عبدالله عيسى السلامة - خاص ترك برس

 اختطِفتْ شعارات كثيرة ، عبر التاريخ ، واختطِفت ، معها، شعوب وأمم ! لكن ، ماذا بقي ، وماذا رحل !؟

  سنكتفي ، ببعض النماذج ، من العصر الحديث !

 اختطَفَ حزبُ البعث، شعارات: العروبة والقومية العربية.. وحكم دولتين، بشعاراته ! واضطهد الكثيرين ، ممّن لم يؤمنوا بشعاراته ، من أبناء البلاد - عرباً وغير عرب - ! وقد نال الكردُ ، حظاً وفيراً ، من هذا الاضطهاد ! ثمّ اندثرت الشعارات، وبقيت الأمّة، مثخنة بالجراح، التي خلّفتها هذه الشعارات !

 رفع  بعض غلاة الكرد، شعار: حقوق الكرد.. في مراحل عدّة ! وتسبّبوا، بمقتل أناس كثيرين، من الكرد، وغيرهم ! وما يزالون ، يرفعون شعارات كردية، لا يعرفها أكثر الكرد.. فيحدثون الفوضى والدمار، في دولهم، ويجعلونها مرتعاً، للقوى الدولية، الطامعة في بلدانهم، التي تستغلّ شعاراتهم وقضيّتهم ، وتمتطي اكتافهم ، لتمزيق أوطانهم !

رَفعت بعض الجهات المتطرّفة ، المحسوبة على ملّة الإسلام ، شعارات ، كتلك التي رفعها الخوارج ، من قبل ! فأحدثوا ، من الفتن والفوضى ، ماعجزت عنه ، قوى الشرّ العالمية ! وما زالوا ، هم وشعاراتهم ، مطايا ، للقوى الدولية ، الساعية ، إلى تدمير أمّتهم وأوطانهم! وقد كُشف زيف شعاراتهم ، وصارت المسألة، مسألة وقت ؛ لينقرضوا ، هم وشعاراتهم ، ويتحوّلوا، إلى لعنة ، على شفاه الأجيال ، في الدنيا.. ويحاسَبوا، على الدماء ، التي أراقوها، من دماء الأمّة.. والدماء التي تسبّبوا ، في إراقتها ، على أيدي أعداء الأمّة !

 ولن نتحدّث ، هنا ، عن الشعارات العلمانية ، التي رفعها الحكّام ، في كثير من الدول الإسلامية ، وفعلوا بها الأفاعيل !

 وإذا كانت أمّة الإسلام ، معصومة - بحبل الله ، الذي لديها - من الفناء والزوال .. برغم سقوط بعض أجيالها ودولها ، في مراحل متعاقبة ، عبر العصور ..

 فهل لدى أوروبّا ، مايحفظها ، من التفكّك والانهيار، ثمّ الفناء والبوار.. بشعارات التطرّف الديني والعرقي ، التي أولِع بها بعض الحمقى والمهووسين ، ضدّ المسلمين ، والأمم الأخرى.. فجرّوا وراءهم ، الكثيرين ، من حكّامهم وشعوبهم ، في أكثر أنحاء أوروربا .. وهي القائمة، على أساس التسامح، وحقوق الإنسان، والتعايش بين الثقافات والأديان.. وتضمّ بين جنباتها، ملايين الناس، من ملل شتى , وأعراق مختلفة ، وثقافات متباينة !؟ فإذا اهتزّت، لديها، هذه القيم، فما الذي يحفظ حضارتها الهشّة، من الانهيار، الذي حذّرها منه ، عدد كبير، من مفكّريها وفلاسفتها.. منذ أواسط القرن المنصرم !؟

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس