فؤاد بول – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

من أجل العثور على إجابة سليمة لهذا السؤال علينا قبل كل شيء النظر فيما إذا الولايات المتحدة الأمريكية تبحث عن صديق أم لا!

وثانيًا، ينبغي علينا أن ننظر إلى الأصدقاء الحقيقيين للولايات المتحدة، وبناء عليها نضع التقييم.

تعتبر الولايات المتحدة نفسها البلد الأقوى، والبلدان الخمسة بما فيهم هي نفسها أكبر من العالم بأسره! وفي هذا الحال، فإن البلدان المذكورة (وفي طليعتها الولايات المتحدة) التي تلعب دورًا كبيرًا في توجيه ما تبقى من بلدان العالم، لا تبحث عن أصدقاء، وإنما أتباع.

تمتلك البلدان الخمسة حصة الأسد في جميع الشراكات التي تقيمها (الاجتماعية، السياسية، الاقتصادية، العسكرية، إلخ). لا نسمع أسماء البلدان الأخرى لأن أصواتها تصبح لاغية مقابل فيتو يستخدمه واحد فقط من البلدان الخمسة.

هناك صديقان حقيقيان فقط للولايات المتحدة: إسرائيل وبريطانيا.

باستثناء هذين البلدين تنظر الولايات المتحدة إلى جميع حلفائها على أنهم أتباع لها، وتوليهم أهمية أو لا تكترث لهم بالشكل الذي يتوافق مع مصالحها.

تتناسب التحالفات والصداقات التي تقيمها واشنطن مع البلدان الأخرى مع مصالحها. تصبح صديقة لكم بالقدر الذي تستفيده منكم (!) عندما تنتهي الفائدة ترميكم وتتخلص منكم!

بالأمس كانت صديقة وحليفة لتركيا، لكنها اليوم ليست كذلك. السبب الوحيد هو أن تركيا لم تعد ذات فائدة بالنسبة لها.

بدأ الأمر مع أزمة مذكرة الأول من مارس 2003 (التي رفضها البرلمان التركي وتنص على مشاركة تركيا مع الولايات المتحدة في حرب العراق).

حتى ذلك اليوم كانت الولايات المتحدة تخاطب الجيش التركي، وتتعاون معه بشكل دائم. وعندما تحيد الحكومات المدنية قليلًا عن الخط المرسوم لها كان الجيش يعيدها إلى رشدها.

للمرة الأولى لم يكن للجيش كلمة في مذكرة الأول من مارس، ولم تتحقق رغبة الولايات المتحدة. وفي ذلك الوقت قال مسؤولون أميركيون: "لم يلعب الجيش دوره القائد في تركيا"، وتركوا الاعتماد على الجيش، وشطبوا اسم تركيا من قائمة حلفائهم.

ولو أن الجيش لعب دوره القيادي لاستمرت الصداقة والتحالف مع الولايات المتحدة كما في الماضي، على شكل علاقة بين آمر ومأمور. ومن الواضح أن تركيا تلعب دقائق الوقت بدل الضائع في صداقتها وتحالفها مع الولايات المتحدة.

وكأن كل الضربات الموجهة إلى حكومات حزب العدالة والتنمية لم تكفِ، تعمل الولايات المتحدة على تسليح عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي، ذراع حزب العمال الكردستاني في سوريا، و تطلقهم على تركيا في الداخل والخارج. كما أنها توفر الملاذ الآمن لزعيم تنظيم غولن الإرهابي وأتباعه على أراضيها.

ومن الواضح أن الحزام الكردي الذي تسعى لإقامته على حدودنا الجنوبية يهدف إلى تسهيل وصول إسرائيل إلى شمال سوريا!

في مقالة له، أورد أستاذنا الصحفي محمد بارلاص مقولة مفيدة: "أن تكون حليفًا للولايات المتحدة أخطر عليك من معاداتها".

عن الكاتب

فؤاد بول

كاتب في صحيفة تركيا


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس