ترك برس

رأى تقرير تحليلي بصحيفة سعودية أن مجابهة إيران بصرامة في كل من سوريا والعراق والاصطفاف بشكل واضح مع الدول الخليجية قد يجنّب تركيا مخاطر محدقة قد لا يمكن تفاديها مستقبلاً، مشيرًا إلى أن إيران هي الخطر الأكبر على تركيا وليست أوروبا أو روسيا.

وقالت صحيفة سبق الإلكترونية السعودية في تقريرها إن تركيا التي تحاشت انتقاد سياسات إيران بشكل علني؛ نظراً للروابط الاقتصادية الكبيرة بين الجارين اللدودين، أدركت أخيراً أن هامش المناورة لديها بات ضيقاً تجاه سياسات إيران الطائفية؛ فإيران ومليشياتها، اليوم، تحاصر تركيا من الحدود السورية والعراقية.

وأشار التقرير إلى أن إيران تهدد مصالح تركيا بشكل مباشر؛ بل تورطت في قتل جنود أتراك في شمال سوريا قبل أسابيع، وباتت بكل وضوح داعماً رئيساً للمنظمات الإرهابية؛ لتهديد وإلحاق الضرر بتركيا.

وتطرق إلى تصريح نائب رئيس الوزراء التركي ويسي قايناك، مؤخرًا، بأن هناك قرابة 3 ملايين لاجئ أفغاني داخل إيران يحاولون دخول الأراضي التركية عبر ولايتي وان وأغري، وأنّ حكومة طهران تتغاضى عن هذا الأمر، وتقدّم لهم تسهيلات للقيام بهذه الخطوة.

وأوردت قول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن "السياسات الإيرانية السابقة تؤثر في العراق الآن"، مضيفاً: "إن أزمة العراق مبنية على الطائفية والتفرقة".

وكان أردوغان ووزير خارجيته مولود جاويش أوغلو، قد أدليا بتصريحات عن سعي إيران لـ"التوسع الفارسي"، و"نشر التشيّع" في سوريا والعراق وتقويض سلامة دول خليجية؛ وهو ما دفع إيران إلى استدعاء السفير التركي في طهران، وإبلاغه اعتراضها الشديد.

وأضاف التقرير: "تركيا على الأرجح اكتوت بنيران طهران الطائفية، وفهمت أسباب الموقف السعودي المتشدد من سياسات طهران في المنطقة، فقررت الانحياز بوضوح إلى الجبهة السعودية؛ لمجابهة سياسات طهران التوسعية في الأقليم، حتى وإن بدا هذا الموقف متأخراً، إلا أنه بات يشكل علامة فارقة على عزلة إيران في المنطقة".

واعتبر التقرير أن طهران من جانبها تخشى العزلة وتعيش على هواجس وتهديدات الإدارة الأمريكية، آخرها ما كشفت عنه صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن حرباً كادت أن تندلع في الشرق الأوسط بين أمريكا وإيران.

فقد أصدر وزير الدفاع الأمريكي جون ماتيس أوامره باستهداف سفينة عسكرية إيرانية في المياه الدولية كانت باتجاه اليمن، وأمر بإيقافها وتفتيشها بالقوة العسكرية، إلا أنه تراجع في اللحظات الأخيرة، وهو ما حذرت منه الصحيفة بالقول إن شرارة الحرب ممكن أن تندلع بين أمريكا وإيران في أية لحظة، في ظل التوجه الأمريكي الجديد.

ووفقًا للتقرير، يرى وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، ما لا تراه أعين الملالي، فقد حذر من العزلة قائلاً: "يجب ألا نعطي ذريعة لترامب"، وتابع قائلاً: "السلطة في إيران كلها قد توصلت إلى نتيجة بأنه لا يجب أن نعطي ذريعة لهم"؛ ذلك وفقاً لوكالة "إرنا".

وأضاف مذعوراً من العزلة غير المسبوقة التي يعيش النظام في المنطقة: "ربما كان متوقعاً من العربية السعودية، ولكن تركيا هي الأخرى قد أخذت تتناغم معهم، وهي كانت تعوّض أخطاءها السابقة، في إطار التعاون مع الائتلاف مع إيران وروسيا في الشأن السوري".

وتابع التقرير: "في المحصلة النهائية ليس واضحاً إلى أي مدى ستذهب تركيا في مواجهة طهران، لكن من الأجدر بتركيا أن تستغل المناخ الدولي الموجود حالياً لتحجيم نفوذ طهران في المنطقة، فهي تنتظر زيارة حاسمة لوزير الخارجية الأمريكي الجديد الخميس المقبل".

وخلص إلى أن مجابهة طهران حالياً، وبصرامة في كل من سوريا والعراق والاصطفاف بشكل واضح مع الدول الخليجية قد يجنّب تركيا مخاطر محدقة قد لا يمكن تفاديها مستقبلاً، فالخطر الحقيقي على تركيا ليست أوروبا ولا موسكو، إنه النظام القابع في طهران، والذي بات فعلياً يحاصر تركيا من ثلاثة محاور.

وتعد كل من تركيا والسعودية البلدين الأكثر أهمية، والأقوى تأثيرا في منطقة الشرق العربي التي تشهد إعادة في صياغة التوازنات الإقليمية، بعد المتغيرات الجذرية في الخريطة الجيوسياسية للمنطقة في أعقاب ما يعرف باسم ثورات الربيع العربي، والصراعات الداخلية التي تشهدها بلدان ذات اهتمام تركي خليجي مشترك، العراق وسورية واليمن.

ويتطابق الموقفان التركي والسعودي من الأزمة السورية الأشد خطرا في تداعياتها على المنطقة، وهما من البلدان المشاركة في تأسيس مجموعة أصدقاء الشعب السوري لدعم المعارضة السورية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وبشكل عام، يسود التوتر العلاقات بين دول خليجية وإيران بسبب عدد من الملفات، أبرزها الملف النووي الإيراني الذي ترى الرياض أنه يهدد أمن المنطقة، واليمني والسوري، حيث تتهم المملكة طهران بدعم نظام بشار الأسد بسوريا وتحالف مسلحي الحوثي والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!