جيرين كينار - صحيفة تركيا - ترجمة وتحرير ترك برس

ذكرت في مقالتي المنشورة يوم أمس أن قضية سنجار ليست مجرد عملية مكافحة إرهاب بسيطة، وأنها مرتبطة بالبنية الديموغرافية وصراع القوى في المنطقة. وأوضحت أيضًا أن المسألة ليست خلافًا فقط بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، وأن هناك قوى أخرى دخلت على الخط فيها.

الحليف الأوثق لتركيا في قضية سنجار هو حكومة الإقليم الكردي في شمال العراق. أما عدوها المعلن فهو حزب العمال الكردستاني. في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي التقيت مسؤولين من الإقليم الكردي في مدينة أربيل، وقالوا لي إنهم يفضلون حل هذه القضية بالطرق السلمية. ودعوا مجددًا حزب العمال الكردستاني إلى مغادرة سنجار. وأشار المسؤولون أنه في حال عدم استجابة الحزب لدعوتهم فإنهم سوف يدعمون تدخل تركيا في سنجار. ولما لم يكن من الممكن حل المسألة بالطرق السلمية لم يعد هناك مناص من التدخل العسكري، لأن حزب العمال الكردستاني لا يفهم لغة أخرى غير لغة الحرب...

عندما نتناول وضع القوى الأخرى في المنطقة تصبح الأمور أكثر تعقيدًا.

لنبدأ بروسيا أولًا:

لا ترغب روسيا كثيرًا بالتدخل في هذه القضية. لأن العراق ليس أولوية استراتيجية بالنسبة لها في المنطقة. القضية الأساسية حاليًّا بالنسبة لروسيا في الشرق الأوسط هي التوصل إلى اتفاق يحفظ لها نفوذها على أوسع نطاق في سوريا.

بيد أن الأمر نفسه لا يندرج على إيران. فطهران تريد إقامة حزام فارسي من أراضي بلادها حتى البحر الأبيض المتوسط، وسنجار بالنسبة لهذا الخط اللوجستي تتمتع بأهمية قصوى.

وماذا عن الولايات المتحدة الأمريكية؟ هل هي حليف، أم أنها تقف على الحياد؟ أو أنها تقف في جبهة ضد تركيا والإقليم الكردي في شمال العراق؟

في الحقيقة، الرسائل الواردة من الإدارة الأمريكية في هذا الخصوص مشوشة بعض الشيء. فإدارة ترامب تريد تعزيز العلاقات مع الإقليم الكردي من جهة، غير أنها تلمح إلى الاستمرار على نهج إدارة أوباما بخصوص حزب العمال الكردستاني، من جهة أخرى. ولهذا فإن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى واشنطن في شهر مايو/ أيار الحالي تتمتع بأهمية كبيرة.

ستطلب تركيا من حليفتها الولايات المتحدة الدعم الذي تستحقه منها في قضية مكافحة الإرهاب. وسيذكّر أردوغان بموقف تركيا الواضح والصريح وخطوطها الحمراء في مسألة إقامة كيان لحزب العمال الكردستاني في سوريا.

أما عن رد الجانب الأمريكي، فذلك ما سوف نراه معًا...

عن الكاتب

جيرين كينار

كاتبة في صحيفة تركيا


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس