تامر كوركماز - يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس 

زعيم حزب الحرية الهولندي العنصري، خيرت فيلديرز شخص معاد للإسلام، وقد تعهد في برنامجه الانتخابي بحظر القرآن، وإغلاق المساجد كافة. وبالمثل فقد تسرب عن فيلدرز في جلسة خاصة للبرلمان الهولندي قوله من المؤسف أن الانقلاب العسكري في ال15 من يوليو/ تموز في تركيا لم ينجح.

إن المؤيدين السياسيين في هولندا لجماعة فتح الله غولن الإرهابية "فيتو" هم صنف من الناس كرسوا أنفسهم وحياتهم لمحاربة الإسلام، وهم صلفون محتالون وديمقراطيون مزيفون، ينتظرون الدعم من الانقلاب العسكري في تركيا.

ومع أن هؤلاء السياسيين قد لا يعبرون علنا، مثلما فعل فيلدرز، فإن زعماء الدول الغربية والمتحدثين الرسميين في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أصيبوا بخيبة أمل هائلة لعدم نجاح المحاولة الانقلابية التي نفذتها جماعة غولن الإرهابية في ال15 من يوليو. أصيبوا بحالة انزعاج استثنائية.

الديمقراطية بالنسبة للإدارات الغربية ليست سوى وهم .

ومن بين الأساليب الأولية التي اتبعتها الإدارات الغربية تدبيرُ الانقلابات في البلدان التي لا تسير في ركابها، أو التي لا يمكن السيطرة عليها ببساطةـ أو خلق الفوضي من خلال المنظمات الإرهابية الخاضعة لسيطرتها.

هذه هي المعايير الحقيقية للدول الغربية الهمجية التي تزدهر بسفك الدماء وتتغذى على التعذيب.

قبل ثلاث سنوات صفقت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي للانقلاب العسكري الذي قاده عبد الفتاح السيسي في مصر. والآن وبعد ثلاث سنوات أخذوا مقاعدهم على الطاولة، حيث وُضعت خطة لغزو تركيا بعد تنفيذ انقلاب جماعة فتح الله غولن الإرهابية.

السفير الأمريكي لدى تركيا، جون باس، من بين هؤلاء الذين أصابهم الاكتئاب بسبب هذه الهزيمة الحاسمة.

هذا هو "مبعوث" الدولة التي شاركت في كواليس محاولة الانقلاب الساقط التي قادها تنظيم فتح الله غولن الإرهابي في ال15 من يوليو، وتواصل حماية زعيم العصابة فتح الله غولن المقيم في ولاية بنسلفانيا.

وبدلا من محاسبة هذا الفعل البالغ القذارة والدموية، فإن السفير باس، الذي يعتقد أن بمقدوره تعنيف أنقرة كما لو كان الحاكم الاستعماري، قد أغضبه واقع تركيا التي حصلت على استقلالها من الولايات المتحدة قبل عقد من الزمن.

مهما حاولوا، فليس بمقدورهم السيطرة على تركيا المسلمة المستقلة.

هذا هو السبب الرئيس وراء وقاحة السفير باس وصفاقته وخداعه ولا أخلاقيته، ودس أنفه في أمور لا تعنيه أبدا.

لماذا يغضب السفير الأمريكي من تعيين ثمانية وعشرين مديرا للبلديات التي دعمت وشجعت حزب العمال الكردستاني الإرهابي، وتنظيم فتح الله غولن الإرهابي؟ لماذا يستشيط السفير باس غضبا إزاء تصميم تركيا على قتال المنظمات الإرهابية؟

والجواب لأن الولايات المتحدة تقف وراء جميع الجماعات الإرهابية  بكل خلاياها.

لم يهتم السفير باس مطلقا بالأرواح التي أزهقتها الشاحنات المحملة بالقنابل التي وفرتها البلديات التابعة لحزب الشعوب الديمقراطي الإرهابي.

إن الولايات المتحدة وسفيرها الحقير "مهندسي الإرهاب"  هم من يؤيدون بكل قوتهم إرهابيي حزب العمال الكردستاني الذين يقتلون قوات الأمن والأبرياء.

إن القنابل اليدوية وقاذفات الصواريخ وبنادق الكلاشينكوف وبنادق زاجروس والقذائف الصاروخية وغيرها التي صودرت من المركبات التي تملكها البلديات التي يديرها حزب الشعوب الديمقراطي لا تقلق السفير الأمريكي لدى أنقرة على الإطلاق، بل على العكس تماما، فهو يشعر بسعادة بالغة لأن هذه البنادق والقنابل تستهدف تركيا المستقلة المسلمة.

الولايات المتحدة الأمريكية هي من يحمي حزب العمال الكردستاني الذي فجر قنبلة في محافظة فان شرقي البلاد في أول أيام عيد الأضحى المبارك.

ألم تكن الولايات المتحدة تحارب الإرهاب؟

ألم تكن أمريكا تشعر بحساسية بالغة إزاء الإرهاب؟

انس ذلك ! فهذه كله خداع وأكاذيب

فمن هي الولايات المتحدة ؟

هو اسم الدولة التي تسيطر على الإرهاب في تركيا والشرق الأوسط، والأكثر من ذلك في العالم كله. 

عن الكاتب

تامر كوركماز

كاتب في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس