محمد أوجاكتان - صحيفة قرار - ترجمة وتحرير ترك برس

عندما أقول: إن الصراع ضد تنظيم الكيان الموازي وخاصة بعد ليلة 15 تموز/يوليو أصبح من أهم الأمور بالنسبة إلى تركيا، سيخرج أحدهم ليزعم أن تركيا أوجدت تنظيم الكيان الموازي  ليصبح حجةً تضعها للتهرّب من الحديث عن الحرية والديمقراطية الموجودة في تركيا.

لكن يجب أن لا ننسى أن تنظيم الكيان الموازي هو أساس المشاكل التي نعانيها فيما يخص القيم الديمقراطية. لأن تركيا اضطرت إلى إعلان حالة الطوارئ بسبب هذا التنظيم، ويجب عليها أن تخوض صراعها في هذه الظروف غير المواتية. من جهة أخرى، لا شكّ في أننا لا ننسى الحقوق والقوانين أو نستغلها حسب مصالحنا عندما نعبّر عن ضرورة خوض هذا الصراع.

على العكس تماماً، يجب أن لا ننسى سيادة الحقوق والقوانين، ليس في الداخل فقط، إنما في الخارج أيضاً، لتحافظ تركيا على قوتها أمام الساحة الدولية. كما أن عدم تحقيق القوانين للعدل قد يؤدي إلى الدخول في مراحل أشبه بفترة الـ "باليوز وقضية أريغناغون" مما سيدفع إلى توليد نقاط ضعف لدى تركيا خلال صراعها ضد تنظيم الكيان الموازي.

إن قضية تركيا كدولة هي تصفية انقلابيي تنظيم الكيان الموازي الذين استهدفوا الديمقراطية وخانوا تركيا من فرق الحكومة التركية. ولكن علينا الاعتراف بأن الإجراءات القضائية في مثل هذه المشاكل الكبيرة تكون صعبة للغاية. إذ يجب أن يعاقب الانقلابيون المتورطون بأشد ما يستحقونه من عقاب من جهة، ويجب استخراج البريئين الذين لم يتورطوا في الانقلاب بدقة من بين هؤلاء من جهة أخرى.

أحرزت تركيا تقدماً واضحاً في إطار مكافحة تنظيم الكيان الموازي. لكن يبدو أن هذا التنظيم تأصل في مختلف دول العالم بكل ما تحمله الكلمة من معنى. خصوصاً أنه وصل إلى درجة تشكيل مصدر قلق بالنسبة إلى تركيا من خلال محاولات الضغط التي يمارسها تجاه تركيا من الخارج. لم تتمكن تركيا من التوضيح عن مشاكلها منذ ليلة 15 تموز/يوليو إلى الوقت الراهن لأمريكا وباقي الدول الأوروبية. إذ إن هذه الدول التي تزعم أنها تظهر الحساسية تجاه الانقالابات قد تركت تركيا وحيدةً خلال صراعها ضد تنظيم الكيان الموازي.

عند النظر إلى لا مبالاة دول الغرب يمكننا رؤية مدى صعوبة خوض هذا الصراع في الخارج. على سبيل المثال، لم يتم تحقيق أي نتيجة واضحة في خصوص مسألة إعادة عناصر تنظيم الكيان الموازي المتورطين فعلياً في محاولة الانقلاب.

أصبحت إعادة عناصر التنظيم قضية مهمةً إلى درجة لا تسمح لتركيا باتخاذ موقف تجاه دول الغرب تاركةً إياها لتفعل ما تشاء. لأننا أصبحنا على دراية بما يمكن لهؤلاء فعله حتى وإن كانوا خارج تركيا. من المحتمل أنهم سيستغلون أول فرصة لتصفية الحسابات مع تركيا. والأمر الأهم هو أنهم سيظلون يشكلون مصدر خطر بالنسبة إلى تركيا ما داموا يستمرون في ممارسة نشاطاتهم في الخارج.

لذلك يجب على تركيا أن تضع استراتيجية صراع دولي تستمر من خلالها بتوضيح مدى خطورة هذه المشكلة دون أن تيأس أو تستسلم. ولتحقيق ذلك يجب عليها أن تعزز أساسها الحقوقي لتحافظ على قوتها خلال هذا الصراع.

تركيا هي من تعرضت لهذه الخيانة، فإن هذه المشكلة تخص تركيا في المقام الأول. وهي مكلفة بتوضيح هذا الخطر أمام العالم بطريقة أو بأخرى.  ونعلم جيداً أن القيم العالمية مثل المبادئ الديمقراطية، حقوق الإنسان وسيادة القانون هي ما سيزيد من قوة تركيا على الصعيد العالمي. أنا متأكد من أن دولة قوية مثل تركيا في إطار تحقيق العدالة ستتمكن من التوضيح عن مشاكلها في النهاية.

عن الكاتب

محمد أوجاكتان

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس