جلال سلمي - خاص ترك برس

قال المدير العام لمشروع خط أنابيب الغاز العابر للأناضول "تاناب"، سالتوك دوزيول، إن عملية إنشاء مشروع "تاناب" انتهت بنسبة 65%، موضحاً أن خط "تاناب" لا يشكل منافسة لأي خط أنابيب آخر عابر للأراضي التركية، لا سيما خط السيل التركي الذي أبرمت اتفاقيته مؤخراً بين تركيا وروسيا.

تجري عملية إنشاء خط "تاناب" الخاص بنقل الغاز الأذربيجاني إلى أوروبا عبر تركيا على قدمٍ وساق. ويتكون الخط من ثلاثة أقسام:

ـ القسم الأول، هو القسم الرابط بين أذربيجان وتركيا، ويُسمى خط جنوب القوقاز "أس سي بي".

ـ القسم الثاني، هو القسم المار عبر تركيا، ويُسمى خط أنابيب الغاز العابر للأناضول "تاناب".

ـ القسم الثالث، هو القسم الرابط بين تركيا واليونان، ويُسمى خط الأنابيب العابر للأدرياتي "تاب".

وفيما يورد الموقع الإلكتروني الخاص برصد تطورات المشروع، أن التاريخ المتوقع لبدء المشروع بضخ الغاز نحو أوروبا هو عام 2020، تؤكّد الصحف التركية أن الحكومة التركية طالبت الحكومة الأذربيجانية، في وقت سابق، ببدء عملية الضخ في نهاية عام 2018.

وفي لقائه مع موقع الجزيرة الترك، أفاد المدير العام للمشروع، دوزيول، بأن المشروع سيمتد من باكو حتى إيطاليا، موضحاً أن 600 كيلومتر من الأنابيب تمر بمناطق جبلية وعرة، وهذا ما يطيل عملية الإنشاء، لا سيما وأن قطر الأنابيب يبلغ 48 إنشًا.

وأضاف دوزيول أن المشروع يمر أيضاً من مناطق تحتضن بنى تحتية خاصة بالطرق البرية، والسكك الحديدية، والتوصيلات الكهربائية والهاتفية، والأنهر، وقنوات ضخ المياه وغيرها، وهذا يشكل عائقاً آخراً أمام عملية إنشاء المشروع، مشيراً إلى أن المشروع وصل إلى مدينة "إيسكي شهير" الواقعة وسط تركيا، ومن المتوقع أن تبدأ عملية ضخ الغاز من أذربيجان إلى تركيا في حزيران 2018، وبعد إجراء عمليات لكشف الأعطال التي قد تظهر على الخط أثناء عمله، سيتم البدء في عملية إنشاء جزئه الممتد إلى أوروبا.

ووفقاً لدوزيول، فإن تركيا ستحظى بـ2 مليار متر مكعب من الغاز المنقول عبر الخط، وهو ما سيرفع من مستوى أمن الطاقة التركي، ولإكمال عملية إنشاء الجزء الممتد عبر مضيق "جناق قلعة"، ومن ثم الجزء الممتد بين تركيا واليونان، سيتم استئجار بارجة بحرية تشكل محطة ومصنع لجميع المواد اللازمة في عملية الإنشاء.

ولا يشكل خط "تاناب"، وفقاً لدوزيول، عنصر منافسة لخط السيل التركي الخاص بنقل الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا إطلاقاً، بل هو خط مكمل له، والهدف منه هو تنويع مصادر الغاز الطبيعي بالنسبة لتركيا والدول الاتحاد الأوروبي، ويعتبر عنصر تنويع مصادر الغاز الطبيعي من أهم الخطوات التي يجب اتخاذها لعدم السقوط في "فخ التبعية الاقتصادية التامة" لدولة ما.

ورأى دوزيول أن روسيا تتفهم هذه الخطوة، وتعلم أنه من الحق الدول القومية النحو صوب تنويع مصادر الطاقة الخاصة بها، منوّهاً إلى أن دول غرب أوروبا تكابد الكثير من الأزمات جراء تبعيتها الشديدة للغاز الروسي، فإلى جانب الأسعار الباهظة، تعرقل المشاكل السياسية، أحياناً، عمل هذه الخطوط، وقد ظهر ذلك للسطح عقب تخفيف الدول الأوروبية استيراد الغاز الروسي كعقوبة لروسيا نتيجة احتلالها القرم، فضلاً عن المشاكل التي تتعرض لها دول غرب أوروبا نتيجة العراقيل البنيوية التي تظهر داخل أراضي الدول الناقلة للغاز الروسي، والتي تؤدي إلى قطع الغاز لفترات من الزمن، الأمر الذي اضطر تلك الدول للبحث عن بديل مكمل وليس منافس، وربما "تاناب" الذي تم التخطيط لإقامته كبديل لخط "نوباكو" الذي لم يتم، يمثل الخط الأمثل لإمداد هذه الدول بالكميات التي تحتاجها من الغاز الطبيعي دون انقطاع.

وعن المميزات التي سيوفرها خط "تاناب" لتركيا والدول الأوروبية، ذكر دوزيول أن السعر التنافسي الناتج عن تنويع مصادر الطاقة سيوفر للمواطن التركي والأوروبي مصدر طاقة بسعر مناسب، أما العدد الكبير من محطات متابعة عمل الخط ستحتاج لعددٍ من الشركات المحلية والأجنبية الاستثمارية لتشغيلها ومتابعة عملية صيانتها وهذا يعني استقطاب أموال الاستثمار، عوضاً عن فرص العمل الهائلة التي ستوفرها هذه المحطات للمواطنين الأتراك والأوروبيين، متمماً بالإشارة إلى أن تركيا سيكون لها النصيب الأكبر من الضرائب المتمثلة بالجمارك والبيع والشراء، فتركيا مددت هذا الخط على أنها دولة موزعة وليس دولة موفرة للموقع اللوجستي فقط، وذلك يعني أن تركيا ستشتري الغاز وتبيعه وفقاً للأسعار الدولية، وإن دل ذلك فإنما يدل على دخل ضريبي هائل.

وختم دوزيول تصريحاته بالإشارة إلى أن نجاح عمل خط "تاناب" سيدفع عدة دول أخرى، كإسرائيل، لتعجيل عملية إبرام اتفاقية نقل الغاز مع تركيا، ولا بد من أن تقوم الحكومة التركية بحلحلة العملية سياسياً أيضاً.

وقد وقعت تركيا وأذربيجان اتفاقية تمديد خط "تاناب" في 21 ديسمبر/ كانون الأول 2011، وفيما يبلغ طوله 1850 كيلو متر، من المتوقع أن تبلغ قدرته الاستيعابية في الضخ 31 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!