ترك برس

ذهب الكاتب والمحلل الكردي السوري، هوشنك أوسي، إلى أن هناك علاقة عضوية بين حزب البعث السوري وحزب العمال الكردستاني الإرهابي في تركيا وسوريا، بدأت مع الدعم الذي قدمه الرئيس السوري السابق، حافظ الأسد للعمال الكردستاني، مشيرا إلى أن الحزب يتبع نفس الأساليب والطرق التي اتبعها حزب البعث من أجل الترويج لأفكاره ونشر أيديوليجيته.

واستعرض أوسي في مقال له كيف تغلغل موروث حزب البعث إلى العمال الكردستاني، وقال إن هذا التغلغل بدأ في عام 1986 ، وكانت أول مظاهره ترديد شعار "بالروح بالدم نفديك يا أوجلان" وهو شعار بعثي بامتياز كان مألوفا بين أنصار البعث تعبيرا عن ولائهم المطلق لحافظ الأسد وبشار الأسد وصدام حسين، ولم يكن معروفا بين أتباع العمال الكردستاني.

وأضاف أن العناصر الكردية السورية المنتسبة للعمال الكردستاني في عام 1985 كانت تعد على أصابع اليد الواحدة، لكن  في سنة 1987-1988 بدأ شباب الأكراد السوريين ينتسبون بالمئات للكردستاني. وهكذا لحين وصولنا إلى سنوات 1990-1991-1992 التي تعد سنوات الانفجار الجماهيري للعمال الكردستاني في سوريا، حيث انضم الآلاف من الشباب والفتيات إلى صفوف هذا الحزب.

وتابع إن كل هؤلاء الكوادر، درسوا في المدارس والمعاهد والجامعات التي تدار وفق مناهج التربية والتعليم في دولة حزب البعث، وعليه فقد أخذ عشرات الآلاف من الأكراد السوريين الذين انضموا إلى صفوف العمال الكردستاني من موروثات البعث.

ويشير الكاتب إلى أن الأمثلة على تغلغل موروث البعث أكثر من أن تحصى، ويورد بعض الأمثلة في مجال الإعلام والفن والموسيقى، ومنها كثرة الأغاني عن الزعماء التي هي موروث بعثي. ذلك أن هنالك آلاف الأغاني التمجيدية التي قيلت في حافظ الاسد وصدام حسين وبشار الأسد. وحين نعود إلى أرشيف فرقة المقاومة: “Koma Berxwedan” التابعة لحزب العمال الكردستاني، نجد أنه حتى قبل 1987 لم يكن هنالك أغنيات خاصة تمدح أوجلان. وفي أفضل الأحوال، يمرّ اسم أوجلان ضمن أغنية ما، بشكل عابر. وفيما بعد بدأ اسم أوجلان يظهر بشكل أكبر تمجيداً في أغاني هذه الفرقة.

وقبل أن يتجه الفنانون الأكراد من تركيا إلى تأليف الأغاني عن أوجلان وتمجيده وتاليهه، فعلها الفنانون الأكراد السوريون الموالون للعمال الكردستاني. وغالب الظنّ أنهم فعلوا ذلك تحت تأثير الموروث البعثي.

وينوه الكاتب إلى وجود زعيم الحزب ومعسكراته في سوريا على امتداد 18-19 سنة، ومن المستحيل أن لا يكون لهذا الأمر أي تأثير على أداء وفكر وسلوك العمال الكردستاني.

وعدا عن ذلك، وفي الكثير من الأماكن والمناسبات، كان أوجلان وحزبه يمدحان حافظ الأسد، الدكتاتور الطاغية المستبدّ، لأنه كان يقدّم الدعم لهذا الحزب. بل أن أوجلان وحزبه كانا ينظران إلى الأسد الأب على أنه "صديق الشعب الكردي"، وأنه "يدعم حركات التحرر الوطني"... إلى آخر هذه الأوصاف والألقاب المجّانيّة.

وهناك نقطة أخرى، كما يقول الكاتب، تشير إلى وجود الموروث البعثي داخل حزب العمال الكردستاني، وهي تشكيل الحزب وحدات عسكريّة فدائيّة سنة 2000، حملت اسم "فدائيي أوجلان". تلك الوحدات العسكريّة، كانت تضمّ المقاتلين الجدد، شبابا وصبايا ممن تتراوح أعمارهم بين 14 إلى 16 سنة. وكان لهم معسكرات خاصة بهم، يُمنع على المقاتلين القدامى الاقتراب منها أو الاحتكاك مع هؤلاء المقاتلين الأطفال، لئلا يتم التأثير عليهم وحرفهم عما تم تدريبهم عليه، وهي العمليات الانتحارية والفدائيّة. هذه الطريقة في إطلاق الأسماء على الوحدات العسكريّة، هي أيضاً طريقة بعثية صرفة.

وخلص الكاتب في نهاية مقاله إلى أنه في حال إخضاع ظاهرة حزب العمال الكردستاني إلى التحليل والتفكيك على الصعيد والفكري والأيديولوجي والإعلامي من خلال السلوك والتركة الأدبية والثقافية والسياسيّة التي خلّفها، يمكن أن نلحظ الموروث الستاليني، والموروث الأتاتوركي، وكذلك الموروث البعثي في هذه التجربة. ومع ذلك، يقدّم الحزب نفسه على أنه النموذج الفكري والسياسي الأرقى بين الأكراد وفي منطقة الشرق الأوسط على صعيد الديمقراطيّة والتعامل مع البيئة والحيوان وحقوق المرأة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!