تامر كوركماز – صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس

يشتكون للأمريكان من تركيا ومن اردوغان، يتهمون الأخير بأنه قد بدأ بتحويل المجتمع التركي إلى مجتمع ديني، وبأنه يؤسس ويفتتح  المزيد من المدارس الدينية، ويدّعون بأنّ اردوغان لا يعطي الطلبة الحق في اختيار الدراسة في المدارس العلمانية، ويقولون أنّ تركيا في طريقها لأنْ تصبح إيران ثانية، متهمين الدولة بممارسة ضغوطات دينية على الشعب.

تركيا أقرّت قانونا يمنع بيع المشروبات الكحولية بعد الساعة العاشرة مساء، مع أنّ هذا القانون موجود في كل الدول الغربية، لكنهم يقدموا هذا الخبر عبر الإعلام من باب أنّ اردوغان استخرج هذا القانون لأن القرآن يحرّم شرب الكحول، مع أنّ هذا القانون مطبق في دولهم العلمانية التي يخدمونها، وكان بإمكانهم نشر هذا الخبر من باب "كما في الدول الغربية".

هذه الأخبار أوصلوها لأمريكا، وملخصها أنّ تركيا تعيش خطر "التأسلم"، وهكذا يشكون تركيا وحزب العدالة والتنمية واردوغان لأمريكا، لكن السؤال مَن قام بذلك؟

لم يكن هؤلاء "المخبرين" من حزب الشعب الجمهوري العلماني، ولم يكن هذا العمل من الكتّاب العلمانيين، ولا من الصحف العلمانية، ولا من النواب العلمانيين، والسؤال مجددا، من قام بذلك؟

الجواب: من قام بهذا هو عضو في الهيئة التدريسية لجامعة الفاتح، والذي تحدث في المنتدى الرومي، أحد المؤسسات التي تتبع للتنظيم الموازي في الولايات المتحدة الأمريكية، هذا الشخص اسمه "إحسان"، وسيكون بطل قصتنا.

المنتدى الرومي مكان مناسب جدا لرؤية التنظيم الموازي حول "الحوار بين الأديان"!  ولا شك أنّه يشكل منبرا جيدا للمتعاونين مع الولايات المتحدة الأمريكية من الأتراك، وخصوصا بطلنا "إحسان"، الذي تحدث في ذلك المؤتمر وكأنه يوجه نداء استغاثة للولايات المتحدة الأمريكية من أجل مساعدتهم في الوقوف ضد تركيا الجديدة.

"إحسان" يرى أنّ تأسيس المدارس الدينية فيه خطورة بالغة، فكأنّه يريد من تركيا تأسيس مدارس كالتي تخدم منظمة الاستخبارات الأمريكية (CİA)، كما يقول عن المدارس الدينية بأنها تجبر الطلاب على اللحاق بها، وأن الطلبة الأتراك لا يستطيعون اختيار الدراسة في المدارس التي تتبع النظام العلماني!

نحن نتحدث عن "إحسان" المحموم، الذي لا ينفك يكذب على تركيا، من أجل خدمة التنظيم الموازي، الذي يخدم المصالح الأمريكية في المحصلة، فمثل هؤلاء لا يمكننا أن نقول عنهم أتراك، لأنهم يعملون ضد الدولة وضد الشعب التركي، ويخدمون المصالح الغربية الأمريكية. هؤلاء نطلق عليهم اسم "أجنبي".

أمّا عن إعلامهم الموازي فحدّث ولا حرج، يتحدثون اليوم عن المرأة المحجبة التي فازت بعضوية المجلس الأعلى للقضاة والمدعين العامين، ويتحدثون عنها دوما بأنّها –أي "أيصال دمير"- قد تخرجت من المدارس الدينية وهي تلبس الحجاب، وبعدها "أخبروا" أسيادهم بذلك.

مثل هؤلاء لا يخدمون تركيا ولا الشعب التركي، يطلقون على أنفسهم اسم "جماعة الخدمة"، وهم فعلا كذلك، لأنهم يخدمون أسيادهم الأمريكان، وابنهم المدلل "اسرائيل"، ولا يريدون الخير لتركيا بقدر ما تهمهم مصالحهم ومصالح أسيادهم، ولا شك أنّ "إحسان" لم يكن سوى مجرّد مثال لطريقة تفكيرهم ووظيفتهم، لأنه تلميذ جيّد لمعلمه غولن.

عن الكاتب

تامر كوركماز

كاتب في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس