ترك برس

رأى خبراء ومحللون سياسيون، أن تحرير مدينة "الباب" على يد قوات "درع الفرات" المدعومة من تركيا، لا يكفي لمنع إقامة إقليم كردي شمال سوريا، وأن "الحلم الكردي" لن ينتهي ما دام هناك دعم أمريكي وروسي.

وأشار تقرير لموقع "عربي21"، أن الطريق أصبح مفتوحا أمام قرات "درع الفرات" بعد تحرير الباب للتوجه شرقا باتجاه مدينتي منبج والرقة، وهو ما يعني قطع الطريق أيضاً على تكوين إقليم كردي متصل.

ويتكون الإقليم الذي يسعى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (ذراع حزب العمال الكردستاني "بي كي كي") لتشكيله من ثلاثة كانتونات؛ وهي الحسكة، التي تتواصل مع كانتون عين العرب (كوباني)، لكن بات كانتون بمدينة عفرين منفصلا جغرافيا.

ونقل الموقع عن الكاتب الصحفي أيمن أبو هاشم، أن "تحرير مدينة الباب أنهى مسألة في غاية الأهمية، يتطلبها الإعلان عن تأسيس إقليم كردي انفصالي في الشمال السوري، وهي الاتصال الجغرافي"، وفق قوله.

وقال أبو هاشم إن "هذه الخطوة تعتبر ضربة أولى للمشروع الانفصالي الكردي، ولكنها لا تعني نهاية الحلم، لكنها تعني وجود صعوبات كبيرة أمام الإعلان عنه في المستقبل، لأنه لا يمكن تأسيس إقليم كردي منفصل جغرافيا".

وأضاف أبو هاشم: "لا يكفي تحرير مدينة الباب لمنع إقامة إقليم كردي، ولذلك لا بد من تحرير مدينة منبج والبلدات المحيطة بها"، معتبرا أنه "لن يتوقف الأمر هنا، فمن ذهب باتجاه الباب يدرك تماما أن لديه موافقة دولية على الذهاب إلى أبعد من مدينة الباب"، على حد قوله.

وتخضع منبج لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، بينما كانت الباب تحت سيطرة تنظيم الدولة.

وتطالب تركيا بخروج الوحدات الكردية من منبج، وتطالبها بالانسحاب إلى شرق الفرات، ملوحة بأن قواتها والفصائل السورية التي تدعمها ستتوجه لطرد الوحدات الكردية بالقوة من المدينة.

بدوره، استبعد السياسي السوري محمود الحمزة، انتهاء "الحلم الكردي" ما دام هناك دعم أمريكي وروسي غير محدود لوحدات حماية الشعب الكردية.

وأكّد الحمزة أن "هناك واقعا ديموغرافيا واجتماعيا يمنع إقامة إقليم كردي في الشمال السوري، بالرغم من وجود إرادة دولية لتحقيق ذلك، بما في ذلك الدعم الأمريكي والروسي للأكراد".

وأوضح أن "كل القوى التي تحيط بالكيانات الكردية السورية، هي قوى معارضة للانفصال، وتعتقد أنه يمكن حل القضية الكردية بطرق أخرى غير الانفصال، طباً إلا إن كان هناك اتفاق دولي على تقسيم سوريا"، وفق قوله.

من جانبه، اعتبر السياسي الكردي أدهم باشو، أن التدخل التركي العسكري المباشر في الأراضي السورية، كان بغرض "منع قيام كيان كردي، وليس لهدف محاربة الإرهاب المتمثل بتنظيم الدولة".

وقال باشو: "لقد بدأت المخاوف التركية من الواقع السياسي والعسكري في المناطق الكردية السورية، بعد استلام حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السلطة فيها، ولذلك تدخلت لقطع الطريق على قيام إقليم في الشمال السوري".

وأضاف: "لا يمكن الحديث عن نجاح أو فشل تركي بمنع قيام إقليم كردي في الشمال السوري، بعد السيطرة على مدينة الباب، فهذا الأمر مرتبط بقوة الأتراك، وبقوة تحالف الديمقراطي الكردي مع الدول الفاعلة"، كما قال.

وفي وقت سابق، أكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رفضه القاطع لإقامة أي كيان في شمال سوريا يهدد تركيا، قائلًا: "سنعارض بكل إمكانياتنا السياسية والدبلوماسية والعسكرية، تشكيل أي كيان مهما يكن على حدودنا مع سوريا".

وأكّد أردوغان مؤخرًا، أن عملية "درع الفرات" في شمالي سوريا ستُستكمل في المرحلة القادمة بالاتجاه نحو مدينة منبج، ومنها إلى محافظة الرقة.

وقال أردوغان "بعد هذه المرحلة سنتجه نحو منبج، وفي حال توصلنا إلى اتفاق مع الولايات المتحدة وقوات التحالف الدولي والسعودية وقطر سننتقل إلى تطهير الرقة من قطيع القتلة المسمى داعش".

وبقيت الباب خاضعة لسيطرة مسلحي "داعش" منذ يناير/كانون الثاني من العام 2014، وكانت السيطرة عليها ضرورية بالنسبة لميليشيات "بي كي كي" من أجل ربط مناطق سيطرتها غربي نهر الفرات والقطعة التي تسيطر عليها شرقي النهر.

وشكّلت سيطرة قوات "درع الفرات" على المدينة اليوم سدّا كبيرًا يمنع إلى حد كبير تزايد خطر منظمة "بي كا كا" الإرهابية ضد تركيا في المرحلة المقبلة.

ومن الأهداف التي تسعى عملية "درع الفرات" لتحقيقها شمالي سوريا، تأسيس مساحة يعيش فيها المدنيون بأمان، إلى جانب تطهير الحدود من العناصر الإرهابية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!