
ترك برس
يواصل السياسيون الألمان، ووسائل الإعلام الألمانية، التدخل في عملية الاستفتاء على الدستور في تركيا، من خلال محاولة توجيه الناخبين الأتراك إلى التصويت بـ "لا".
فبعد أن حثّ زعيم حزب الخضر الألماني المواطنين الأتراك في ألمانيا وتركيا على التصويت بـ "لا" في الاستفتاء القادم، نشرت صحيفة "بيلد" الألمانية يوم الاثنين مقالًا مثيرًا للجدل، أكّدت فيه أن "مصطفى كمال أتاتورك" لو كان على قيد الحياة لصوّت على الاستفتاء بـ "لا".
وقد أثار تدخل ألمانيا في الاستفتاء التركي ردود فعل قوية على وسائل التواصل الاجتماعي من قِبل الأتراك.
ويأتي هذا التطور بعد أن فرضت السلطات الألمانية حظرًا على تجمعات الوزراء الأتراك في ألمانيا، والتي تهدف لمخاطبة الجالية التركية في ألمانيا حول الاستفتاء على الدستور، في حين بررت ألمانيا حظرها هذا على أساس أنه تدخل في شؤون البلاد الداخلية.
تدخل صريح من الساسة الألمان
الرئيس المشارك لتحالف "90/ الخضر" الألماني "جيم أوزديمير (Cem Özdemir)" شارك مقطع فيديو على صفحته في فيسبوك، ابتدأ بقوله "merhaba" أي "مرحبًا" باللغة التركية، وقال فيه: "يرجى التصويت بلا في الانتخابات المقبلة"، وأضاف أيضًا: "التصويت في تركيا سيقرر فيما إذا كان سيعيش الأتراك في ألمانيا سلميًا"، كما لو أنه أراد القول إن حوالي 1.4 مليون تركي يعيشون في ألمانيا قد يواجهون صعوبات في حال صوتوا بـ "نعم" خلال الاستفتاء المقبل.
وتلقى موقف أوزديمير ردًا جديًا من بعض الساسة الألمان، إذ قال "توماس باريس" نائب الحزب الديمقراطي المسيحي الحاكم (CDU) إن سلوكيات أوزديمير تجاه استفتاء الجالية التركية في ألمانيا، تعتبر "جنونًا وخطرًا لأعلى درجة"، وثمة نقطة أخرى يجب التأكيد عليها، وهي حقيقة أن المزيد من التدخلات الألمانية في الشؤون الداخلية لتركيا، من خلال الوقوف ضد التعديل الدستوري، تدفع الأتراك للتصويت بـ "نعم".
وفي مقابلة سابقة مع صحيفة "فيلت آم سونتاغ (Welt am Sonntag)" قال سيم أوزديمير، وهو من أصل تركي شركسي، أنه لا يستطيع أن يفهم كيف يمكن للأتراك في ألمانيا التصويت بـ "نعم".
وتنوعت تعليقات المتابعين على مقطع الفيديو الذي نشره أوزديمير، إلا أن الغالبية العظمى كانت ضد اقتراح السياسي الألماني، حيث علّق أحدهم "إن كنت مهتمًا جدًا بالسياسة التركية، اذهب إلى تركيا"، في حين دعا آخر إلى وضع موقفه جانبًا، والتركيز على مشاكل ألمانيا الخاصة.
وفي وقتٍ سابق، أعلنت أيضًا "كلوديا روث" الرئيسة المشاركة السابقة لحزب الخضر، والنائبة الحالية عن رئيس البرلمان الألماني، عن تأييدها للتصويت بـ "لا" خلال الاستفتاء على الدستور التركي المقبل، وذلك عبر صفحتها على فيسبوك.
صحف الاتحاد الأوروبي تدعم "لا"
صحيفة بيلد التي سبق أن نشرت العديد من الإساءات بحق الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، أدرجت في عددها يوم الإثنين مقالًا مثيرًا للجدل، جاء فيه أن "كمال أتاتورك" كان سيصوّت بـ "لا" لو أنه ما زال على قيد الحياة، وجاءت المقالة تحت عنوان "الاستفتاء في تركيا: أتاتورك يقول لا"، وقد كُتِب باللغتين التركية، والألمانية، مع صورة كبير لأتاتورك.
هذا وينعكس موقف ألمانيا في معظم أنحاء الاتحاد الأوروبي، إذ في الثالث عشر من مارس/ آذار خصصت صحيفة "بليك" السويسرية صحفتها الأولى بأكملها لمخاطبة الجالية التركية في سويسرا، وحثتها على التصويت بـ "لا"، من خلال عنوان مثير للجدل "التصويت بلا ضد دكتاتورية أردوغان"، وكذلك شهد "كرنفال بازل (Carnival of Basel)" السنوي الذي عُقد في الأول من شهر آذار/ مارس، العديد من الرسوم الكاريكاتورية المثيرة للجدل، للشعب التركي، والرئيس رجب طيب أردوغان.
تركيا قد توقف محادثات الانضمام للاتحاد الأوروبي
وقد انتقد الرئيس أردوغان في وقتٍ سابق حظر أوروبا لتجمعات الوزراء الأتراك، مشيرًا إلى المعاملة التفضيلية للاتحاد الأوروبي الذي أظهر ودعم حملات "لا"، في حين حظر حملات "نعم"، وخصوصًا في ألمانيا، وهولندا.
وشهدت العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي توترًا شديدًا عقب سلسلة الحظر المفروضة على زيارات المسؤولين الأتراك في الفترة الأخيرة، في كل من ألمانيا، وهولندا، والنمسا.
وكان الرئيس التركي أردوغان قد صرّح يوم السبت الماضي أن تركيا قد تجري عملية استفتاء حول ما إذا كانت ستستمر في محادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بعد استفتاء 16 نيسان/ أبريل.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!