محمد بارلاص -صحيفة صباح- ترجمة وتحرير ترك برس

دعم الولايات المتحدة الأمريكية حزبَ الاتحاد الديمقراطي بالسلاح، لن يلقي بظلاله على مستقبل العلاقات التركية- الأمريكية فقط. إن متخذي هذا القرار يقودون بالرئيس ترمب إلى مستوى لم يحسب هو نفسه حسابا له. إن ترمب الذي قاد حملته الانتخابية متحدثا عن أخطاء الثنائي "أوباما وكلينتون" فيما يخص الملف السوري، باتخاذه قرار الدعم، يكون قد دخل في المسار الذي رُسمت معالمه من قبل سلفه، فيما يخص القضية السورية.

مفاهيم خاطئة كبيرة

إن القائمين على السياسة الأمريكية الخارجية، ينظرون إلى الدول الأخرى في العالم وكأنها دول أتت من المريخ. على سبيل المثال: ظنّت أمريكا أنّ احتلالها للعراق وأفغانستان سيكون مشابها لاحتلالها لكلّ من ألمانيا واليابان اللتين لم تخلقا لها مشاكل إبّان الحرب العالمية الثانية. ففي نهاية المطاف وجدنا أنّ أفغانستان والعراق بالنسبة إلى أمريكا جبهتين لم تعرف الحرب فيهما الانتهاء.

إنهم غير موثوقين

إنّ دعم الولايات المتحدة الأمريكية في سياستها الخارجية لدولة ما، أو لنظام ما، لا يعني بالضرورة أن يكون ذلك الدعم أبديا. على سبيل المثال دعمت أمريكا العراق وصدّام ضد إيران، خلال الحرب العراقية-الإيرانية. وبالغت أمريكا في دعمها للعراق، لدرجة أنّ صدّام توهّم أنّه بإمكانه الدخزل إلى الكويت أيضا، ولكن في النهاية احتلت أمريكا العراق، وأعدمت صدّام..

يدعمون تنظيمي الكيان الموازي وبي كي كي

بالنظر إلى ما سبق، نستنتج أن الصداقة مع أمريكا دائما ما تكون معرضة للخطر. فكما أنّهم يدعمون الامتداد السياسي لتنظيم بي كي كي، حزب الاتحاد الديمقراطي بالسلاح، فإنّهم لن يعيدوا فتح الله غولن، إلى الدولة التي من المفترض أن تكون حليفة لهم. وأبعد من ذلك إن الولايات المتحدة تكتفي فقط بالمشاهدة على الهجمات التي ينظّمها بي كي كي ضد تركيا، في العراق.

إعطاء الضمانات

عندما يكون الكلام مجانا، غالبا ما تشعر أنهم أصحاب نية حسنة، على سبيل المثال، وزير الدفاع الأمريكي "جيمس ماتيس" أكّد لـ يلدرم، خلال لقائه به في بريطانيا، أنّ بلاده ملتزمة بحماية تركيا التي وصفها بـ "الحليفة".

التقى رئيس الوزراء التركي "بن علي يلدرم" في بريطانيا، خلال مشاركته في القمة الخاصة بالصومال، بوزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيز، وقالت المتحدثة باسم البنتاغون "دانا وايت تعقيبا على اللقاء: "أكدت أمريكا من جديد على إصرارها على حماية تركيا، وأكّدت مجددا أنها سيحول دون وقوع هجمات مسلحة على تركيا، القائدان أكّدا دعمهما للسلام والاستقرار في سوريا والعراق.

سيسحبون الدعم مرة جديدة

أشارت المعلومات إلى أنّ أمريكا أعطت الضمانات الكافية، موضحة أن دعم حزب الاتحاد الديمقراطي بالأسلحة بهدف محاربة داعش، سيتوقف في حال ثبت تهريبهم الأسلحة لجهات أخرى، وأنّ الأسلحة التي قدّمت ستسحب مرة جديدة بعيد انتهاء الحرب في حال ثبت ذلك".

وعلى أساسه يٌقال: إنّ الأسلحة التي تقدّم لحزب الاتحاد الديمقراطي ستسحب منه فور انتهاء عملية الرقة......

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس