ترك برس

نشرت صحيفة التايمز البريطانية مقالًا للكاتب الصحفي "روجر بويز"، بعنوان " الشرق الأوسط بحاجة لأردوغان قوي"، يتحدث عن تداعيات الاستفتاء الدستوري المرتقب في تركيا، ومستقبل البلاد تحت قيادة الرئيس رجب طيب أردوغان.

وقال بويز إنه على الرغم من "سوء الخيارات في حال فاز أو خسر أردوغان نتيجة الاستفتاء المقبل فإن أردوغان قوي وسيتصرف بقيود دستورية وهو ما يعني طمأنينة للوضع الداخلي وتحوله إلى قوة استقرار هامة في سوريا"، حسبما نقل موقع "عربي21".

ولفت الكاتب إلى أن أردوغان الشخص الذي يكرهه الاتحاد الأوروبي لن يكون "ذلك الحاكم الديمقراطي الذي تريده أوروبا أو الليبراليون الأتراك، لكنه يمكن أن يكون شبيها بلي كوان يو حاكم سنغافورة المستبد الذي حول بفضل حكمه سنغافورة من بلد من بلدان العالم الثالث إلى دولة متقدمة".

وأشار من وجهة نظره إلى أن الأتراك أمام خيارين "أحلاهما مر"؛ الأول التصويت على الاستفتاء "لجعل أردوغان سلطانا، أو تجريده من خططه"، على حد وصفه، وقال إن أردوغان إذا تمكن من تحويل تركيا لدولة رئاسية فإنه "سيسيء استخدام صلاحياته ويستهدف حرية الإعلام وسير مؤسسات البلاد بحسب منتقديه".

وفي المقابل، قال الكاتب، إن أردوغان إذا ما خسر الانتخابات فإن العمل بقانون الطوارئ سيتواصل بعد فرضه الصيف الماضي إلى أجل غير مسمى، وشدد على أن أردوغان "الواثق من نفسه يجب أن يكون قادرا على الاعتراف بأن منقديه المحليين ليسوا إرهابيين لمجرد آرائهم المعارضة بالإضافة إلى تحقيق وعوده بمنع تدفق المهاجرين إلى أوروبا".

وأضاف: "في حال حقق أردوغان ذلك فإن الغرب سيتوقف على التعامل معه على أنه نسخة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، مشيرًا إلى أن أوروبا إذا ما أرادت إعادة تأهيل أردوغان فإن عليها حل مشكلة المليشيات الكردية التي تستخدمها في الواقع كقوات غربية برية على الأرض.

ولفت الكاتب إلى أن الغرب إذا ما دعم المليشيات الكردية للتخلص من "داعش" واحتلال الرقة "المدينة السنية أو سلموها للأسد والروس بطبيعة الحال فإن هذا ليس أمرا جيدا بالنسبة لتركيا"، وقال إن "علينا أن نترك الأكراد السوريين بلطف لأنه لن يسمح لهم بإقامة دولة كردية مستقلة".

وختم مقاله بالقول: "عاجلا أم آجلا الأوروبيون والأمريكيون والروس ودول الخليج والأتراك خصوصا سيقومون بإعادة بناء سوريا وخلق تصور جديد للشرق الأوسط ودفن الكثير من الجثث"، وأضاف أنه "يمكننا اعتبارا من الأسبوع المقبل أن ننتهي من فكرة التعامل مع أردوغان على أنه الشيطان المتجسد، لأن هناك شيطانا واحدا فقط ونعرف أين يعيش وبالطبع ليس في أنقرة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!