محرم صاري كايا - صحيفة خبر ترك - ترجمة وتحرير ترك برس

هل وقعت الاشتباكات الأخيرة في منطقة عفرين نتيجة إطلاق النار من جانب حزب الاتحاد الديمقراطي وقوات سوريا الديمقراطية على تركيا؟ أم أنها خطوات أولى نحو مستقبل مخطط له مسبقًا؟ 

مصادر تحدثت معها أمس في أنقرة حول الموضوع أجابت: "الاثنان معًا..".

ما أكدته المصادر هو أن الجيش السوري الحر يهدف منذ مدة طويلة لتحرير منطقة عفرين، وعلى الأخص مدينة تل رفعت.

هذه المدينة الواقعة جنوب مارع، ويسكنها تركمان وعرب سنة وشيعة، اكتسبت أهمية عقب عملية تركيا العسكرية في جرابلس.

وبينما كان الجيش الحر يتقدم بدعم من تركيا من الشمال نحو الجنوب، بدأت قوات سوريا الديمقراطية التحرك في منطقة عفرين من الجنوب في تل رفعت نحو الشرق، أي كوباني بهدف توحيد الكانتونات. 

بعد سيطرة الجيش الحر على الباب مباشرة، ضعفت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في خط مارع. 

حتى أن ناحيتي منغ والشيخ عيسى ومدينة تل رفعت سقطت في يد الجيش الحر. 

لم يتوقف الجيش الحر عند هذا الحد، بل إنه تحرك أيضًا نحو حلب من أجل السيطرة على قريتي الزهرة ونبل التي تسيطر عليها اليوم قوات موالية لإيران. 

لكن الغارات الروسية التي بدأت عام 2016 من منطقة باشكوي أبعدت قوات الجيش الحر عن شمالي حلب. واستفادت قوات سوريا الديمقراطية من الفراغ لتنتشر في فبراير/ شباط 2016 في المنطقة.

ومنذ ذلك اليوم وضع الجيش الحر نصب عينه السيطرة على المنطقة الممتدة بين منغ والشيخ عيسى وتل رفعت، وهي منطقة تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية ، وتمتد من غرب مدينة الباب نحو الشرق.

ومنذ أمس الأول تشهد المنطقة، التي يُطلق منها قذائف هاون على ولاية كيليس، اشتباكات جديدة. وفي الحقيقة، كان اندلاع الاشتباكات متوقعًا منذ أيام.

لأن تركيا كانت تحشد قواتها منذ مدة في المنطقة، بينما كان الجيش الحر يعيد انتشاره على الأرض.

هناك جانبان مهمان للسيطرة على المنطقة المذكورة

الأول هو أن السيطرة على تل رفعت، أول مكان اندلعت فيه شرارة الثورة السورية واحتضن أول احتجاج على نظام الأسد، سيحول دون توحيد كانتونات كوباني.

الثاني والأهم، هو أنه بمجرد سقوط تل رفعت سيكون بالإمكان توحيد مارع، التي يسيطر عليها الجيش الحر، مع دارة عزة، الواقعة شمال محافظة إدلب.

أي أن الجيش الحر سيسيطر على مساحة واسعة على الخط من جنوب كيليس حتى هاطاي، وسيكون بإمكان من يدخل سوريا من كيليس أن يصل إلى الريحانية أو يايلاداغي عبورًا في منطقة تحت سيطرة الجيش الحر.

لكن ما رأي روسيا التي وقفت حتى اليوم في صف حزب الاتحاد الديمقراطي في هذا الخصوص؟

بحسب أفق أولوطاش، من مركز البحوث السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لا تبدو موسكو مؤيدة لحزب الاتحاد الديمقراطي بعد تقاربه الشديد مع الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، وتعاونها مع الحزب من أجل السيطرة على حلب لم يعد له وجود.

كما أن موسكو لديها الآن اتفاق مع أنقرة من أجل التحرك في محافظة إدلب. وتركيا مصممة على التعاون مع روسيا في إدلب من أجل تطهير المنطقة من عناصر القاعدة وحماية الهدنة المتفق عليها في أستانة.

وفي الواقع، ينبغي قراءة التطورات في الآونة الأخيرة في إطار هذا الوضع الجديد في إدلب.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس