ترك برس

يعيش في ولاية أنطاليا التركية ما يقارب 60 ألف مواطن روسي، 95 منهم إناث، و5 بالمئة فقط من الذكور. ويبلغ عدد الروسيات اللواتي تزوجن من رجال أتراك 40 ألف تقريبا، أنجبن ما يقارب 80 ألف طفل بعيد زواجهن من أتراك.

وبعيد الأزمة التي وقعت بين تركيا وروسيا في 24 تشرين الثاني / نوفمبر 2015 تدهورت العلاقات الثنائية بين البلدين، الأمر الذي أدى بكثير من الزوجات الروسيات ممن تزوجن من رجال أتراك إلى مغادرة تركيا، والعودة إلى روسيا.

الغالبية من الروس القاطنين في أنطاليا تعمل في قطاع السياحة، إلا أنّ الأزمة التي ضربت بعلاقات البلدين لم تضرب القطاع الذي يعملون به فحسب، وإنما ضربت العلاقات الزوجية أيضا، فاضطرت النساء إلى السفر إلى روسيا، بسبب صعوبة الأوضاع التي مررن بها.

رئيسة الجمعية الروسية للفن والثقافة "إيرينا بالجي" أوضحت أنّ تحسّن العلاقات الثنائية بين روسيا وتركيا أسهم في حل المشاكل الزوجية أيضا، لافتة إلى أنّ الأزمة مكّنت الجانبين من معرفة مكانة الآخر وأهميته، مضيفة: "الحالات الزوجية التي تأثرت اقتصاديا ونفسيا عادت إلى طبيعتها بعيد تحسّن العلاقات الثنائية"..

ولفتت بالجي إلى أنّه ما يقارب ألفين زوجة روسية غادرت تركيا إلى روسيا بعيد الأزمة مصطحبات أطفالهن معهن.

القنصلة الروسية في أنطاليا "أوليغ فاسيلييف روكوزا" رفضت التطرّق إلى أيام الأزمة بين البلدين، إلا أنّها أوضحت رغبتها في الحديث عن الجهود التي بذلها وزير الخارجية جاويش أوغلو في هذا الصدد.

وتابعت "روكوزا" في هذا السياق: "لم يبق المواطنون الروس في وقت الأزمة من دون دعم من قبل الحكومة التركية، ولم يتعرض المواطنون لأي تمييز، فقد اجتمع السيد وزير الخارجية جاويش أوغلو مع مواطنينا لأكثر من مرة، وقدّم لهم في تلك الأوقات الصعبة الدعم والمحبة، بمعنى آخر عرفنا من هم أصدقاؤنا ومن هم أعداؤنا".

وأردفت: "النساء الروسيات يذكرن جاويش أوغلو مقدّمين له الشكر الجزيل، فهو لم يتركنا لوحدنا، وقد وعدنا بأنّ كل شيء سيكون أفضل، وأخبرنا بأنّه لن تكون بين روسيا وتركيا مشاكل مستقبلية، صدّقناه وهو لم يخذلنا".

أنطاليا تحتل مكانة خاصة في قلب الروس

لفتت أوليغ روكوزا القنصلة الروسية إلى أنّ أنطاليا تحتل مكانة خاصة في قلوب المواطنين الروس، مضيفة بأنّ لدى المواطنين الروس استثمارات عقارية في أنطاليا تصل إلى ما يقارب 2.5 مليار دولار.

وأردفت في السياق نفسه: "في عام 2014 بلغ عدد السيّاح الروس الذين قصدوا تركيا ما يقارب 4 مليون و500 ألف سائح، وبعد ذلك لأسباب معلومة انخفض العدد في عام 2015 إلى 3 مليون و800 ألف، وفي عام 2016 كانت الكارثة إذ بلغ عدد اليسّاح الروس الذين قدموا إلى تركيا 600 ألف مواطن فقط، ونحن نفعل ما بوسعنا في هذا الصدد، لزيادة إقبال السيّاح الروس إلى تركيا، ولعودة الأرقام إلى طبيعتها، حصل هذا العام قبل بدء الموسم السياحي انتعاش فيما يخص السيّاح الروس، وزاد عدد السيّاح الروس عن عدد السيّاح الألمان، واحتل السياح الروس المرتبة الأولى، بعد أن كانت محتلة من قبل السيّاح الألمان، البحر الشمس الرمال، كل شيء موجود في أنطاليا، في العطلة الصيفية الوكالات السياحية بانتظار ما يقارب 3-4 مليون سائح".

وأشارت القنصلة إلى أنّ نسبة سعادة السيّاح الروس الذين يقضون عطلتهم في أنطاليا تصل إلى ما يزيد عن 90 بالمئة، وبعضهم بعيد مجيئه إلى تركيا، وتعرّفه على جمالها لا يرغب بمغادرتها مرة أخرى".

المواطنة الروسية "ألينا ديميرال" تعرّفت في أثناء قضائها عطلتها الصيفية قبل سنوات في تركيا، على "إيردال ديميرال" صاحب فندق في ولاية أنطاليا، حيث أعجبا ببعضهما البعض، وفيما بعد تبادلا الزيارات، إلى أن تزوجا، وأنجبت ألينا من إيردال 3 أطفال، وفي حديثهما لصحيفة حرييت أعربا عن سعادتهما مع بعضهما البعض، موضحين أن صدفة من الممكن أن تخلق حياة زوجية سعيدة بين مواطنين من بلدين مختلفين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!