ترك برس

رأى الإعلامي المصري البارز، أحمد منصور، أن إغراق تركيا في حرب استنزاف طويلة سواء مع الأكراد أو مع غيرهم من الطوائف والعرقيات الأخرى سيؤدي إلى تأخير النمو والاستقرار الاقتصادي والسياسي فيها، ويفشل مخططات النهضة وتحوّلها لدولة عظمى، وهذا ما يأمله الأمريكان والإسرائيليون والغرب.

جاء ذلك في تقييم نشرته صحيفة الوطن القطرية حول قرار الولايات المتحدة الأميركية تسليح المليشيات الكردية في شمال سوريا ـ التي تصنفها تركيا كمنظمة إرهابية ـ بأسلحة ثقيلة، حيث اعتبر أن هذا الأمر "يخل بتوازن القوى ويصنع قوة عسكرية تعارض تركيا وجودها في شمال سوريا".

وأشار منصور إلى وجود أكثر من سيناريو تتعلق بالميليشيات الكردية، الأول هو استخدامهم كورقة في كل مراحل القتال يتم الضغط بها على تركيا لأنهم في النهاية يتمتعون بعلاقات قوية من النظام السوري ومن ثم روسيا مع عدم منحهم فرصتهم التاريخية بقيام وطن لهم يضم أكراد سوريا والعراق وإيران، لأن كلا من العراق وسوريا يعارضون ذلك.

وأوضح الإعلامي المصري في شبكة الجزيرة القطرية، أن السيناريو الثاني هو خلق قوة عسكرية كردية تفرض أمرا واقعا على الأرض في شمال سوريا يجعل تركيا دائما تحت الضغط الأميركي الغربي وربما هذا يكون السيناريو الأكثر قبولا أو تطبيقا في ظل مخطط تقسيم سوريا أو صومَلتها على غرار الصومال دويلات متناحرة وعدم استقرار يستمر عشرات السنين.

وشدّد على أن تركيا تحت رئاسة رجب طيب أردوغان غير تركيا التي كانت خاضعة للحلف الأطلسي وسياساته منذ سقوط الخلافة العثمانية قبل ما يقرب من مائة عام وحتى الآن.

وبحسب منصور، فإنّ إغراق تركيا في حرب استنزاف طويلة سواء مع الأكراد أو مع غيرهم من الطوائف والعرقيات الأخرى سيؤدي إلى تأخير النمو والاستقرار الاقتصادي والسياسي فيها ويفشل مخططات النهضة وتحوّلها لدولة عظمى.

وأضاف: "هذا ما يأمله الأمريكان والإسرائيليون والغرب بشكل عام هو وجود تركيا ضعيفة منهكة بالحروب والنزاعات والقلاقل، لاسيما وأن كل الوسائل التي استخدموها ضد تركيا والتي كان على رأسها محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في شهر يوليو الماضي باءت بالفشل".

وأكّد أن الصورة ستتضح تماما بعد زيارة أردوغان للولايات المتحدة، يوم الثلاثاء 16 مايو/أيار الجاري، فإما يصيغ علاقة على أسس جديدة أو يدخل في أزمة مع الولايات المتحدة يتورط فيها في حرب استنزاف مع الأكراد.

وقبل أيام، انتقد أردوغان القرار الأميركي بشدة وحذر الأميركان من مغبة تسليح وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها تركيا منظمة إرهابية، وقال إن قرار أمريكا بتسليح تلك الميليشيات يتناقض مع العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.

كما أكد أردوغان على قيام وفود تركية لزيارة الولايات المتحدة خلال الفترة الماضية وتناولوا معهم قضية تسليح وحدات حماية الشعب الكردية لكن زيارته للولايات المتحدة "ستكون حاسمة" بخصوص هذا الأمر.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!