص البيان.

جميع الأمور مرتبطة بمجموعات العمل المراد تأسيسها في الشهر المقبل، وبطبيعة الحال ترتبط  أيضاً بمدى تأثيرها على أرض الواقع.

تمكنت الحكومتان التركية-الأمريكية من الإبحار في بداية إيجابية، وبذلك لم تعط الفرصة للقوى التي تتوقع تشكّل أزمة بين الدولتين.

عن الكاتب

طه أقيول

كاتب في صحيفة حوريت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس