ترك برس

رأى خبراء ومحللون سياسيون أن تركيا هي أكثر من يواجه المؤامرات، والهُجوم الغربي على رئيسها رجب طيب أردوغان دليل على ذلك، وأشاروا إلى أن انتقال تركيا إلى النظام الرئاسي عبر الإستفتاء حطم الحلم الغربي بعودة تركيا تحت عصا الطاعة.

وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات في تركيا عن فوز أنصار "نعم" للتّعديلات الدستوري بنسبة 51.4% مقابل 48.6% صوتوا بــِ"لا" من المقترعين في الاستفتاء العام الذي أجري يوم الأحد 16 أبريل/نيسان الجاري.

وفي تحليل له بصحيفة العرب القطرية، قال الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، إن الأرقام ذات دلالة على وجود انقسام في المجتمع، ولكن من قال إن قرارات من هذا اللون يمكن أن تمر بسهولة، ولماذا كان على العالم أن ينظر باحترام لاستفتَاء بريطانيا بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي، مع أن نتيجته لم تتجاوز نتيجة انتخابات تركيا سوى بنصف في المِئة؟!

وأوضح الزعاترة أن الحديث عن وجود انقسام في المجتمع التركي ليس جديداً بحال، ولو كان النجاح وحده هو ما يحدد مواقف الناس، لكان على حزب العدالة والتنمية أن يحصل في جولات الانتخابات الماضية على نسبة أعلى بكثير مما حصل عليه، وحيث كان يدور في حدود الأربعين في المئة.

وشدّد الزعاترة على أن تركيا ليست وحدها التي تعاني من انقسامات، لكنها أكثر من يواجه المؤامرات، والهُجوم الغربي على أردوغان دليل على ذلك، والدعم الذي يحظى به الأكراد دليل آخر. أضف إلى ذلك المشكلة مع أحلام المحافظين في إيران، وقبل ذلك وبعده المشاكل الكبرى في الجوار السوري والعراقي، وإن جاءت تبعاً للمعضلة مع إيران.

وأضاف الكاتب أن من تابع ردود فعل الأوروبيين على نتيجة الاستفتاء، وكذلك ردة الفعل الإيرانية المحبطة أيضاً، يدرك أن النتيجة تعني قوة للرجل (أردوغان)، وقوة لتركيا، أكثر من أي شيء آخر، ولا قيمة هنا لمَواعظ الديمقراطية والدكتاتورية، اللهم إلا إذا صدقنا أن محافظي إيران معنيون بها، أو أن قادة أوروبا الذين يعانقون قادة دول لا تعرف الصناديق أصلاً، يعيشون هواجس "دمقرطة" العالم الإسلامي.

في سياق متصل، وفي تحليل له بموقع تركيا بوست، قال الكاتب والمحلل السياسي محمود حاكم محمد، إن انتقال تركيا إلى النظام الرئاسي عبر الاستفتاء الذي جرى الأحد الماضي حطم الحلم الغربي بعودة تركيا إلى عهد الحكومات الائتلافية وبالتالي العودة تحت عصا الطاعة. لذا لن تسكت الدول الغربية وستَسعى جاهدة وبكل الوسائل لكي تعيد الأمور إلى سابق عهدها.

واعتبر محمد أن الخطة الغربية تنص بداية على خلق الفوضى في مختلف أنحاء تركيا عبر التشكيك في نتائج الإستفتاء، ونشر إدعاءات الدكتاتورية وتقسيم البلاد عبر النظام الفدرالي ليتم تأسيس دولة كردستان في شرق وجنوب شرق البلاد، ليتم لاحقًا استغلال أي مناسبة أو مسألة لنشر الفوضى من قبل مؤيدي الأحزاب المعارضة للنتائج والعملاء المحرضين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!