ترك برس - ديلي صباح

صرّح وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو بأنّ "صفحة جديدة" في العلاقات التركية العراقية قد فتحت بفضل الحكومة العراقية الشاملة التي تمّ تشكيلها مؤخراً. وذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري، الّذي يزور تركيا لثلاثة أيام.

وقال تشاويش أوغلو: "بهذه الزيارة يمكننا القول إنّ صفحة جديدة قد فتحت في علاقاتنا. هناك حكومة أكثر شمولية بكثير الآن ونتوقع أن تحتضن كل الشعب العراقي"، مشيراً إلى الحكومة العراقية الجديدة التي تشكلت في 8 أيلول/ سبتمبر.

وكان البرلمان العراقي قد وافق على تشكيل الحكومة الجديدة في 18 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، في خطوة وصفها وزير الخارجية التركي بأنّها "خطوة مهمّة لبداية سياسية شاملة لا غنى عنها من أجل حل الأزمات في العراق".

من جانبه، قال وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري إنّ "علاقاتنا لها جذور استراتيجية عميقة"، مضيفاً أنّه على الرغم من توتر العلاقات التركية العراقية في الماضي إلا أنّه "يجب علينا أن نترك الماضي في الماضي، ونتطلّع إلى المستقبل الآن، وعلينا أن نفتح صفحة جديدة".

كما أوضح تشاويش أوغلو أنّ المشاكل التي كانت بين البلدين في الماضي كانت نابعة من الحكومة العراقية السابقة. مضيفاً: "نحن سعداء بهذا الانفتاح السياسي الجديد والشامل"، وأكّد مجدداً دعم تركيا للعراق في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

في نفس السياق قال الجعفري إنّ العملية ضد "داعش" كانت عملية وطنية تقوم بها قوات عراقية، موضحاً: "إننا ضد وجود قوات أجنبية. ومع ذلك، نحن مستعدون لقبول كل أشكال المساعدة التي تقدّم إلينا"، مشيراً أنّ "هذا من شأنه أن يقوي العراق في حربه ضد داعش"، ومعرباً عن أمله في "استمرار تركيا في دعم العراق".

وقال وزير الخارجية التركي إنّ الحكومة العراقية قد بدأت بالفعل باتخاذ خطوات نحو إعادة هيكلة قوات الأمن، حيث طلبت وزارتا الدّفاع والدّاخلية بالدعم التركي في تدريب وتجهيز الجنود والشرطة العراقيين، مؤكداً أن تركيا ستقدّم هذا الدّعم.

وفي سياق متّصل، قال تشاويش أوغلو إنّ الضربات الجوية وحدها لن تكون كافية للقضاء على خطر الإرهاب في العراق وسوريا، مشيراً إلى أنّ التّحالف الدّولي بحاجة إلى "استراتيجية شاملة" للقضاء على الإرهاب. مضيفاً أنّه "إذا كنا نقول إنّنا نحارب الإرهاب دون أن نقضي على الأسباب التي تقف ورائه، فنحن نخدع أنفسنا".

وختم تشاويش أوغلو بقوله إنّ "هذا القتال له ثلاثة أبعاد: العسكري، والسياسي، والإنساني. ونحن نقوم بدورنا"، مضيفاً أنّ تركيا ستواصل وقوفها إلى جانب العراق من أجل "حماية وحدتها السياسية ووحدة أراضيها".

كما وقّع الوزيران خلال هذه الزيارة مذكّرة تفاهم تتعلّق بالإلغاء المتبادل للتأشيرات لحاملي الجوازات الدّبلوماسية والخدمية والخاصّة.

ويُذكر أنّ هذه الزيارة هي الأولى للجعفري إلى تركيا منذ عام 2006، حينما كان رئيس وزراء الحكومة الانتقالية العراقية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!