ترك برس

تحتل ولاية "باطمان" (Batman) التركية، وعاصمتها مدينة باطمان، مكانة هامة بين الولايات التركية من حيث ثرائها التاريخي ومناطقها الأثرية العريقة. ومن جهة أخرى تمتلك موقعا جغرافيا هاما فهي تقع في جنوب شرق منطقة الأناضول على هضبة قرب التقاء نهر باطمان مع نهر دجلة، وتبلغ مساحتها حوالي 563.59 كيلومتر مربع، وترتفع عن مستوى سطح البحر ما يقارب 540 مترا.

وصل عدد سكان مدينة باطمان حسب إحصائيات عام 2012 إلى 381 ألف 990 نسمة. وفي هذا الموضوع نتناول سبع مناطق جميلة ننصح زائري باطمان بزيارتها.

1- بلدة "حسن كيف" (Hasan Keyf)

تقع بلدة "حسن كيف" على ضفاف نهر دجلة، ولم يعرف حتى الآن تاريخ إنشائها، ولكن تشير الدلائل إلى أن المنطقة كانت مركزًا تاريخيًا قديمًا جدًا. وتشير الأبحاث الجيوبوليتيكية إلى أن المدينة سُكِنت منذ زمن بعيد، وما تزال بعض مغاراتها صالحة للسكن حتى الآن. وتشير الوثائق والمخطوطات القديمة إلى أن الإمبراطور البيزنطي قسطنطين بنى قلعة حسن كيف في القرن الرابع بعد الميلاد لحماية المدينة.

وفي عام 639 للميلاد فتحها الأمويون، وبعدهم العباسيون، والحمدانيون، والأرتوكيون، والأيوبيون، والعثمانيون على التوالي. وكانت ملتقى الطرق التجارية، ومركز جذب للعلوم والثقافة فكانت تحوي العديد من المدارس الدينية والعلمية والمشافي الطبية. وفي عام 1981 أصبحت دخلت تحت الحماية كموقع أثري من التراث الإنساني.

2 - مغارات حسن كيف (Hasan Keyf mağaraları)

تتميز منطقة حسن كيف بمغاراتها المنحوتة داخل الصخور التي ما زالت شاهدة على الذكاء البشري قديما. وقد سكنتها في القدم شعوب عدة كالسومريين، والآشوريين والبابليين.

والجدير بالذكر أنه تم في تلك الفترة تطوير نظام إيصال مياه الشرب للمغارات وفقا للقوانين الفيزيائية، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على التطور العلمي في منطقة حسن كيف.

3 - أخدود منطقة حسن كيف

تشكل هذا الأخدود العميق على مر السنين بفعل جريان الأنهار، بفضل طبيعة صخور المنطقة الجيرية، ويشكل الأخدود مع المغارات المحفورة لوحة فنية رائعة وكأن الإنسان تعاون مع الطبيعة لتشكيل هذا المكان الجميل.

أما الحُفر والأودية الموجودة في المنطقة والمناطق المجاورة فقد تشكلت من جريان نهر دجلة لآلاف السنين وأوصلت لنا هذا الجمال الطبيعي الساحر.

4 - مغارة يولكيتشن خان في "حسن كيف" (Hasankeyf Yolgeçen Hanı)

تم إنشاء هذا الخان في هذه المغارة لعابري السبيل الذين لا مأوى لهم يلتجؤون إليه. وتقع المغارة تحت قلعة "حسن كيف" وتنفتح على نهر دجلة مباشرة.

استخدمت هذه المغارة لتخزين المياه وكطريق سري للخروج من القلعة. كما استخدمت أيضا للعبور إلى الضفة المقابلة لنهر دجلة. وما زالت هذه المغارة في أيامنا الحالية تستضيف آلاف الناس، وستظل عنصرا لا يتجزأ من منطقة حسن كيف. 

5 - جسر ميميكان (Memikan Köprüsü)

يعد جسر مميكان واحدا من أهم الجسور في المنطقة، وكان يصل مدينة "بشيري" (Beşiri) التابعة لولاية باطمان بمنطقة "جازران" (Gazran). وكان الجسر نقطة استراتيجية هامة يستخدم في طريق الحرير، وهو مبني فوق "نهر جازران" (Gazran çayı).

و يذكر أن هذا الجسر قد تهدم وأصبح غير صالح للاستخدام في الوقت الحالي.

6- جسر مالابادي (Malabadi Köprüsü)

يقال إنه بني من قبل تاجر عباسي غني، وتم قبوله كتوأم لـ"جسر موستار" (Mostar Köprüsü)، و يتميز بأن له قنطرة وحيدة. أما من الداخل فتوجد بداخله حجرات يستخدمها الناس للاستراحة والنوم والحماية من المخاطر.

7- قبة ومزار زينل بيك (Zeynel Bey Kümbeti)

بُنيت في عهد أحد حكام إمارة "الأككويين" (Akkoyunlar) في الفترة 1460 - 1487،  وبالتحديد من أجل ابن الأمير أوزون حسن "زينل بيك" تخليدا لذكراه بعدما استشهد في أحد المعارك.

وفوق الباب الشمالي للمزار كُتِب التالي: "أنشئت من أجل الشهيد زينل بيك ابن السلطان حسن بيك، والذي استشهد في معركة "أوتلوكبيلي" (Otlukbeli) في 11 آب/ أغسطس عام 1473".

وصممت القبة على شكل أسطوانة دائرية وفوقها قبة، وتم زخرفة جسم الأسطوانة بزخارف كتابية على محيطها. ويعود تصميم هذا المزار الفريد من نوعه للمعماري عبد الرحمن ابن بري حسن.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!