سردار تورغوت - صحيفة خبر تورك - ترجمة وتحرير ترك برس

بينما بدأ العد التنازلي من أجل إخراج تنظيم داعش من الرقة، تتواصل المناورات بكل زخمها للعب دور في تحديد مستقبل سوريا.

تظهر هذه المناورات بأوضح شكل في الصراع على تحديد "مناطق خفض التوتر" داخل سوريا والسيطرة عليها.

عبرت إيران عن مدى أهمية هذه المناطق في تحديد مستقبل سوريا، بإصدار بيان رسمي. وبعد ذلك دخلت بكل قوتها في الصراع من أجل السيطرة على المناطق المذكورة.

أما الخطوة الأساسية لتحديد والسيطرة على هذه المناطق فتقوم بها كل من تركيا وروسيا وإيران فيما بينها.

مباحثات سرية أمريكية- روسية

اتضح في واشنطن أنه بينما كان العمل مستمرًّا بين البلدان الثلاثة المذكورة أعلاه، جرت مباحثات سرية بين روسيا والولايات المتحدة.

ومؤخرًا، انضم الأردن إلى المعادلة الإقليمية، بحكم أهمية موقعه الاستراتيجي.

الولايات المتحدة منزعجة من وجود الميليشيات المقربة في إيران في الجنوب السوري. وتتمركز الميليشيات المذكورة على بعد حوالي 17 ميل عن قاعدة التنف العسكرية القريبة من الحدود الأردنية.

تدرب الولايات المتحدة الفصائل السورية المعارضة في قاعدة التنف، في إطار برنامج التدريب والتسليح، وتعدها للمستقبل.

تناقش المباحثات السرية بين روسيا وأمريكا تشكيل منطقة خفض توتر تضم قاعدة التنف في المنطقة القريبة من الحدود الأردنية.

وسيكون الضامنون لتشكيل هذه المنطقة روسيا والولايات المتحدة، اللتين تملكان علاقات طيبة مع الأردن.

أما الموقف الأمريكي من الميليشيات الإيرانية القريبة من روسيا فليس واضحًا بعد.

مجال تحرك تركيا

بدورها، تولي تركيا أهمية لتشكيل مناطق خفض توتر تكون تحت سيطرتها في شمال سوريا بالقرب من حدودها، وهي محقة في مساعيها هذه.

تتعامل تركيا بحساسية كبيرة في قضية إبقاء السيطرة على الرقة بيد العرب السنة بعد تطهيرها من داعش، والحيلولة دون تحقيق الأكراد مكاسب إضافية.

وعلى الرغم من وجود مساعٍ للولايات المتحدة من أجل كسر فعالية تحركات تركيا في المنطقة، من قبيل استخدام الجيش الأردني في تدريب الشرطة السورية، إلا أنه لا يبدو من السهل أن تخفيف الفعالية التركية في الشمال.

قبل عدة أشهر، اتصل ملك الأردن عبد الله ببعض الأشخاص المقربين من ترامب، قبيل أيام من مجيئه إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي. وبعث الملك رسالة مفادها أن "تركيا هي أساس كل المشاكل في المنطقة".

عندما قدم إلى واشنطن نقل الملك الأردني فحوى الرسالة بنفسه إلى ترامب. ولهذا فإن محاولة الأردن الحلول مكان تركيا في الصراع على النفوذ الإقليمي أمر غير مفاجئ.

وفي الأثناء، تسعى روسيا أيضًا إلى إدخال الأردن ضمن مخططاتها بهدف إقامة اتصالات مع السنة في سوريا.

يقول محللون استراتيجيون في واشنطن إن "على تركيا، إحدى أهم الدول في تحديد مستقبل سوريا، أن تطبق استراتيجيات جديدة واضعة في اعتبارها تطورات الوضع، وفي حسبانها الأردن".

بينما تعمل تركيا على تطبيق استراتيجية معقدة ومتعددة المستويات، عليها أن لا تنسى من جهة أخرى المساعي السياسية الأمريكية إزاء قطر.

هناك بعض الأوساط على وجه الخصوص تسعى إلى نشر شائعات حول دعم قطر للإرهاب، وتحاول التأثير على عملية وضع تركيا سياسات جديدة.

عن الكاتب

سردار تورغوت

كاتب في صحيفة خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس