نهاد علي اوزجان – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

شغلتنا مشكلة حزب العمال الكردستاني PKK والصّراع الدّائر في بلدة عين العرب (كوباني) السّورية، عن الأزمة الدّاخلية في العراق وسوريا، علماً أنّ الزّمن يمضي والأوضاع تزداد سوءًا في هذين البلدين.

الرئيس الأمريكي باراك أوباما، كان قد أعلن أنّ الاستراتيجية الأمريكية لمحاربة تنظيم الدّولة الإسلامية (داعش)، ستشمل كلاً من العراق وسوريا على حدٍ سواء. وعلى الرّغم من هذا التّصريح، كانت الضّربات الأمريكية متركّزة على العراق، بينما ظلّت الجبهة السورية جبهةً ثانويّة.

وقد قرّرت دول التّحالف تشكيل قوّات هجومية في العراق، بينما اكتفت هذه الدّول بالتعاون مع جماعات على الأرض لصدّ هجمات تنظيم الدّولة على الأراضي السورية. فكان من المقرّر أن تفرض هذه القوى حصاراً حول عناصر التنظيم، ومن ثمّ إضعافهم حتّى ينتهي المطاف بالقضاء التّام على هذا التنظيم.

تطوّرات إيجابية على جبهة العراق

حدثت في الآونة الأخيرة تطوّرات هامّة على الساحة العراقيّة. حيث تمّ تشكيل الحكومة الجديدة، كما تمّ استقدام عناصر إضافيّة من الجيش الأمريكي لإعادة تدريب وتأهيل الجيش العراقي وإعادة النظر في خطط الحرب ضدّ تنظيم داعش.

إلى جانب هذه الخطوات، استمرّت قوات التّحالف بقصف مواقع التّنظيم عبر طائراتها الحربية. كما قامت القيادات العراقية والكردية بتطهير جيوشها من الضّبّاط المتهاونين في القيام بواجباتهم العسكريّة.

ورغم كل هذه التّطوّرات فإن الأمور في هذه الجبهة لا تسير بالشكل المطلوب. فهناك تضارب بين قوى التّحالف حول المناطق التي ستقصف. ولا ننسى هنا أنّ إشاعات قويّة تقول إنّ الحرب مع تنظيم داعش في العراق، تتمّ بالتنسيق مع الإيرانيّين.

صعوبات الجبهة العراقية

إنّ من أهمّ الصّعوبات على الجبهة العراقية عدمُ إمكانية الميليشيات الشّيعية تقديم الدّعم المطلوب لقوى التّحالف. إلى جانب هذا زادت هجماتُ تنظيم داعش على العشائر السنّية من صعوبة العمليّات العسكريّة. وإضافة إلى هذه الأسباب يجب أن لا ننسى أنّ امتداد البشمركة نحو مناطق الأغلبية العربية، تزيد من صعوبة الصّراع على الأرض.

فالقوى الكردية والشيعية تريد أن تكون القوة المسيطرة، وهذا ما يزيد في تعقيد الأمور على الأرض، لأنّ ذلك يؤدّي إلى نزاعات طائفيّة كنزاعات العرب والأكراد والسنّة والشّيعة. وهذا ما يؤدّي إلى إطالة أمد هذه الصّراعات في العراق.

وعلينا أن لا ننسى أنّ انخفاض أسعار النّفط بسبب هذه المعارك سيؤدّي إلى إفقار المواطنين. وهذا العامل أيضاً من شأنه أن يزيد الأمور صعوبةً في هذا البلد.

إلى أين ستؤول الأمور في سوريا؟

عندما شنّت قوات التّحالف غاراتها على مواقع التنظيم في العراق، لم تكن تتوقّع عودة التنظيم ليتّخذ من الأراضي السورية مقراً له. ولذلك لم يقوموا بأخذ التّدابير اللازمة للحيلولة دون امتداد عناصر تنظيم الدّولة إلى سوريا بشكل كثيف.

وقبل تدريب وتأهيل المعارضة السورية المسلّحة، قامت الولايات المتّحدة بقصف التنظيم في بلدة كوباني. وهي بذلك وقعت في مأزقٍ جديد يصعب الخروج منه. ونتيجةً لهذه العمليّات، قامت الولايات المتّحدة بفتح أبواب جديدة للنّظام الأسدي. وهنا يكمن محور الخلافات بين الأمريكيّين والأتراك.

الفرص متاحة أمام الأسد

في الوقت الذي انشغل فيه العالم بمراقبة ما يجري في بلدة كوباني، يحاول الأسد إحكام سيطرته وحصاره على الطّرق الواصلة بين الموصل والأراضي السورية. وإذا نجح الأسد في إحكام السّيطرة على هذه الطّرق واستطاع منع تقدّم عناصر التنظيم من الزّحف نحو الغرب، فإنّ عدد اللاجئين سيزيد نحو الاراضي التركية وستأخذ تركيا دور الدّفاع من يد المعارضة المعتدلة.

وهذا سيؤدّي بطبيعة الحال إلى إضعاف المعارضة المعتدلة التي كانت وما زالت منهكة وهزيلة إلى الآن.

ومن ناحيةٍ أخرى، نجد أنّ الأسد لا يغلق باب التّفاوض والمحادثات بشكل نهائي. لا سيما أنّه بدأ يتخوّف من تقلّص الدّعم الروسي بعد انخفاض أسعار البترول وتأثير ذلك على الاقتصاد الروسي.

عن الكاتب

نهاد علي أوزجان

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس