سامي كوهين – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

لا يكاد يمضي يوم إلا ويقع فيه حدث يصعّد التوتر القائم بين تركيا وألمانيا. آخر تطور كان اتخاذ برلين قرارًا بقرض قيود على بيع السلاح لتركيا.

وبذلك اكتسب الخلاف والتوتر بين الجانبين بعدًا عسكريًّا أيضًا.

تدعي السلطات الألمانية أن السبب في تصرفها هذا هو "انتهاكات حقوق الإنسان" في تركيا. أما حقيقة الأمر فهي تخلي عضو في الناتو عن التعاون مع حليف له يتعرض أمنه القومي لتهديدات، وفرض عقوبات عليه.

أسباب التدهور

على مر التاريخ كان البلدان قريبان من بعضهما على الصعيد السياسي، لكنهما يبتعدان عن بعضهما يومًا بعد يوم. ولكل من الجانبين أسبابه في هذا الخصوص.

السبب الرئيسي لهذا الخلاف من وجهة نظر تركيا هو السلوك العدواني لألمانيا تجاهها، ودعمها أو تغاضيها عن أنشطة حزب العمال الكردستاني ومنظمة غولن. ومؤخرًا احتضانها بعض "الفارين" المطلوبين أمنيًّا من تركيا، فضلًا عن إعلان السياسيين الألمان، وعلى رأسهم المستشارة أنجيلا ميركل، اعتزامهم تعليق مفاوضات عضوية الاتحاد الأوروبي مع تركيا، وحتى عدم ضمها إليه.

أما على الصعيد الألماني، تتذرع برلين بانتهاكات حقوق الإنسان والظلم والقيود على حرية الصحافة والاعتقالات في تركيا. ويمكن إضافة امتعاض ألمانيا من توقيف عدد بعض مواطنيها في تركيا...

نتيجة الخلاف

وبالنتيجة فإن البلدين يقفان على الصعيد الرسمي في جبهتين متقابلتين. أما على الصعيد الشعبي فتسود نظرة ارتياب متبادلة، بل نوع من العداء. وبحسب الرأي السائد في تركيا فإن السبب الرئيسي لتصعيد التوتر هو الانتخابات الألمانية المزمع إجراؤها أواخر سبتمبر.

من الصحيح أن الأحزاب السياسية تلجأ إلى سلوكيات "شعبوية" خلال فترات الانتخابات على الأخص. لكن ليس هذا هو السبب الوحيد لتوتر العلاقات مع برلين. 

وللأسف فإن جو من الريبة والعداء يخيم على المستوى الشعبي بين البلدين نتيجة ردود الأفعال المتصلبة والأسلوب العدائي والحملات الممنهجة. فلو لم يكن الشعب يمتلك هذه المشاعر هل يمكن للسياسي الحصول على دعمه وأصواته من خلال الخطابات والتصرفات الشعبوية؟

لا شك أن مصلحة البلدين تقتضي إنهاء الخلافات والتوترات الحالية بأسرع وقت، لكن ينبغي عدم انتظار تحقق ذلك بعد الانتخابات مباشرة. وسنكون مفرطين في التفاؤل سنكون مفرطين إذا أملنا بأن يتخلى الساسة الألمان المتوقع وصولهم سدة الحكم، بما فيهم ميركل، عن مواقفهم التي اتخذوها على الصعيدين الرسمي والشعبي، فضلًا عن تغير المشاعر الشعبية أيضًا في القريب العاجل...

عن الكاتب

سامي كوهين

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس