ترك برس

انتقد "رجب طيب أردوغان" الصمت العالمي إزاء ما يحدث في سوريا منذ بدء الحرب فيها، موضحا بأنّ عبارة كُتبت من قبل سوريين على أحد الجدران كشفت زيف وحقيقة العالم.

جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس خلال مشاركته في حفل توزيع "جوائز البر الدولية" الثالث، والذي نُظّم من قبل وقف الديانة التركية، في مركز الخليج للمؤتمرات، تطرق فيها إلى آخر المستجدات على الساحة السياسية المحلية، وعلى رأسها الإجراءات الهولندية بحق وزراء أتراك، وإلى الأزمة الإنسانية في سوريا وموقف العالم منها، بالإضافة إلى عدد من القضايا المحلية والإقليمية الأخرى.

وأوضح أردوغان بأنّ ما تعيشه سوريا منذ 6 سنوات، بالإضافة إلى ليلة محاولة الانقلاب التي تعرّضت لها بلاده في 15 تموز / يوليو من العام الماضي، وما تبعتها من أحداث، كلها أمور تستدعي استخراج العبر.

وفي هذا السياق قال: "إنّ هذين الأمرين أدّيا إلى إسقاط الأقنعة، وإظهار الأوجه الحقيقية للكثيرين، إذ تحولت سوريا اليوم إلى ساحة للتنظيمات الإرهابية مثل داعش وحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات الحماية الشعبية، وللميليشيّات المتطرفة التي لا تقل إرهابا عن غيرها من التنظيمات الأخرى".

وذكر أردوغان أنّه إزاء إرهاب الدولة المُمارس من قبل النظام السوري، الذي استهدف الشعب بالأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة والقذائف، اكتفى العالم بأِسره بالمشاهدة فقط، لافتا إلى أنّ الضمير الإنساني هو الذي بقي تحت أنقاض حلب، وليسوا الأطفال الأبرياء فقط.

وأكد على أنّ ما دُمّر في درعا وحمص وحماة ليست المباني فحسب، وإنما مجد وعزّة العالم الإسلامي، مضيفا: "عندما كانت المدن السورية تتعرض لقصف بالصواريخ البالستية، في الوقت نفسه كانت تتعرض القيم التي تزعم بأنّ 7 مليار من البشر هم عائلة واحدة للضرب أيضا".

واستشهد الرئيس أردوغان على زيف ادّعاءات العالم فيما يخص الإنسانية بعبارة كتبت من قبل سوريين على أحد الجدران في سوريا، قائلا: "عبارة كتبت من قبل سوريين على أحد الجدران تقول: "لو سال من الأطفال السوريين البترول بدلا من الدماء لَسارع العالم بأسره إلى التدخل"، وهذه العبارة التي كتبها السوريون كفيلة لتكشف حقيقة هذا العالم.

وتابع أردوغان في الإطار ذاته: "إن المؤسسات الإقليمية التي لديها ميزانية تصل إلى مليارات الدولارات اكتفت فقط بمشاهدة كل هذا الدمار الذي حل بسوريا".

وأوضح أنّ مشاهد الأطفال والنساء وذوي الاحتياجات الخاصة إلى جانب الأطباء والمقعدين لم تكن كفيلة للتأثير بقلب العالم المتحجر، مضيفا أنّ السوريين الذين تمكنوا من الهروب من نار الحرب المشتعلة ولجؤوا إلى أوروبا صُدموا بالأسلاك الشائكة التي نصبت أمامهم للحيلولة دون دخولهم إلى دولهم.

وفي سياق مختلف تطرق الرئيس أردوغان إلى إجراءات السلطات الهولندية بحق الوزراء الأترك، موضحا أنّ ضرب هولندا بالقيم الإنسانية عرض الحائط ليس أمرا جديدا.

وذكر الرئيس التركي أنّه عندما كانت قلوب المواطنون من باكستان إلى البحرين ومن المغرب العربي إلى كوسوفو ومن أندونيسيا إلى فلسطين تنبض بالدعاء لتركيا ضد محاولة الانقلاب التي تعرضت لها، كانت هناك في الوقت نفسه دول أوروبية من المفترض أنّها بلد الديمقراطيات تودّ لو أنّ محاولة الانقلاب نجحت.

وتابع في هذا السياق قائلا: "لو عدتم إلى ما نشرته المحطات الغربية، بإمكانكم أن تلاحظوا خيبة الأمل التي تعرّضوا لها جرّاء فشل محاولة الانقلاب".

وأفاد بأن بلاده ستتخذ الإجراءات اللازمة جرّاء منع السلطات الهولندية وزراء أتراك من الاجتماع بمغتربي بلادهم، للحديث حول الدستور الجديد والنظام الرئاسي، مؤكدا أنّ ما فعلته هولندا لن يبقى من دون ردّ من قبل تركيا.

وفيما يخص عملية درع الفرات التي تقودها تركيا إلى جانب الجيش السوري الحر في سوريا، أكد أردوغان أنّه ناقش عملية منبج خلال زيارته إلى موسكو ولقائه بالرئيس بوتين بشكل مكثّف، مؤكدا أن القضية بالنسبة إلى تركيا هي تطهير حدودها مع سوريا من التنظيمات الإرهابية، وعدم السماح بأي شكل من الأشكال للتنظيمات الإرهابية مثل حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات الحماية الشعبية من إقامة دولة في الشمال السوري.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!